الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد يعلن رغبته البقاء في السلطة

21 يناير 2014 00:43
دمشق (أ ف ب) - بدا الرئيس السوري بشار الأسد واثقا من نفسه في مواجهة معارضة تطالب برحيله عن السلطة، بإعلانه في مقابلة حصرية مع «وكالة فرانس برس» أن فرص ترشحه إلى ولاية رئاسية جديدة في يونيو المقبل «فرص كبيرة»، مستبعدا القبول برئيس حكومة جديدة من معارضة الخارج، وذلك قبل يومين من مؤتمر جنيف-2. واعتبر الأسد في المقابلة التي أجريت امس الأول أن «مكافحة الإرهاب» هو «القرار الأهم» الذي يمكن أن يصدر عن مؤتمر جنيف الهادف الى إيجاد حل للازمة . وقال الأسد في المقابلة التي أجريت في قصر الشعب في دمشق، ردا على سؤال عن احتمال ترشحه لولاية رئاسية جديدة، «بالنسبة الي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة الى الرأي العام السوري، إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح، فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة». وتابع «بالمختصر، نستطيع أن نقول بأن فرص الترشح هي فرص كبيرة». وردا على سؤال عما إذا كان يوافق على تعيين رئيس حكومة ووزراء من المعارضة الموجودة خارج سوريا في حكومة انتقالية، اعتبر الأسد أن لا صفة تمثيلية لهذه المعارضة وأنها «من صنع» أجهزة مخابرات أجنبية. وقال «الكل يعرف الآن أن بعض هذه الأطراف التي قد تجلس معنا لم تكن موجودة بل وجدت خلال الأزمة من خلال أجهزة المخابرات الأجنبية، عندما أجلس مع هؤلاء فأنا أفاوض تلك الدول. فهل من المعقول أن تكون فرنسا جزءاً من الحل السوري، أو أميركا أو تركيا مثلاً؟ هذا الكلام غير منطقي». وأشار الى وجود «قوى أخرى معارضة سورية لديها أجندة وطنية، يمكن أن نفاوضها حول ما هي الرؤية لمستقبل سوريا، ويمكن لهذه القوى أن تشارك معنا في إدارة الدولة السورية». وأضاف «من حيث المبدأ، المشاركة نحن معها، وهي شيء جيد»، لكن «كل واحد من هؤلاء يمثل الدولة التي صنعته، ومشاركة هؤلاء تعني مشاركة هذه الدول في الحكومة السورية!». وتابع الرئيس ساخرا «لنفترض بأننا وافقنا على مشاركة هؤلاء (معارضو الخارج) في الحكومة، هل يجرؤون على المجيء إلى سوريا؟ انهم لا يجرؤون. كانوا يتحدثون في العام الماضي انهم يسيطرون على 70 في المئة من سوريا، ولكنهم لا يجرؤون على المجيء إلى الـ70 في المئة التي حرروها كما يدعون. فهم يأتون إلى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سوريا، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟». وخلص الى أن «هذه الطروحات غير واقعية على الإطلاق، نستطيع أن نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح». وعما هو منتظر من مؤتمر جنيف-2، قال الأسد «الشيء البديهي الذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو أن يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سوريا، خصوصا الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح الى المنظمات الإرهابية، وطبعاً الدول الغربية التي تقوم بالتغطية السياسية لهذه المنظمات». وقال «هذا هو القرار الأهم أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف أن يخرج بها»، معتبرا أن «أي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة». وأشار الى أن بلاده تخوض معركة ضد الإرهاب «لا نستطيع أن نتحدث عن الانتصار» فيها «قبل أن نقضي على الإرهابيين». وأوضح ان «ما خطط له في البدايات وهو إسقاط الدولة السورية خلال أسابيع أو خلال أشهر هذه المرحلة بكل تأكيد فشلت وانتصر فيها الشعب