أبوظبي (الاتحاد)
وجه سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي، كلمة عبر مجلة درع الوطن بمناسبة يوم الشهيد، قال فيها:
قال تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ - وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
الشهادة مقام رفيع والشهداء يصطفيهم الله جل وعلا حين يقتلون في سبيله ويبذلون مهجهم في مرضاته، يستشهدهم على الحق المبين، فيؤدون الشهادة أداء لا شبهة فيه، ولا مطعن عليه، يؤدونها بجهادهم حتى الموت في سبيل إحقاق الحق ورفع راية الدين والوطن.
والشهادة لا تقبل الجدال والمحال، والشهادة ذروة سنام الجهاد وهو مقام يرزقه الله من اصطفى من العباد.
الثلاثون من نوفمبر من كل عام رمز رفع رايته رمز الأمة، حاديها ودليلها.. رمز عزتها وعنوان شموخها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اتخذه يوماً للشهيد، هو ديدن الكرماء وسبيل الأوفياء... هو أمر ليس فيه عجب، فهو من قوم نغب من فيضهم من نغب، وأقام الكرم والوفاء بين ظهرانيهم فما ذهب، وكأن الشاعر كان يعنيهم حين قال:
أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبِنَا*** وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفُوا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ فِيهِمْ جَزَوْا بِهَا*** وَإِنْ أَنْعَمُوا لا كَدَّرُوهَا وَلا كَدُّوا
30 نوفمبر يوم تشرق شمسه ويفوح عطره بأهزوجة الوفاء لأبناء الوطن الذين رفعوا راية الدفاع عن عرينه وبذلوا أرواحهم في سبيله، لترقى الأوطان وينعم أهلها بالأمان، ولسان حالهم يقول:
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعهُ*** وألا أرى غيري له الدهر مالكا
هو عطاء القادة والأوفياء للكرام من الشهداء... يوم للذكرى حتى لا ننسى أولى النعمة والفضل وأصحاب العطاء الثري، لنبث في قلوب شبابنا حب الدين والوطن ليبقى وشماً ووسماً في وجدانهم على الزمن.... ليتغنى كلهم بحب الوطن: حب الأوطان يمس شغاف القلوب، هو أمر طارف وتليد، ويجري مجرى الدم في الوريد، ويذكي حب التضحية من أجلها فتهون الخطوب... ويشتاق الشباب للنزال لترتفع راية الوطن... لا جدال. وترخص الروح الغالية ويعطر الثرى دم الشهيد... لتبقى راية الأوطان عالية.
من أجل هذا قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يوم 30 نوفمبر هو يوم الشهيد... واستجاب الجميع، لتبقى دولة الإمارات العربية المتحدة في حدقات العيون، ويبقى بنورها رمزاً للعطاء ورمزاً للوفاء، يحفظ وفيهم فضل شهيدهم.
شهداؤنا في قلوبنا أحياء وهم عند ربهم- بإذنه – أحياء لأنهم أرادوا لوطنهم البقاء والنماء، ولدينهم الرفعة حتى يظهره الله على الدين كله. والحمدلله رب العالمين.
عدد اليوم
