الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات.. أرضٌ لكلِّ النّاس

الإمارات.. أرضٌ لكلِّ النّاس
30 نوفمبر 2016 02:00
هدى كانو في رحاب احتفالية اليوم الوطني الخامس والأربعين تتجلى بوضوح ريادة التجربة الوحدوية لاتحاد الإمارات السبع، ونجاح هذا الاتحاد في تشكيل ثقافة وحدوية وإنجاز جيل مثقف، فالإمارات بقيادتها التاريخية التي تمثلت بجيل التأسيس مع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الحكام من الآباء المؤسسين، وبقيادتها الاستثنائية التي تمثلت بجيل التمكين مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، مع هاتين القيادتين الرشيدتين استطاعت الإمارات أن تحجز لنفسها مكانةً متقدّمةً بين الدول الأولى في العالم في جميع المجالات، وباتت الإمارات وجهة للإبداع وعاصمةً للثقافة ومنصة عالمية للقاء الحضارات وتبادل الثقافات وإنتاج المعرفة. سياسات ثقافية وطنية لقد نجحت الإمارات بقيادتها الحكيمة، وشعبها القادر على كلّ إبداع، والمنفتح على كلّ ابتكار، والطَّموح لكل إنجاز، في أن تُشكّل ثقافتها الوحدوية التي تمتاز بخصوصيتها الإماراتية العربية الإسلامية التي تعكس صفات وملامح هويتها الوطنية، كما نجحت الإمارات في إبراز الدور الريادي للمثقفين المبدعين على المستوى الوطني والعربي والعالمي، عبر سياسات واستراتيجيات وطنية سباقة عالمياً، من رؤية الإمارات 2021، إلى رؤية أبوظبي الثقافية، إلى شارقة الثقافة وسلطانها، إلى دبي المعرفة، والفجيرة الإعلام والإبداع، ورأس الخيمة الابتكار، وأم القيوين التميّز، إلى مبادرات أسابيع الابتكار، وعام القراءة، وتحدي القراءة، ومهرجانات الثقافة والأدب من ملتقى السرد الخليجي، إلى ملتقى الإبداع الخليجي، إلى مهرجانات الفنون والسينما والفعاليات الثقافية الكبرى ومنها مهرجان أبوظبي، وملتقيات الشعر والفكر في كل الإمارات، ومهرجان الشعر في دبي، وبيوت الشعر في أبوظبي والشارقة ودبي، وغيرها، إلى معارض الكتب الأكبر عالمياً، من معرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب، وغيرها الكثير. حاضنة للمواهب والابتكار لقد احتضنت الإمارات العربية المتحدة المواهب وصقلتها، وحفّزت الإبداع وارتقت بالفنون تشكيلاً وأداءً وسينما وغيرها، وخلقت البنية التحتية الثقافية والمعرفية الحاضنة لكل ذلك، كما استطاعت أن تستقطب الخبرات العالمية، وأن تطبّق التجارب الإبداعية الخلاقة والرائدة، وأن تؤطر أفضل الممارسات وأعلى المعايير في الإنتاج الإبداعي والمعرفي، وصولاً إلى ما وصلنا إليه اليوم من تميّز يشهد له العالم، ونعتز به أفراداً ومؤسسات نلنا ونالت شرف الإسهام في رسم صورته المشرقة الزاهرة. لقد تعلّمنا في مدرسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتشرّبنا قيم التسامح والانفتاح والتفاهم مع الآخر وحب الإنسان والإنسانية، تلك القيم التي قامت عليها الإمارات العربية المتحدة منذ التأسيس في الثاني من ديسمبر من العام 1971، وعشنا وعايشنا الفكر التنويري المنفتح والرؤية المستقبلية الفذة في استشراف فرص المستقبل واستكشاف الحلول لتحدياته، وبخاصة في مجال الثقافة والهوية الثقافية مع التحدي الكبير للعولمة وتحوّل العالم إلى قرية صغيرة. لقد شاهدنا بأعيننا كيف تجلى فكر الآباء المؤسسين، وكيف ترجم الرعيل الثاني من قيادات الدولة أحلام وآمال الآباء، فبنوا صروح الثقافة والمعرفة في الإمارات السبع، فازدهرت التجربة الثقافية في دولة الإمارات، وتميزت إلى جانب كونها ثقافة إنتاج معرفي، بأنها ثقافة تقدير التميّز والاحتفاء بالإنجاز، وهذا ما يشهد عليه الكم الكبير من الجوائز التقديرية المخصصة للفنون والآداب والإبداع، ولنا الاعتزاز الكبير بجوائز إماراتية ذات سمعة ورصيد عالميين، كجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجوائز الشيخ محمد بن راشد، وجوائز الشارقة الثقافية، وجائزة العويس الثقافية، على سبيل المثال لا الحصر. دولة تتسع للعالم في رحاب احتفالية الإمارات بيوم اتحادها، وعيدها، لي أن أشير إلى تميز الإمارات بأنها الدولة التي اتسعت للعالم بأسره، ففتحت أبوابها لأكثر من مئتي جنسية تعيش وتتعايش على أرضها، بما يعنيه ذلك من ترجمة لفكر التنوير والتسامح، وتطبيق لأخلاقيات الإسلام والعروبة الأصيلة، والتزام بمبادئ الإنسانية المنفتحة المتسامحة المحبة، وسعي يومي لإسعاد البشرية جمعاء، مع ما تمثله الثقافة والفنون من أداة للارتقاء بالإنسان، ووسيلة لتحقيق سعادته، بل والحفاظ على إرثه الحضاري المتوارث عن الأجداد والآباء، ليكون ملمحاً وهويةً للأجيال المتعاقبة من الأبناء، في عالم تسوده المحبة ويكون فيه للإمارات دور الريادة في تحفيز التبادل المعرفي والثقافي والتواصل الحضاري، وبناء جسور التواصل بين جناحيه، شرقه وغربه، وهنا تحضرني مبادئ تأسيسية لثقافة جديدة بروحية إنسانية تعتبر التسامح رسالتها والسلام غايتها، تتمثل في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله: «إنّ رسالة الإمارات هي التسامح والسلام والتنمية والبناء والصداقة والتعاون والتعايش الإنساني». دامت الإمارات دانة للدنيا، ودرة للثقافة والإبداع، ومنارة للتسامح، وعاصمةً للقاء الثقافات والحضارات... دام عزك يا وطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©