التجسس حرب غير معلنة بين الأزواج

طالعتنا مؤخرا الصحف بقضية الطلاق التي رفعتها الزوجة المصدومة ضد زوجها المحب، والتي لم يمر على زواجها سوى خمسة أشهر، حيث اكتشفت بالصدفة أنه وضع لها كاميرات في كل أركان المنزل لتصوير وتسجيل كل تحركاتها وحديثها، وبررتصرفه هذا بحبه وغيرته عليها· فالتجسس بين الأزواج هو ببساطة البحث عن دلائل لشيء مجهول يخفيه طرف عن شريكه ومن دوافع التجسس الإيجابية الغيرة والسلبية والشك حتى وإن كانت مدفوعة ومغلفة بالحب الشديد والخوف من ضياع المحبوب وهي تبدأ بالمراقبة بكل أشكالها من حركات الخروج والدخول، وهذا ينم عن مرض حب التملك، فهذا الشريك يحب شريكة بأسلوب مرضي بوضعه داخل دائرة محاطة بخطوط حمراء، فاذا تعداها أو تمرد عليها وخرج من تلك الدائرة تنهار وتتهدم العلاقة الزوجية بين الشريكين·كل هذه التصرفات التي قد تكون بدون وعي أو قصد تشعل نار الشك التي هي مثل السوس الذي ينخر في العظام ويحولها الى رماد، مما يدفع الشريك الى عمليات تجسس مضادة والتي لاتنتهي، فيدخلها تلك الدوامة ولاتستطيع الإفلات منها، فهي كخيوط العنكبوت وتفتقد العلاقة الى الحوار وتبادل الأفكار بين الأزواج وقد يصل الأمر إلى البرود العاطفي والجنسي بينهم مما يوسع الفجوة بينهم ويشعر كل منهما بالاغتراب برغم وجودهما معا فهي حالة من التوتر فكل واحد يفسر الحوادث والأحاديث كما يريد أن يراها، وهنا تحضرني قصة واقعية حينما جاءتني زوجة تشكو خيانة زوجها ولم تستطع أن تمسك عليه شيئا إلا عندما أهداها سيارة فاخرة دون مناسبة فهي فسرت التصرف على أنه نوع من التعتيم على ما يقترفه من سلوك خائن ضدها في حين كانت نية الزوج عند سؤاله أنه رغب في التعبير عن حبه لها فلم يجد أفضل من هذه الوسيلة، فهو يراها جميلة وتستحق أفضل شيء وعندما سمحت ظروفه المادية لم ينتظر مناسبة حتى يهديها إياها · الشك بين الأزواج حقيقة موجودة ، لكن الإنسان الواعي الذي يثق بنفسه ويعامل الآخر كم يحب أن يعامل هو ومع وجود الحوار وحرية الرأي والإستعداد لاستيعاب واحتواء الشريك وبذلك تنتهي حرب التجسس بين الأزواج· مع تمنياتي لكل زوجين بحياة سعيدة مليئة بالحب والسلام والتفاهم · د·عبلة مرجان استشاري العلاقات الأسرية