الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاكم أم القيوين ومحمد بن زايد يشهدان محاضرة

حاكم أم القيوين ومحمد بن زايد يشهدان محاضرة
10 يوليو 2014 20:37
شهد صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس في المجلس الرمضاني لسمو ولي عهد أبوظبي محاضرة بعنوان "المسيرة الطويلة للارتقاء بالتعليم من خلال إعداد جيل جديد من القادة" ألقتها السيدة ويندي كوب المديرة التنفيذية لمؤسسة التعليم للجميع. كما شهد المحاضرة، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الشيوخ وبعض اعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي. واستهل سعادة الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية، الأمسية بتقديم فكرة موجزة عن المحاضرة السيدة ويندي كوب التي امضت ربع قرن في تقديم التعليم الامثل على مستوى امريكا والعالم واصبحت حسب قائمة مجلة " تايم " ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في العالم. وأشار إلى مؤسسة التعليم للجميع التي تشغل السيدة كوب منصب المدير التنفيذي فيها والمؤسس المشارك لهذه الشبكة العالمية التي تعمل على توفير فرص التعليم عبر اختيار أبرز قادة المستقبل في مجال التعليم. وأكدت السيدة كوب في محاضرتها أن لدى الإمارات الكثير من الموارد التي تجعلها قادرة على تحقيق تطور كبير مماثل لما حدث في شنغهاي الصينية في مجال التعليم من خلال استقطاب الشباب الأكثر براعة لينخرطوا في مجالات التعليم بدلا من الذهاب إلى المصارف وشركات النفط وليكون التعليم مهمتهم الأولى. وقالت إنه لابد من رؤية للبرنامج يمكن من خلالها انجاح هذا الامر عبر استقطاب الاماراتيين والاماراتيات وضمهم الى برنامج التعليم من أجل الإامارات .. مشيرة إلى ضرورة الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص من اجل الايفاء بمتطلبات التقدم في التعليم. وكانت السيدة كوب بدأت بالتأكيد بوساطة الشرائح ووسائل الإيضاح على اهمية تحديد ابرز القادة في المجتمع الذين يستطيعون التعامل مع تحدي المساواة والتعليم في عدد من البلدان التي زارتها مثل نيجيريا والهند ونيبال. وقالت إنها أثناء وجودها قبل أربعة أشهر في لاجوس العاصمة القديمة لنيجيريا، زارت عددا من المدارس التي تعرفت على أوضاعها التعليمية والصعوبات التي تواجه الطالبات فيها مثل ندرة وسائل النقل من بيوتهن البعيدة إلى هذه المدارس واستمرار التعليم التقليدي ونقص المدرسين وازدحام الصفوف وما إلى ذلك. كما أشارت إلى 690 طالبة يرغبن في الحصول على تعليم جيد ولا يستطعن الحصول على هذه الفرصة تماما مثل نحو 250 مليون طفل حول العالم نصفهم في المدارس ولكنهم يعيشون في فقر لأنهم يفتقدون هذا النوع من التعليم الأساسي الذي يسمح لهم أن يكونوا مواطنين منتجين. وبينت أهمية التعليم ومدى الارتباط الوثيق بينه وبين تحسين مستوى الحياة من الناحية الاقتصادية والصحية والاجتماعية على المستوى الفردي والمجتمعي، لافتة إلى أن 170 مليون طفل في المجتمعات منخفضة الدخل يمكن أن يتخلصوا من الفقر إذا ما ذهبوا إلى المدارس كما أن تعليم الفتيات سيقلل من نسب وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر. وقالت إن مثل هذه