الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مجسمات المزروعي.. صديقة للبيئة وحافظة للتراث

مجسمات المزروعي.. صديقة للبيئة وحافظة للتراث
27 أغسطس 2018 01:38

أحمد النجار (دبي)

استطاعت المواطنة الشابة ثانية المزروعي، عبر مشروعها «ربع القمر» الذي يوصف بأنه «صديق للبيئة»، أن تبدع في إعادة تدوير المهملات مثل البلاستيك والخشب والعلب وورق الصحف، وإعادة تصنيعها يدوياً بنفحة جمالية وتحويلها إلى أعمال فنية ومجسمات إبداعية وتصاميم لشخصيات كرتونية بأشكال جاذبة ونماذج ملهمة، وتتلخص فكرة «ربع القمر» بحسب ثانية، في عرض منتوجاتها الفنية، ضمن حفلات وفعاليات ترفيه عائلية وأعياد ميلاد للأطفال تتولى تنظيمها، وتقيم أنشطة فرائحية ذات محتوى تراثي وإبداعي وتثقيفي بأسلوب فني جاذب، معتبرة أنه مشروع إماراتي بامتياز، تحت شعار «عليك الحلم وعلينا تحقيقه»، ويحمل رسالة مجتمعية ذات قيمة إنسانية، تأمل من خلاله نشر السعادة في قلوب الأطفال والمرضى المعسرين والأيتام وأصحاب الهمم.

حماية البيئة
وقالت ثانية إن مشروعها هو ثمرة فكرة استوحتها من منظر القمر في الليل، وأسمته «ربع القمر» حيث دشنته منذ قرابة العام، بعد تخرجها من كليات التقنية العليا بتخصص إدارة أعمال، من دون أن تنكر بالطبع حجم التحديات والصعوبات التي رافقته في مراحله الأولى، إلا إنها تجاوزت كل العقبات بحنكة وحكمة، في مسعى إلى تحقيق ذاتها، وإسعاد الأطفال وخدمة المجتمع، وإحياء قيم التراث وحماية البيئة، معتبرة أن تدوير الأشياء المهملة لإنتاج قطع فنية، هي هواية قديمة تسكنها منذ الصغر، قررت بعدها تحويل هوايتها إلى مشروع تجاري، تتبنى من خلاله رسالة ملهمة ومسؤولية مجتمعية.

فرحة طفل
ثانية لها نظرة أخرى للمستقبل، حيث تعتبر أن التدوير أسلوب تفكير وغاية حياتية، وهو يمثل هواية بالدرجة الأولى، لكنها لا تعتمد عليها كمصدر دخل، فهي موظفة حالياً لدى شركة أدنوك البحرية بأبوظبي، ولا يهمها العائد المادي من مشروعها، بقدر ما يهمها ترك بصمة سعادة لدى الناس الذين تتعهد حفلاتهم، مضيفة: «لا شيء أثمن من فرحة طفل في مستشفى يعاني من مرض مستعصٍ أو سعادة يتيم تجهش مشاعره سروراً، تلك هي الأرباح الحقيقية ورأس مالي في كل حفلة ومناسبة أنجزها».

بصمة إيجابية
تمتلك ثانية نظرة مصمم ديكور وإحساس فنان تشكيلي، حيث تحرص تحويل أجواء المناسبات التي تتعهدها إلى رواق إبداعي، وتعتني بالتفاصيل، لتبرز منتوجاتها كلوحات فنية، تبث الفرح وترسم الجمال في عيون الزوار والضيوف، وتترك بصمات إيجابية على قلوب الأطفال والأهالي، كما تعكس في جوهرها، وعياً ثقافياً بأهمية الحفاظ على البيئة، وعدم تجاهل المهملات التي يمكن أن تدب الحياة فيها مجدداً بصورة جمالية أو على شكل ديكورات منزلية ذات قيمة وبهجة.
وذكرت ثانية أن فكرة المشروع بدأت بتنظيم حفلات وفعاليات ورحلات ومناسبات تحمل رسالة تطوع وتخدم البيئة والمجتمع، وقد نجحت ثانية في فترة وجيزة من حصد انطباعات وردود أفعال إيجابية من المحيطين، وتستخدم في إنتاجها الفني، أدوات مختلفة تقوم بإعادة تدويرها، مثل ورق الجرائد وقطع الخشب والفلين والكراتين إلى جانب علب المشروبات الغازية وعلب التانج وغيرها، ونفذت من خلالها مجسمات فنية وشخصيات كارتونية محببة لدى الصغار، وقامت بإبرازها في واجهة الحفلات كعناصر للزينة والجذب.

«عام زايد»
ثانية تعمل بجد وتثابر لتصنع بصمتها مع كل شعار سنوي ومبادرة وطنية، معتبرة أن «ربع القمر» يتناغم مع رسالة «عام زايد»، موضحة «أعشق تنظيم حفلات منزلية ومناسبات اجتماعية والمشاركة في فعاليات تطوعية تستهدف شريحة الأطفال، وتماشياً مع «عام زايد»، خصصت جزءاً من ريع مشروعي، بتنظيم «إفطار زايد الخير» للعمال والمرضى في المستشفيات للحالات المتعسرة، وقمت بتحضير سلة العيد وتوزيعها للأسر المتعففة، ولم تلجأ ثانية إلى أي دعم من رعاة أو ممولين لخدمة مجتمعها كمتطوعة لفعل الخير وإسعاد البسطاء.

أثاث أحد الجيران
روت ثانية موقفاً طريفاً، دفعها للاستمرار في مشروعها، ففي مرة رأت أحد الجيران، يلقي أثاثاً قديماً في الشارع، بعد اقتناء أثاث جديد، فلم تتردد في الاستفادة منه بإعادة تدويره، حيث وجدت الكثير من الإلهام في تلك القطع المهملة، وحاولت توليفها وتقطيعها وتصنيعها ودمجها ببعضها، لتستنطق منها مواد جاذبة وأعمالاً فنية ذات قيمة تبث السعادة والجمال، وتعطي للمكان روحاً ومعنى وسعادة، وبالفعل تم عرضها في حفلات عيد الميلاد وفعاليات مختلفة ضمن مشروعها «ربع القمر»، ثم تلقت طلباً من نفس الجار صاحب الأثاث القديم، لتنظيم حفل عيد ميلاد في بيته، ففوجئ أن اللوحات الفنية وأعمال الزينة وعناصر الضيافة التي تم تزيينها في زوايا منزله، كانت من مكونات الأثاث القديم الذي استغنى عنه، والمفاجأة الأكبر أنها لمست دهشة الحضور الذين ثمنوا ما أبدعته.

ركن تراثي

لفتت ثانية المزروعي إلى أنها في كل حفل عيد ميلاد أو مناسبة للأطفال، تخصص ركناً مجانياً لإحياء التراث الإماراتي، يتضمن عرض بعض الألعاب الشعبية القديمة، وتتولى مهمة تعريف الأطفال بها، وتحاول غرس بعض قيم الأولين وسيرة الأجداد وحب الإمارات في وجدانهم، كما تقيم في هذا الركن بعض الأنشطة المسلية ذات المحتوى التثقيفي، منها رسم معالم متميزة لكل إمارة من خلال لوحات توزع على الصغار، ويشارك في تلوينها الجميع.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©