الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

محمد فايز: عشت أسوأ اللحظات وبكيت من «هول» الإصابة

محمد فايز: عشت أسوأ اللحظات وبكيت من «هول» الإصابة
22 سبتمبر 2010 00:13
على مدى موسمين متتاليين، ظلت الإصابات تمثل الهاجس الأكبر للجهاز الفني ولاعبي الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين، وأصبحت «بعبعاً» مخيفاً، وقدراً لا مفر منه، ولكنه يرمي بظلاله على مسيرة الفريق، ويحرمه من جهود عناصره الأساسية، مما يؤثر على نتائج «الزعيم» في المسابقات المحلية والخارجية المختلفة، وبالتالي يبعده من منصات التتويج. وكأن «العين» قد أصابته «العين» بعد أن بدأ مستواه يتراجع بداية من الأسبوع الرابع، وبدأت أوراقه تتساقط الواحدة تلو الأخرى، بسبب الإصابات المتلاحقة التي طالت عدداً من نجوم الفريق، مما أخرجه من سباق الدوري، وبطولة الأندية أبطال آسيا لينهي الموسم الماضي وهو في المركز الثالث. وما أشبه الليلة بالبارحة، ولكن نقطة الاختلاف الوحيدة أن الإصابات في هذه المرة داهمت عناصر «البنفسج» الأساسية مبكراً، وقبل أن تدور عجلة بطولة الدوري، مما فرض على المدرب عبد الحميد المستكي الاعتماد على الدماء الشابة التي لم تخذله حتى الآن. وقائمة المصابين الأولى، ضمت الحارس وليد سالم وعبد الله مال الله وإسماعيل أحمد وسالم عبد الله، والأخير تواصل غيابه منذ منتصف الموسم الماضي، بالإضافة إلى فارس جمعة، وآخرين جاءت إصاباتهم خفيفة، ومع انطلاقة المنافسة كانت الإصابة بالمرصاد للنجم الإيفواري إبراهيما كيتا القادم من القادسية الكويتي، ليلازمه «النحس» في أول ظهور له في الجولة الأولى بالقطارة أمام دبي، وكانت إصابته عبارة عن تمزق في الرباط الداخلي للركبة اليمنى، ليغيب عدة أسابيع، وتبع ذلك تعرض الحارس يوسف عبد الرحمن لحادث سير مؤسف، دخل على أثره مستشفى راشد بدبي، وما زال تحت العناية الطبية الفائقة والمتابعة الدقيقة. وآخر ضحايا الإصابات اللعينة كان الإيفواري الآخر جمعة سعيد الذي أصيب أيضاً بتمزق في الأنسجة الرخوة من كاحل القدم اليسرى في أول ظهور له أمام الشارقة في الجولة الثالثة، وسبقه فيصل علي الذي أصيب في التدريب بتمزق جزئي في أربطة الكاحل الأيسر، ثم محمد فايز الذي أثبت الفحص الطبي الذي أجراه يوم الأحد الماضي بمركز أبوظبي التخصصي للركبة على يد الطبيب الأميركي براون أنه مصاب في غضروف الركبة اليمنى.. نقول إن محمد فايز هو الأسوأ حظاً، لأنه عاد للمشاركة مع الفريق هذا الموسم، بعد أن أبعدته الإصابة الأولى ثمانية أشهر بالتمام والكمال، منذ ديسمبر الماضي خلال الشوط الأول من مباراة الوحدة على ملعبه بالعاصمة أبوظبي، وخضع بعدها لعملية جراحية تحت إشراف براون. والمحزن في الأمر أن فايز عاد هذه المرة، بمعنويات عالية ليقدم الأفضل مع زملائه ويساهم معهم في تحقيق الطموحات، ولكن سوء الحظ طارده، ليشهد الشوط الأول من مباراة فريقه أمام الشارقة في الجولة الثالثة إصابته في نفس مكان الإصابة القديمة. بالطبع لم تتوقف آثار الصدمة عند محمد فايز فقط، بل امتدت لتلقي بظلالها على جماهير العين وأسرته الصغيرة التي عاشت لحظات عصيبة، حتى عاد اللاعب إلى منزله بمنطقة المقام بمدينة العين، وهو يتوكأ على عكازين، ويخفي في داخله حزناً عميقاً، وبعد ساعات كانت «الاتحاد» هناك بين «عيال فايز» لترصد الأجواء التي عاشها اللاعب وأسرته بعد الإصابة المحزنة. وكانت بداية حديثنا مع محمد فايز الذي حكى تفاصيل الإصابة الأولى، والألم يعتصر قلبه، وبادياً على وجهه، فقال في صوت حزين: في مباراة الوحدة التي جرت في الموسم الماضي، فقدت توازني مع نهاية الشوط الأول، ربما بسبب