في عالم متغير يرفع شعار التنافس في جميع المجالات العلمية تسابق دولة الإمارات الزمن، وتؤكد يوماً بعد آخر أن الاستثمار في العقول هو أغلى تجارة وأعظم مشروع على الإطلاق، وفي إطار التحديات العالمية والبحث عن سبل تطوير مهارات أبناء الدولة فإنه من الملائم جداً تنمية مهارات الطلاب المهنية في كل قطاعات التعليم، وبخاصة المدارس الصناعية التي تؤهلهم لاكتساب خبرات في سن مبكرة، مما يصب في مصلحة التنمية الشاملة، حيث إن معيار تقدم الأمم يقاس بحجم الإنجازات في مجال التعليم.
إذن فالعمل على بناء الكوادر البشرية المؤهلة مهمة تحتاج إلى جهد وتركيز، خصوصاً أن الاهتمام بالتعليم الصناعي الفني خطوة للأمام تسهم في أن يمارس أبناؤنا أعمالاً إبداعية تعتمد على المهارة بشكل عملي وبطريقة تكنولوجية عصرية بما يعود على المجتمع الإماراتي بالنفع، ويسهم في إثراء التحولات الاقتصادية التي نعيشها في هذا العصر، فهذه المدارس بأسلوبها المتطور من الممكن أن تنهض بالعملية الإنتاجية من خلال استغلال العنصر البشري وبناء قدراته، ما يعني أن التوسع في إنشاء هذه المدارس وتزويدها بأحدث أساليب التكنولوجيا العصرية سيسهم في بناء نهضة صناعية يؤسس لها نظام التعليم في الدولة، خصوصاً أننا نعيش حدثاً مميزاً في هذه الأيام يتمثل في استضافة أبوظبي لمسابقة المهارات العالمية 2017 التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتصبح الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تحظى باستضافتها خصوصاً أنها تقام كل عامين في إحدى مدن العالم، فكل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن هذه المسابقة ستعزز توعية الجيل الصاعد من المواطنين الإماراتيين بأهمية تنمية المهارات المهنية إلى جانب التدريب المهني، بدعم كبير من منظمة مهارات الإمارات ومركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن تعزيز تدريب وتعليم الشباب الإماراتي.
لا شك أن التعليم المهني يفتح مجالاً لكسب المعرفة والخبرة العلمية والعملية في العديد من الميادين الحرفية والمهنية، ويعمل في الإطار النظري والتطبيقي من خلال التدريب وإقامة الورش الفنية مما يشكل طفرة حقيقية في بناء جيل المستقبل.
محمد عمر الهاشمي
عدد اليوم