الأوضاع ترفع حدة الصراعات داخل المجتمعات الفقيرة بمعدل الضعف إلا أن زيادة سنة واحدة في التعلم ستزيد الناتج القومي للدول متدنية ومتوسطة الدخل من 2 الى 5 في المائة. وأضافت "إن التعليم هو الأساس غير أننا لا نعمل بما في وسعنا من أجل تحسين الوضع الإنساني لهؤلاء الأطفال بشكل عام كما أنه لا يمكن البحث عن حل سحري سريع لهذه الظاهرة العالمية بين عشية وضحاها". وأشارت إلى نظرية خاصة بها هي نظرية أننا نعيش في عالم فيه الحلول السريعة والمشكلة أن التعليم لا يمكن تقديم حلول سريعه له .. وقالت "حاولنا ذلك لتحسين الوضع التعليمي في أميركا خلال ربع قرن مضى حيث قدمنا حلولا سحرية نقوم بتغييرها كل عام لأنها لم تقدم شيئا ملموسا". وتحدثت عن تجربة إصلاح التعليم في بعض مدارس الأطفال في شمال لبنان والتحديات التي واجهها هؤلاء الأطفال الفقراء الذين جاءوا من بيوت مهدمة بقليل من الثقة بالنفس وبطموحات صغيرة جدا. وأكدت أن الحل السحري لهذه المشكلة غير ناجع وأن الحل السريع غير موجود وأنه لابد من بذل الجهود طويلة الأجل لتحقيق التقدم. وضربت مثلا بمدرسة المستقبل في فيلادلفيا والتي التزمت لها شركة معروفة بتوفير الموارد المالية. ولكن بعد ثلاث سنوات، كان الأداء منخفضا بل أقل من المدارس الأخرى السيئة أصلا. وقالت إن "تخريج الأطفال بنظام تعليمي كهذا هو تدمير لحياتهم مشيرة إلى انشغال الأطفال بحواسيبهم في الصف أو بالهاتف ما يعني أن التكنولوجيا أداة رائعة ولكن في غياب الأمور الأخرى قد تكون أمرا سيئا جدا. أما الأخبار الحسنة هناك فقد تم تغيير قيادة المدرسة وبرامجها ومناهج بحيث تكون التكنولوجيا عاملا مساعدا في ذلك". وانتقلت المحاضرة بعد ذلك إلى الحديث عن تجربة أخرى في مدرسة بالهند جنوب مومباي حيث يوجد 250 طفلا في الحضانة والأول الابتدائي من عائلات فقيرة ولكنهم كانوا على المسار الصحيح فلديهم مهارات ويتحدثون ست لغات وأصبحوا طلابا في أفضل كليات العالم .. وقد ذهب غوراف صاحب المدرسة الهندية إلى العديد من دول العالم ودفع الكثير من الطاقة لتدريب الأساتذة وجلب أفضل الأدوات التدريبية والتعليمية والمناهج وتخصيص وقت أطول مع الطلاب والتفاعل مع الأهالي وأولياء الأمور لإنجاح هذه التجربة من خلال التعليم الجيد والتأكد من التغذية الجيدة لطلبة المدرسة. واعتبرت أن إنقاذ أو تحسين الوضع التعليمي لمئات بل آلاف المدارس التي تهمش طلابها بالتعليم القديم يمثل تحديا يتم من خلال نموذج غوراف عبر إرسال أفضل المواهب ليس لدراسة القانون أو الطب أو إدارة الأعمال أو غير ذلك بل لدراسة طرق التربية والتعليم لضمان تخريج طلبة مؤهلين. كما أكدت على أهمية إبعاد الضغوط عن المدارس وضمان أن تكون لديها شروط رعاية صحية وغير ذلك من الأمور الأخرى. وتحدثت السيدة كوب عن عدم المساواة في التعليم في بلدها الولايات المتحدة الأميركية مشيرة إلى أن البيئة التي يولد فيها الطفل تحدد نوعية تعليميه. فالطلاب الأغنياء مثلا يشكلون 8 في المائة من الطلاب ويحصلون على تعليم جيد مقابل 80 في المائة من الطلاب الذين لا يحصلون على هذا المستوى من التعليم لأنهم من بيئة فقيرة. وأكدت أهمية صياغة الأولويات لهذا الجيل وتغيير إدراك قيمة وأهمية التعليم