الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سياسيون وخبراء لـ«الاتحاد»: التعاون القطري الإيراني خرق للعقوبات الأميركية

سياسيون وخبراء لـ«الاتحاد»: التعاون القطري الإيراني خرق للعقوبات الأميركية
26 أغسطس 2018 23:02

أحمد شعبان (القاهرة)

أكد سياسيون وخبراء علاقات دولية في القاهرة، أن رهان قطر على إيران رهان خاسر، وأن العلاقات القطرية الإيرانية مستمرة وتتزايد يوما بعد يوم محاولة من الدوحة للاستقواء بطهران، وترجمة التعاون السياسي والاستراتيجي بين البلدين إلى إجراءات وتدابير حقيقية، وهذا يُشير إلى أن قطر تتخبط سياسيا في الإقليم.
وأشاروا إلى أن اتجاه قطر لإيران لإمدادها بالغذاء بعد المقاطعة العربية والخليجية، وإقامة علاقات اقتصادية وسياسية يعد خرقاً للعقوبات الأميركية، وأن طهران بإعلانها هذا التعاون تحاول توريط قطر في خرق هذه العقوبات.
وأكدوا أن السياسة القطرية سياسة فاشلة وتتخبط نتيجة لعدم وضوح الرؤية وعدم وجود قواعد عمل سياسي يمكن أن تعمل من خلاله.
وكانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، قد كشفت السبت الماضي، أن قطر طلبت من إيران زيادة حركة الملاحة بين ميناءي بوشهر جنوبي إيران وحمد في قطر. وقال مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية هادي حق شناس، إن طلب قطر جاء بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها، وأن طهران أبلغت الجانب القطري بإمكانية الإفادة من ميناء بوشهر، لتنفيذ عمليات تصدير واستيراد البضائع.

رهان خاسر
وأكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التعاون القطري الإيراني تعمق في الفترة الأخيرة خلال الـ30 يوماً الماضية لأمرين، الأول: محاولة قطر ترجمة التعاون السياسي والاستراتيجي بين الدوحة وطهران إلى إجراءات وتدابير حقيقية، مشيرا إلى أن هذه التدابير قائمة على فكرة بناء محور إقليمي يضم قطر وإيران وتركيا، مؤكدا أن المعوقات التي واجهت التحرك القطري تجاه تركيا في الفترة الماضية نتيجة للأزمة الراهنة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها أنقرة؛ هي التي دفعت قطر إلى العودة إلى المسار الثاني وهو إيران على أساس أن إيران هي الأهم لها في هذا التوقيت.
وأشار إلى أن قطر تتحرك في مسارين مع الحليف الإيراني، مسار يشمل تعاونا اقتصاديا واستراتيجيا، بمعنى أن التحالف الإقليمي لقطر يستهدف تعميق العلاقات القطرية الإيرانية، والمسار الثاني الذي تتحرك فيه قطر مع طهران هو المسار السياسي، وهو الاعتماد على ما يعرف باسم دبلوماسية الهاتف وهو الاتصال الهاتفي شبه اليومي بين روحاني وتميم لتنسيق وجهات النظر بين البلدين.
وأشار إلى أن المعلومات المتداولة تؤكد أن إيران ستدخل قطر في المنظومة الاستراتيجية لإجراء تدريبات عسكرية، وأن هذا التخطيط سينفذ خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية تحدثت بخصوص هذا الشأن، وأكدت أن هناك مسعى لتنفيذ هذه المنظومة الاستراتيجية بين البلدين، لأنه في الفترة المقبلة وعند تفعيل العقوبات على إيران سوف تقلل هذه العقوبات من درجة تحركات طهران إقليميا حتى مع قطر عكس ما هو شائع، والشيء الآخر أن الإيرانيين ليسوا في حاجة إلى بناء محور إقليمي في التوقيت الذي تواجه فيه طهران ضغطا شديدا من الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد أنه بالرغم من أن رهان قطر على إيران رهان خاسر؛ إلا أن العلاقات القطرية بإيران مستمرة وتتزايد يوما بعد يوم محاولة من الدوحة للاستقواء بطهران، وهذا يُشير إلى أن قطر تتخبط سياسيا في الإقليم، مشيرا إلى أن محاولة قطر إيجاد دور مباشر لها في قطاع غزة وإفشال المفاوضات من إحدى دول المقاطعة وهي مصر في نفس التوقيت الذي تتحرك فيه على مسار التقارب مع إيران وطرح بديل يمكن التعاون معه، مؤكدا أن السياسة القطرية سياسة فاشلة وتتخبط نتيجة لعدم وضوح الرؤية ونتيجة لعدم وجود قواعد عمل سياسي يمكن أن تعمل من خلاله.
وقال إن على الدوحة أن تدرك أن إيران لن تستطيع إنقاذها من وضعها الراهن الذي تسببت به بسبب دعمها للإرهاب.

اختراق العقوبات
من جانبه، أكد الدكتور صلاح لبيب أستاذ العلاقات الدولية أن أميركا أعلنت بوضوح أن الدول التي ستخترق العقوبات المفروضة على إيران ستتعرض أيضا لعقوبات، مشيرا إلى أن هذا كان واضحا جدا من خلال إيقاف شركات الطيران الأوروبية لإقلاع طائراتها إلى طهران، وهناك توقف لبعض الصفقات النفطية إلى إيران، مشيرا إلى أن أميركا لن تسمح لإيران باستخدام نظام مالي آخر خلال فترة هذه العقوبات، وأن قطر اتجهت لتركيا وإيران لإمدادها بالغذاء بعد مقاطعة الدول العربية والخليجية مما يعد خرقا للعقوبات الأميركية، وأن إعلان طهران عن تعاون جديد ومستمر بين البلدين محاولة منها لتوريط قطر في خرق هذه العقوبات أمام الولايات المتحدة وسيؤثر بالسلب على الاقتصاد القطري مستقبلا لأنه سيجعل قطر تضطر للاستيراد من دول أبعد.
وأشار إلى أن قطر وتركيا من أكثر الدول المتضررة من العقوبات الأميركية على طهران، مشيرا إلى أن قطر ليست حرة في قرارها السيادي، وأن الدوحة تتحرك بعلم الإدارة الأميركية التي تحمي قطر من خلال أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة وهي قاعدة «العديد»، وبالتالي فإن خرق قطر لمسار العقوبات الأميركية على إيران قد يغير من مجرى الأحداث وخاصة أن قطر حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار قوي ضدها من واشنطن بسبب دعم الدوحة للإرهاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©