الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا.. سباق الزعامة المبكر

16 أكتوبر 2017 21:19
يحب الكنديون التباهي بقصر فترة الحملة الانتخابية لاختيار رئيس وزرائهم مقارنة بالسباقات الرئاسية الأميركية الطويلة، في شيء من الإطراء الذاتي الذي أرى أنه صحيح بدرجة محدودة. ووفقاً لقانون الحملة، استمرت الانتخابات الوطنية في كندا عام 2015 لمدة 11 أسبوعاً فقط، ولكن وثيقة لقواعد اللجنة الفيدرالية الأميركية للانتخابات تقول أيضاً إن السباق الرئاسي لعام 2016 بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون استغرق 13 أسبوعاً فقط ما بين انعقاد مؤتمري الحزبين في الصيف ويوم التصويت في أوائل نوفمبر. وفي الواقع، بالطبع، فإن كلتا الدولتين تعتبر أن الانتخابات بدأت فعلياً في اللحظة التي بات فيها واضحاً مرشحو الأحزاب الرئيسية في المعركة. ومع تعيين «أندرو شير» زعيماً لحزب المحافظين في كندا في شهر مايو، واختيار «جاغجيت سينج» رئيساً للحزب الديمقراطي الجديد، فإن هذا يعني أن كندا بدأت رسمياً هذه المرحلة -قبل عامين كاملين من موعد إجراء الانتخابات في 21 أكتوبر 2019. وفي حين أن الكثير يمكن أن يحدث وسيحدث في السياسة الكندية قبل ذلك الوقت، فإن ثمة الآن صورة واضحة جداً عن شكل السجال الذي سيعرفه البلد فيما يواجه رئيس الوزراء «جاستن ترودو» اثنين من الخصوم الأكفاء في سعيه للحصول على ولاية ثانية. وفي حين أن المرشحين الثلاثة القادمين لرئاسة الوزراء يمثلون تقاليد أيديولوجية متميزة -ترودو وسينج في اليسار وشير في اليمين- إلا أن أوجه التشابه بينهم كبيرة أيضاً. فقد ولد الثلاثة في سبعينيات القرن الماضي، ما يجعل هذا السباق يجمع أصغر مرشحين لرئاسة الوزراء في تاريخ كندا على الإطلاق. ونتيجة لصغر سنهم، فإن سيرهم الذاتية تهيمن عليها السياسة على حساب أشياء أخرى كثيرة -حيث كان ترودو هاوياً للفن قبل انتخابه للبرلمان في سن 36، وانضم سينج إلى السلطة التشريعية في أونتاريو في سن 32 بعد العمل لفترة وجيزة كمحام، بينما لم يكن شير قد حصل على درجة البكالوريوس عندما أصبح عضواً في البرلمان عام 2004 وهو في سن 25. وعلى رغم أنه يمكن وصفهم إلى حد ما باعتبارهم من جيل الألفية السياسي، إلا أنهم جميعهم أيضاً يمثلون الجيل الشاب لحركاتهم السياسية. وكما يعرف العالم بالفعل، فقد أحرز ترودو نجاحاً عظيماً في التسويق لنفسه كشخص يشبه أوباما، حيث إن لديه معرفة تامة بما تعنيه مفردات التسامح والحساسية التي تعبر عن قيم التقدمية الحديثة. ويمثل سينج بيقظته وحكمته أول زعيم لحزب رئيسي في كندا من غير البيض والمسيحيين. وبعض الناخبين التقدميين في الحزب الديمقراطي الجديد يميلون إلى انتقاد ترودو تحديداً بسبب الأسلوب الذي يستخدمه لإخفاء افتقاره إلى المهارة. فكيف يمكن لمضاعفة الرهان على الكاريزما أن تسهل المهام المستحيلة التي كلف بها اليسار نفسه -استرضاء السكان الأصليين وتحقيق توازن مثالي بين القلق البيئي والاقتصادي- فهذا أمر لا يزال مبهماً. وفي الوقت نفسه، ففي حين أن شير، زعيم المحافظين، يبدو بعيداً عن اليمين البديل، إلا أنه أيضاً يمثل صورة نمطية أخرى لشباب المحافظين -وكما ذكر موقع «ذي أونيون» الإخباري، فهم من نوع «الناخبين الشباب الذي يلبسون ويتصرفون كما لو كانوا يعيشون بالفعل قبل ذلك بخمسين عاماً». وشير القيادي السابق في الحزب، الذي يبجل رونالد ريجان ومارجريت تاتشر، يعارض بشدة زيادة الضرائب وكان حتى وقت قريب أيضاً عدواً للإجهاض. ويعد فوزه بأصوات قليلة لزعامة حزب المحافظين انتصاراً لتوافق آراء الحزب في مواجهة البدائل الأكثر شراسة. ومع ذلك، فعقيدة المؤسسة تستثير أيضاً عصبية المحافظين الشباب الذين يشعرون بأنه يساء فهمهم بشكل مزمن، مع رغبة في أن يكونوا محبوبين من خلال كونهم «غير مثيرين للجدل»، ولاسيما بشأن استقطابات القضايا الاجتماعية. وهكذا، قضى شير الشهور الأولى القليلة من قيادته غير البارزة وهو يتمنى السعادة لمجتمعات المهاجرين، ويحاول أن يبعد نفسه عن المواقف غير الصحيحة سياسياً لبعض الأعضاء الأقل انضباطا في تجمعه. ونادراً ما تكون الانتخابات الأولى بعد صعود رئيس وزراء كندي جديد ذات شأن أو مثيرة للاهتمام. وفي أحيان كثيرة تختلف النتائج قليلًا عن النتيجة السابقة، ولكن مع وجود ثلاثة مرشحين لا يبدو أنهم على استعداد لتمديد قاعدة أحزابهم، من الممكن أن تكون انتخابات 2019 مختلفة قليلًا. وحتى لو أعيد انتخاب ترودو بنسبة ضعيفة، فإن هذا سيعطي زعيمي المعارضة ما يكفي من الانتصار لحفظ ماء وجههما، ونظراً لصغر سنهما، فمن الممكن أن ينتظرا مباراة العودة في عام 2023. * معلق سياسي ورسام كاريكاتير من فانكوفر ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©