من خلال اختيار قادة المستقبل للعمل كمدرسين لمدة سنتين .. مشيرة إلى أن نحو 50 ألف من أفضل الخريجين سنويا يرغبون الآن في التوجه إلى التدريس. وقالت إنه قبل عشرين عاما لم يكن أحد يفكر هكذا وإن 15 في المائة من أفضل خريجي جامعة برينستون لديهم أفضل الفرص سيفكرون في مهنة التعليم .. مشيرة إلى 11 ألف مدرس في مؤسسة التعليم من أجل أميركا يقومون بهذه المهنة في مختلف الولايات وأن الدراسات بينت أثرهم الإيجابي على الطلاب خلال سنتي الالتزام بالتعليم التي تمثل فرصة تحول بالنسبة لهم. وأضافت أن 86 في المائة من بين 40 ألف من خريجي هذه المؤسسة لديهم الفرصة للعمل مدى الحياة وأن نصفهم يدير المدارس وأنظمتها والنصف الآخر يقوم بالتدريس كما تحول بعضهم لدراسة الطب أو العلوم ولكنهم يعملون على تحسين أوضاع المدارس التي لا تتمتع بأداء جيد في أميركا وكذلك في المجتمعات متدنية الدخل. وتحدثت أيضا عن تجربة أخرى ناجحة في المملكة المتحدة هي التعليم أولا حيث يوجد 21 ألف مدرس يعمل الكثير منهم بدوام كامل وأن الولايات المتحدة الأميركية تريد نقل هذه التجربة وتوسيعها عبر استقطاب مدرسين من الهند وتشيلي ولبنان ما أدى إلى إنشاء شبكة التعليم للجميع. وأكدت أن هذا النموذج استقطب خلال السنوات السبع الماضية مجموعة رائعة من العقول حيث تقدم ألف شخص للتعليم من أجل في باكستان. وفي كولومبيا ومجموعة أخرى في 70 مدرسة وهناك ألف و300 طلب للعمل في الهند. كما أكدت الأثر الإيجابي الكبير لهذه النماذج والتجارب التعليمية في مختلف المدارس ما جعل طموحات الأطفال تتغير نحو الوظائف الأفضل بدلا من الوظائف الصغيرة. وانتقلت في محاضرتها إلى الحديث حول تجربة تعليم أخرى ناجحة التزمت بها امرأة مذهلة في كاتماندو عاصمة النيبال وهي تجربة أكثر صعوبة بسبب بعد المدرسة وصعوبة الانتقال وانتظار وسيلة النقل القديمة لعدة ساعات. وتحدثت كذلك عن تجارب أخرى لتطوير المجتمعات التقليدية من خلال التعليم والعمل التطوعي كتوفير المياه النظيفة للمدارس في النيبال مثلا حيث يحاول 50 إلى 75 في المائة من هؤلاء المدرسين تغيير الوضع التعليمي والصحي هناك. وذكرت من بين أصحاب هذه التجارب الشاب كيم الذي ساهم في وادي السيليكون في تعليم الرواد في التقنيات الحديثة وكذلك ريتشارد صاحب الأعمال والبرامج الاجتماعية "تجربة التعليم من أجل استراليا" وجوان في المملكة المتحدة وشاترا في مدينة بونا الهندية التي دعتها الحكومة المحلية إلى تطبيق فكرتها بضرورة تدريب كل مدرس 21 يوما مع 20 يوما من إعادة التوجيه وتعلم الأفكار الجديدة. وأكدت المحاضرة أن التعاون والعمل المشترك يعززان التجارب التعليمية وأنه إذا آمن الجميع بذلك فسوف يتحقق الإنجاز والتقدم وتتعزز قدرات المعلمين أنفسهم في مدارسهم. وقالت إنه تم في أميركا وخاصة العاصمة واشنطن توزيع المدرسين لتحقيق التقدم في المدارس ضعيفة الأداء منذ 1991م مشيرة إلى أنه ربما يتم في 40 مدرسة إحداث انتقال الأطفال من حالة الفقر واليأس إلى عملية الانطلاق نحو المدرسة والجامعة وتحقيق نتائج إيجابية. وأشارت إلى أن هذا الوضع أحدث تغييرا في السياسات التعليمية وتحررا للتربويين من القوانين والمنظومة التقليدية للمدارس الحكومية