الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البخل نزعة سيئة يجب مقاومته للفوز بالدنيا والآخرة

البخل نزعة سيئة يجب مقاومته للفوز بالدنيا والآخرة
24 يونيو 2015 23:15
أحمد شعبان (القاهرة) البخل إمساك عما يحسن السخاء فيه، وهو من الصفات الذميمة الموجبة لهوان صاحبها ومقته، وصفة خسيسة ومرض لعين وخُلق لئيم باعث على المساوئ، والأخطار الجسيمة، وقد عاب الإسلام البخل، وحذر منه، قال تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً)، «سورة النساء: الآية 37»، وقال: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...)، «سورة آل عمران: الآية 180». سلامة الصدور يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق، ورد ذكر مرض البخل في القرآن الكريم في عدة مواضع منها ما جاء في سورة الحشر قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، «سورة الحشر: الآية 9»، وقد نزلت هذه الآية في وصف الأنصار لحسن استقبالهم إخوانهم المهاجرين في سبيل الله، ومحبتهم لله ورسوله للذين آمنوا طوعا واختيارا وآووا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبوأوا دار الهجرة والإيمان، حتى صارت مرجعا يرجع إليه المؤمنون ويلجأ إليه المهاجرون، ومن محبتهم لله ورسوله أحبوا أصحابه، وهم لا يحسدون المهاجرين على ما آتاهم الله من فضله وخصهم به من الفضائل، وهذا يدل على سلامة صدورهم. والله سبحانه وتعالى لم يفرض على الناس في الزكاة وسائر وجوه الطاعات إلا قدراً ضئيلاً، لأنه أدرى بحالهم وأعلم بطبيعتهم وحبهم للمال، يقول تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)، «سورة العاديات: الآية 8»، ويقول: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً)، «سورة الفجر: الآية 20»، فلو أمر الله تعالى بإخراج المال كله لما استطعنا، وعشنا حياتنا في جو من الأحقاد والضغائن. الإيثار ومن أوصاف الأنصار التي فاقوا بها غيرهم وتميزوا بها على من سواهم الإيثار، وهو أكمل أنواع الجود وهو بمحبة النفس من الأموال وغيرها وبذلها للغير مع الحاجة إليها، وهذا لا يكون إلا من خلق زكي، ومحبة لله تعالى مقدمة على شهوات النفس ولذاتها، ومن ذلك قصة الأنصاري الذي نزلت الآية فيه، حين آثر ضيفه بطعامه وطعام أولاده وباتوا جياعاً، ومن رزق الإيثار وقي شح نفسه، فسمحت نفسه بأوامر الله ورسوله، ففعلها طائعاً منقاداً منشرحاً بها صدره. وورد مرض الشح في سورة التغابن قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، «سورة التغابن: الآية 16»، والله تعالى يأمر بتقواه قدر الاستطاعة وإذا قدر الإنسان على بعض الأمور وعجز عن بعضها فإنه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، والإنسان يسمع ما يعظه الله به، وما يشرعه له من الأحكام. ويطيع الله ورسوله في جميع الأمور وينفق من النفقات الواجبة والمستحبة، ومن يفعل ذلك يكون خيراً له في الدنيا والآخرة، لأن الخير كله في امتثال أوامر الله تعالى والشر في مخالفة ذلك. سوء العاقبة وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من البخل لقبحه وسوء عاقبته ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من البخل»، وقال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم»، وقال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً». ولعلاج مرض البخل أمرنا الإسلام بالإنفاق ونهانا عن الإمساك، وحبب إلى الناس أن تكون نفوسهم سخية، ووصاهم بالمسارعة إلى الإحسان والبر، قال تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، «سورة البقرة الآية 274». والإسلام عد البخل من النزعات السيئة التي يجب على المسلم أن يقاومها بشدة حتى يفوز بخيري الدنيا والآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©