الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سليم الصايغ الحاصل على منصب الرئيس الفخري لاتحاد المنتجين العرب

سليم الصايغ الحاصل على منصب الرئيس الفخري لاتحاد المنتجين العرب
16 فبراير 2009 00:12
دخل الإعلام منذ ثلاث سنوات فقط، لكنّ خطواته تجاوزت عدد السنين، وهو القادم أصلاً من نجاحات مذهلة في عالم المال، أسّس قناة تلفزيونية (صانعو القرار) وأنشأ شركة للإنتاج الفني (المركز الوطني للبث) ويدرس حالياً شراء قمر اصطناعي، ولم يكن مستغرباً أن يُقرّر اتحاد المنتجين العرب تنصيبه رئيساً فخرياً له في احتفالية أقيمت في ديسمبر الماضي! هو أكثر من ''رجل أعمال'' بلغة المال، لكن الثروة لم تُترفه، بل ما زال متواضعاً في حضوره ودمثاً في أخلاقه، ويأسرك بحديث عفوي تغلب عليه الصراحة· ''الاتحاد'' تحدّثت إلى رجل الأعمال الأردني سليم الصايغ، رئيس مجموعة ''الصايغ'' في الإمارات، بصفته رئيس مجلس إدارة ''الصايغ للإعلام والاستثمار''، في حوار فيما يلي تفاصيله: ؟ بداية، ما هي مجموعة ''الصايغ'' للإعلام والاستثمار؟ ؟؟ هي مجموعة متخصّصة في الإعلام والإعلان، قرّرت تأسيسها عندما خطرت في بالي فكرة إنشاء محطة ''صانعو القرار''، وذلك بغية تحقيق نوع من التكامل تسهيلاً للعمل بخاصة أن مجالات العمل الإعلامي كثيرة- وإن كانت متشابكة· ؟ هل صحيح أن استثمارات المجموعة تتجاوز مبلغ 100 مليون دولار؟ ؟؟ من المتوقع أن تتجاوز هذا الرقم عندما يتمّ تنفيذ الرؤية كاملة، فالمجموعة تضم حالياً: المحطة الفضائية ''صانعو القرار'' DM ومحطة ''دراما مكس'' والمركز الوطني للبث NBC والصايغ للدعاية والإعلان· كذلك، فإنّ المقر الجديد للمجموعة سيكون في مدينة دبي للاستوديوهات حيث يتمّ تشييد مبنى متكامل تصل كلفته إلى أكثر من 25 مليون درهم، ويضمّ 3 استوديوهات من الأضخم على مستوى العالم العربي؛ وتحتوي على أحدث الأجهزة والمعدّات التلفزيونية في العالم فضلاً عن عدة قاعات ضخمة· ؟ ما حاجة المجموعة إلى كل ذلك؟ ؟؟ لن يكون المبنى لمصلحة ''صانعو القرار'' فحسب، بل سيتمّ استثمار الاستوديوهات لمصلحة محطات أخرى، كأن يتم تأجيرها للإفادة من حجمها ومعداتها، وذلك وفق سياسة بسيطة للغاية مفادها تقديم الخدمة الأفضل بالسعر الأقل· الأكثر من ذلك، أن المجموعة تدرس جدّياً شراء أو استئجار قمر اصطناعي خاص بها! ؟ ما السبب؟ ؟؟ لأنّ تكلفة البثّ باتت كبيرة جداً، وأصبح من الأجدى شراء أو استئجار قمر اصطناعي خصوصاً أن عدد قنوات المجموعة إلى ازدياد· ؟ ألا تفكر المجموعة بالاستثمار في المدينة الإعلامية في أبوظبي ''تو فور''54؟ ؟؟ بصراحة، لا معلومات كافية لديّ حول المدينة، ولم يُبادر أي شخص إلى التواصل مع المجموعة في هذا الشأن، علماً أنه للقناة علاقة متميزة مع أبوظبي لجهة تغطية النشاطات والفعاليات هناك بشكل دائم· ؟ ما الذي تُنظر إليه عادة للاستثمار في أي مدينة؟ ؟؟ وجود تسهيلات متاحة وجدوى من الاستثمار، وعدم وجود تعقيدات في العمل من كل جوانبه· فمثلاً، لدي عرض للمشاركة في مدينة إعلامية في الأردن، لكنّ التكلفة باهظة للغاية ما يجعلني متردّداً في الاستثمار هناك· ؟ وهل وفّرت مدينة دبي للإعلام كل ذلك؟ ؟؟ بالتأكيد، كانت- ولا تزال- المكان الأمثل على امتداد الوطن العربي لتأسيس مشروعات إعلامية· لكني أسأل المسؤولين عليها بالتعاون معنا لجهة تخفيض التكاليف· ؟ ماذا تعني؟ ؟؟ لقد زاد حجم الإنفاق في الآونة الأخيرة إلى حدّ بات يطرح العديد من التساؤلات، لجهة الرسوم المفروضة على الشركات والإيجارات التي بلغت حدّاً غير منطقي كأن يكون أدنى سعر للقدم المربعة الواحدة هو 200 درهم! بل حتى لجهة رسوم تأشيرات الزيارة وإقامات العمل التي شهدت ارتفاعاً كبيراً أصبح يشكل عبئاً على المحطات· ؟ أين العبء في تأشيرات الزيارة مثلاً؟ ؟؟ تستضيف المحطة ما بين 20 و30 شخصاً كل شهر من خارج الدولة، ما أوجد زيادة في الإنفاق لم تكن محسوبة، وذلك إثر ارتفاع الرسوم المفروضة على تأشيرات الدخول بشكل غير مسبوق· ؟ ماذا عن إدارة المدينة نفسها؟ ؟؟ يعلم الجميع حجم الدعم الذي قدّمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للإعلام والعاملين في قطاع الإعلام، لجهة الحرية المسؤولة والتسهيلات الممنوحة والمرونة في العمل، لذلك أطلب من مسؤولي مدينة دبي للإعلام عدم نسيان ذلك! ؟ هل من توضيح أكثر؟ ؟؟ ما يُميّز دبي هو المرونة، لكنّ بعض المسؤولين في المدينة نسوا ذلك على ما يبدو، فهل من المعقول أن أحتاج إلى إجراءات روتينية لا حصر لها لمقابلة موظف أو رئيس قسم هناك؟! ؟ لكنّك مستثمر معروف! ؟؟ ربما، لكن ليس بالنسبة إليهم! دعني أخبرك بشيء: أنا موجود في دولة الإمارات منذ سنة ،1977 وقد اكتشفت منذ وصولي تواضع أصحاب السمو الحكام وكبار المسؤولين، بل لا يوجد في العالم العربي مسؤولون قريبون من الناس أكثر من الإماراتيين، وإلى الآن لا أجد أي صعوبة في التحدث مع مسؤولين كبار في وزارات أو غرف تجارة أو بلديات أو غيرها، لكنّ بعض ''الشبان'' الموجودين في مدينة دبي للإعلام أغلق بابه أمام الناس؛ ليس تكبّراً عليهم- كما أعتقد- بل لعدم امتلاكه الشخصية والخبرة والإمكانات التي تُؤهّله لمقابلة المستثمرين والتحدّث إليهم ! ؟ هل من مثال؟ ؟؟ لقد تحدثت غير مرة مع مسؤولين عاديين في المدينة بغية تحديد موعد عمل، لكنهم تهرّبوا من اللقاء؛ بل امتنعوا لاحقاً عن الردّ على اتصالي، وهذه تصرفات ''صبيانية'' بامتياز! وذات مرة، كنت على موعد مع رئيس قسم لا أكثر، فجاء متأخراً عن موعده نصف ساعة، ثم استأذن بعد خمس دقائق لارتباطه بموعد آخر، تخيّل هذا الإسفاف في التعامل مع المستثمرين! صانعو القرار ؟ ما هي ''صانعو القرار''؟ ؟؟ انطلقت في شهر آب من عام ،2006 وأبرز سمة فيها أنها ''محترمة'' لأنها لا تعرض أي مادة من شأنها أن تخدش حياء المشاهد حتى لو كانت أغنية، إذ نعمل وفق منهج أخلاقي واضح وسياسة عملية تجارية في الوقت ذاته، مع التأكيد على أن النسبة العالية من الجمهور العربي لا تبحث عما تبثّه محطات معروفة عربياً وناجحة إعلانياً، لكن التسويق لديها يعمد إلى نشر أخبار مبالغ فيها واحصاءات غير حقيقية بغية اصطياد مزيد من المشاهدين ومزيد من المعلنين، إلى أن تُصبح مشاهدة تلك المحطة ''عادة'' أكثر منها حاجة! في سياق آخر، فقد تّم افتتاحها ضمن معايير إعلامية عالية بخاصة أنها تستخدم أحدث المنظومات وتقنيات الإرسال الفضائي الرقمي عالية الجودة، كما أنها من المحطات العربية القليلة التي بدأت بثها مباشرة على الأقمار الاصطناعية الثلاثة في وقت واحد (عرب سات ونايل سات وهوت بيرد)، ولديها فريق عمل يصل إلى 100 موظف من مختلف الاختصاصات، فضلاً عن مراسلين في العواصم العربية الكبيرة، فيما تتعاون مع شركات إنتاجية في معظم الدول العربية· ؟ ماذا عن اسمها؟ ؟؟ ليس المقصود بصانعي القرار القادة والمسؤولين الكبار فقط، كما افترض بعض المشاهدين لكونه غير مألوف، إذ إن كل إنسان هو صانع قرار لأن معظم سلوكياته تنبع عن قرارات بعضها يتمّ بشكل تلقائي وبعضها يحتاج إلى تفكير مطوّل، حتى ربّة البيت تحتاج إلى نصح ومساعدة في الكثير من تفصيلات حياتها اليومية كي تتّخذ قراراتها بحكمة· ؟ ما الفئة العمرية المستهدفة؟ ؟؟ جميع أفراد العائلة لأنها تبثّ برامج متنوّعة، اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية وترفيهية، وتستضيف شخصيات معروفة وأخرى قيادية وثالثة ناجحة، وتعرض قصص نجاح الأثرياء والقيادات وأصحاب المشروعات الصغيرة والمبادرات الخلاقة، وقد عبّرت عن شخصيتها منذ البداية إذ إنها قائمة على رسالة إعلامية سبق أن أُعلن عنها؛ رسالة حقيقية تعمل عليها ولا تدّعيها- كما يفعل بعضهم- تتمثل في تثقيف الإدراك وترفيه الإحساس· ؟ هل يبحث الجمهور عن ذلك، في رأيك؟ ؟؟ هناك قسم من الجمهور يبحث عن ذلك، وهناك قسم آخر يُمكن تعويده إذ إن العادات هي التي تتحكّم بتفاصيل حياتنا فعلاً، علماً أنه لا توجد محطة في العالم تطمح بوجود مُشاهد واحد لا يُتابع إلا برامجها! الأمر نسبي، كما هو معروف، وأعني أن وقت المشاهد مُقسّم بين عدة محطات تلفزيونية، والمحطة الناجحة هي التي تنال ثلث وقته لا أكثر· ؟ المحطة تُقاطع الأغاني إذاً؟ ؟؟ أبداً، لكنّ مساحتها قليلة إذ لا يتمّ بث الأغاني الهابطة التي تستجدي غرائز الشباب، ومنذ أيام مثلاً عرضت المحطة حفلة مارسيل خليفة التي أحياها في دمشق مؤخراً· ؟ ماذا عن الإعلانات؟ ؟؟ يُؤسفني أن أقول إنّ هناك شركات عالمية معروفة تضخّ جزءاً كبيراً من إعلاناتها في بعض المحطات غير الأخلاقية أو المخلّة بالآداب، وذلك لتقويتها والإعلاء من شأنها! وهذه ليست ''مؤامرة''- كما يحلو للعربي أن يُسمّيها- بل واقع يلمسه أي مختصّ أو متابع لشؤون الإعلام والإعلان· ؟ ماذا عن المركز الوطني للبث؟ ؟؟ هو جزء من المجموعة ويُعنى بالإنتاج الدرامي حالياً، حيث كان مسلسل ''حارة أبو عواد'' هو باكورة أعماله، وذلك إثر غياب طويل للمسلسل الأردني، وقد حقق نجاحاً كبيراً· لكني ما ألمسه في الواقع هو ارتفاع تكلفة الإنتاج بشكل مبالغ فيه· ؟ محطة mbc أعلنت أن ارتفاع تكلفة الإنتاج عربياً سببٌ رئيس في توجّهها إلى الدراما التركية·· ؟؟ هذا صحيح، وهم الأدرى بذلك لكونهم أول محطة عربية تبث فضائياً· وفي هذا السياق، أستغرب انتقاد الكثيرين للمسلسلات التركية، فهي ثقافة أخرى يفيد الناس الإطلاع عليها ما دام غير إباحي، فالدراما التركية مثلها مثل السينما الهندية ومثيلتها الأميركية قد تكون متابعتها مفيدة للمشاهد! اتحاد المنتجين العرب ؟ ماذا عن اتحاد المنتجين العرب؟ ؟؟ هو اتحاد المنتجين العرب لأعمال التلفزيون، والذي يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية ومن خلال مجلس وزراء الإعلام العرب، والذي قرّر منذ أيام تنصيبي رئيساً فخرياً له· ؟ ما السبب؟ ؟؟ ربّما لأن أفكاري تلاقت معه، فهو يدعم مشروعات العمل الإعلامي العربي الهادف والمؤثر نحو الإنسان والمجتمع· فضلاً عن ذلك، فقد عملت على دعم الاتحاد وتفعيل أعماله أيضاً· ؟ ما الذي جرى في ملتقى المنتجين العرب الرابع الذي عقد في القاهرة مؤخراً؟ ؟؟ عُقد تحت شعار ''من أجل إعلام عربي مشترك''، وتضمنت فعالياته أكثر من توصية ومبادرة ستجد طريقها إلى التنفيذ حتماً، من ذلك: إنشاء قناة خاصة بالاتحاد تحت اسم ''دراما مكس'' حيث تمّ تكليف المركز الوطني للبث بإدارة هذه القناة· ؟ ما الهدف منها؟ ؟؟ تشجيع الإنتاج العربي المشترك من خلال بثّ مواد الاتحاد والمسلسلات والبرامج العربية، ونقل النشاطات والفعاليات التي تحدث على امتداد العالم العربي· كذلك، شهد الملتقى تكريم عدد من الإعلاميين والمبدعين العرب· ؟ أخيراً·· تحدّث الخبير الإعلاني أنطوان الشويري عن 5 مجموعات تلفزيونية تُسيطر على 85 في المئة من سوق الإعلان ((mbc والتلفزيون السعودي و''المستقبل'' ودبي''، فما رأيك؟ ؟؟ الشويري رجل مهم في عالم الإعلان، وله خبرة كبيرة طبعاً، لكن ما قاله يُعدّ رأياً شخصياً! لا ينبغي إنكار أهمية تلك المحطات وتاريخها، لكنّ التقليل من شأن محطات أخرى أمر غير مقبول· أما الحكم في هذه الأمور، فهو دراسة حيادية نزيهة لا مجرّد تصريحات·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©