لتحقيق نتائج إيجابية أفضل وتشريعات جديدة للمدارس ومساعدة الأطفال الفقراء لإكمال دراستهم وتطوير مهاراتهم النقدية. كما أشارت إلى أهمية دور القيادات المدنية وإشراك ذوي الطلاب في عملية تغيير العملية التعليمية لتحقيق التقدم والتغير المنشود والمزيد من النجاح بكثير من الوقت والعمل الجاد والشاق. ولفتت إلى أنه رغم أن لكل بلد ظروفه المختلفة إلا أن هناك تشابها كبيرا بينها في طبيعة التعليم. وبالتالي، فإن الحلول يمكن أن تكون مشتركة في الدول التي لديها برامج للوصول إلى أفضل المهارات والمواهب لتقديم حلول لمشاكل التعليم التي يمكن التشارك فيهابين الدول. وقالت إنه إذا تم ذلك فسيتمكن الجميع من تحقيق تقدم واضح في التقليل من الفروقات في مستويات التعليم في وقت قصير ولكن بالعمل الشاق المطلوب فيما أطلقت عليه اسم اللعبة طويلة الأمد ولكنها لعبة تقدم أفضل الفرص للتحول في التعليم ولتحقيق الطموح في عالم سلمي مزدهر اقتصاديا وتعليميا. وبعد ذلك، ردت السيدة ويندي كوب على الأسئلة الموجهة إليها. ومن بينها، سؤال حول تجربة مدينة شنغهاي الصينية في تطوير التعليم والعوامل التي تهيئ الطلبة لتحقيق علامات جيدة وأفضل النتائج على مستوى العالم. وقالت إن هناك نظريات عديدة تفسر ذلك ولكنها ترجح أن السبب هو وجود مجموعة من القادة الملتزمين في شنغهاي الذين وضعوا أولا مناهج أكثر تطورا واستبدلوها بمناهج تركز على التفكير النقدي وثانيا استثمروا كثيرا في تطوير وتدريب المدرسين ومراقبة تحسين الأداء والالتزام بالمساواة وأقنعوا الأهالي بأن الفائدة ستعم الجميع. وردا على سؤال حول صعوبة تحسين أداء الطلبة في الرياضيات والعلوم، أشارت إلى ضرورة التفكير في الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا لتحسين وضع تعليم هاتين المادتين وإشراك الطلبة في هذه العملية وإيجاد الحوافز لديهم والقدرة على تحدي المواد العلمية. كما ردت على سؤال آخر حول اسباب عدم الانجذاب إلى مهنة التدريس .. مشيرة إلى أن الاعتقاد بأن مهنة التدريس مهنة سهلة هو اعتقاد خاطئ وأنه إذا ما تم اختيار المعلمين بطريقة صحيحة فإن الشباب سيتجهون إلى هذه المهنة وقد ساهمت هذه البرامج في تغيير هذه المفاهيم. وبسؤالها عن معايير التعليم من أجل الجميع، قالت إن هذه البرامج التعليمية تبحث عن أشخاص لديهم صفات القيادة اللازمة من أجل النجاح مع الطلاب وتغيير الأمور بشكل ذي مغزى. كما ردت على سؤال حول التعليم من أجل الإمارات وتنفيذ ذلك ومدى ملاءمته مع مبادرة التعليم من أجل الجميع مؤكدة الاستعداد للمساهمة في زيادة مستوى التعليم في الإمارات التي تملك الكثير من الموارد التي تجعلها قادرة لتحقيق تطور كبير مماثل لما حدث في شنغهاي الصينية في مجال التعليم من خلال استقطاب الشباب الأكثر براعة لينخرطوا في مجالات التعليم بدلا من الذهاب إلى المصارف وشركات النفط وليكون التعليم مهمتهم الأولى. وردت أيضا على سؤال أخير حول قضايا التمويل لهذه البرامج التعليمية مشيرة إلى الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في دفع الرواتب وتمويل التدريب وتطوير المهارات ما يعني وجود قاعدة متنوعة للتمويل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©