السوري.. ولكن هناك مرحلة أخرى من المعركة وهي مكافحة الإرهاب، وهذه المرحلة نعيشها اليوم بشكل يومي، ولم تنته بعد». وقال الأسد «نستطيع أن نقول إننا في هذه المرحلة نحقق تقدماً.. نحن نسير إلى الأمام ولكن هذا لا يعني بأن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد.. ليس سهلاً.. وبحاجة لزمن طويل». وأضاف «في أي معركة، احتمالات الخسارة والربح واردة دائماً، ولكن عندما تدافع عن بلدك، فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً هو احتمال الربح، لأن خسارة سوريا لهذه المعركة تعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط». وكرر القول إن ما يجري في سوريا «ليست ثورة شعبية كما كان يُصور في الإعلام الغربي، بأنها قضية ثورة شعبية ضد نظام يقمع الشعب وثورة من أجل الديمقراطية والحرية. كل هذه الأكاذيب الآن أصبحت واضحة للناس.. لا يمكن لثورة أن تستمر ثلاث سنوات وتكون شعبية وتفشل». ورفض الأسد التمييز بين مقاتلين معتدلين ومتطرفين في المعارضة، قائلا «لا توجد فئتان اليوم، نحن أمام جهة واحدة هي القوى المتطرفة. بالمختصر، نحن نقاتل طرفاً واحداً هو المنظمات الإرهابية المتطرفة بغض النظر عن تسميات الإعلام الغربي». وبرر الأسد مشاركة حزب الله اللبناني في القتال في سوريا، بدخول «العشرات من الجنسيات من خارج سوريا» للقتال فيها، مشيرا الى أن أصحاب هذه الجنسيات «قاموا بالاعتداء على المدنيين في لبنان، خصوصا على الحدود السورية وعلى حزب الله»، إلا انه أشار الى ان «خروج كل من هو غير سوري خارج سوريا» هو «أحد عناصر الحل». وأوضح ان ذلك سيكون من ضمن «سلّة متكاملة تهدف إلى خروج المقاتلين وتسليم كل المسلحين -حتى السوريين منهم- سلاحهم الى الدولة السورية». وعما اذا كان الوضع الأمني سيسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية بعد اشهر، قال الأسد «الطرق بين المناطق مفتوحة، وكل الناس تستطيع أن تتحرك، فيستطيع الأشخاص الذين يتواجدون في مناطق ساخنة أن يأتوا إلى المناطق المجاورة القريبة ويقوموا بعملية الانتخاب». وأضاف «يكون هناك صعوبات، ولكنها ليست عملية مستحيلة». وردا على سؤال حول اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان موجهة الى الحكومة السورية من منظمات دولية، قال الأسد «أي منطق ذاك الذي يقول إن الدولة السورية تقتل شعبها؟ هذا الكلام غير منطقي»، مضيفا «هذه المنظمات لا توجد لديها وثيقة واحدة تثبت بأن الحكومة السورية قامت بارتكاب مجزرة ضد المدنيين في أي مكان منذ بداية الأزمة حتى اليوم». وقال الأسد إن «الجيش لا يقوم بقصف مناطق، الجيش يضرب الأماكن التي يوجد فيها الإرهابيون. أما بالنسبة الى سقوط المدنيين ضحايا، فهذا للأسف يحصل في كل الحروب.. لا يمكن أن تكون هناك حروب نظيفة لا يسقط فيها ضحايا من الأبرياء المدنيين. لذلك الحل هو في إيقاف الحرب، لا يوجد أي حل آخر». واتهم فرنسا بتنفيذ السياسات الأميركية، مضيفا «لا أعتقد أن فرنسا سيكون لها دور بالقريب العاجل في سوريا والمنطقة حتى تبدل سياساتها بشكل كُلي وبشكل جذري وحتى تكون دولة مستقلة بسياساتها». واكد الرئيس السوري الذي يعيش في دمشق مع زوجته وأولاده الثلاثة انه لم يفكر يوما بـ «الهروب» من سوريا. وقال إن كل السيناريوهات التي وضعها منذ بداية الأزمة في منتصف مارس 2011 «هي سيناريوهات حول الدفاع عن الوطن وليس حول الهروب.. لا يوجد خيار للهروب في مثل هذه الحالات، يجب أن أكون في مقدمة المدافعين عن هذا الوطن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©