أرضية الملعب، إصابات الملاعب «قدر مكتوب»، ويمكن أن يتعرض لها اللاعب في أي لحظة. وهذا شيء لا جدال فيه. وأضاف: تم نقلي إلى مستشفى دار الشفاء بأبوظبي، وخضعت لفحص طبي عاجل وكان هناك شك في النتائج إلى أن قابلت الطبيب براون الذي أكد إصابتي بغضروف ورباط صليبي في آنٍ واحد، وعلى ضوء ذلك قرر إجراء عملية جراحية، وكانت ناجحة تماماً، تابعت بعدها مرحلة العلاج الطبيعي، بعيادة النادي، ثم الـتأهيل البدني لمدة 8 أشهر، وهذه إصابتي الأولى عبر مشواري، حيث أمضيت كل مراحلي مع فرق النادي دون إصابة. وقال: بعد الشفاء تماماً انضممت إلى معسكر الإعداد لهذا الموسم بالنمسا، ولم أشارك إلا في آخر مباراتين، ثم لعبت بعد العودة من المعسكر، في الدقائق الأخيرة من مباراة العين أمام الشباب العُماني في الدورة الدولية الرباعية التي نظمها النادي في بداية شهر رمضان، ولم أشعر بأي ألم في المباريات، وطوال فترة التدريبات التي سبقت انطلاقة الموسم. وواصل محمد فايز حديثه ليقول: إصابتي في مباراة الشارقة كانت مفاجأة بالنسبة لي بكل المقاييس، حيث إنني كنت في أفضل حالاتي، وشعرت في البداية بآلام خفيفة في الركبة، وأفادني طبيب الفريق في تلك اللحظة بأنها بسيطة، ويمكنني أن أكمل اللعب وبعدها بفترة حدث ما حدث، دون أي احتكاك من أي لاعب شرقاوي. وأضاف: في تلك اللحظة المؤلمة انتابني شعور هو الأسوأ في كل حياتي، ومرت بخاطري ذكريات الإصابة الأولى، وتأكدت أنني لن أعود قريباً للمشاركة مع فريقي وهذا ما حز في نفسي، ودفعني لكي أبكي بحرقة، خاصة أنني كنت مشتاقا للعودة وأمنى النفس بموسم متميز، أقدم خلاله كل جهدي مع العين، ولكن الإصابة «أصابتني» في مقتل، وجعلتني أبكي على حظي السيء، فقد كان طموحي أن أكون عنصراً فعالاً مع فريقي، وأساهم معه في إنجاز على المستوى المحلي أو الخارجي نقدمه هدية لجماهيرنا الوفية، كما أنني وضعت العودة مرة أخرى إلى صفوف «الأبيض» هدفاً هذا الموسم بعد أن شاركت معه من قبل في بطولة «خليجي 19» بعُمان، وتصفيات مونديال كأس العالم 2010، وكذلك مشاركتي مع منتخب الشباب في بطولة العالم 2009 بمصر. و قال محمد فائز إنه يتمنى من كل قلبه أن يحقق بطولة الدوري مع «الزعيم»، لافتاً إلى أنه توقع أن يكون هذا الموسم فرصة مواتية لبلوغ حلمه، ولكن الإصابة بددت أحلامه في لحظه، وأنه سبق أن شارك مع العين في الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس السوبر وبطولة كأس الاتحاد. وعن رأيه في بداية دوري المحترفين هذا الموسم، أشار فايز إلى أن العديد من الدلائل، تؤكد أن الدوري، دخل مرحلة الاحتراف الحقيقي، بعد أن ظهر التنافس بين الفرق. وأضاف أن معظم الفرق كشفت عن استعداداتها القوية لهذا الموسم وجميعها تعمل للفوز بإحدى البطولات، بعد أن ضمت مجموعة من المحترفين الأجانب الذين يتمتعون بمستوى فني عالٍ، ويصنعون الفارق ويساهمون في تطوير المستوى العام للمسابقات، مثل الإيطالي كانافارو في الأهلي، والأرجنتيني ساند في العين، والوصلاوي فرانشسكو يستى من إسبانيا والوحداوي هوجو من البرازيل، وغيرهم من النجوم الكبار الذين ينتشرون في ملاعبنا بفنهم وخبرتهم الميدانية الطويلة، مما يبشر بمستقبل زاهر للكرة الإماراتية. وأشاد محمد فايز باللاعبين الشباب في الفريق الذين يشكلون النسبة الأكبر من قوة الفريق ويعوضون غياب المصابين منذ انطلاقة الموسم ويقدمون مستوى طيباً، على الرغم من صغر سنهم وقلة خبرتهم، مبيناً أن مستقبلاً مشرقاً في انتظارهم وستظهر بصماتهم بشكل أكبر على أداء الزعيم بعد موسمين قادمين. وقال إن العين واجه العديد من الإصابات في هذا الموسم، لكنه لا يوافق الكثيرين الرأي الذين يرون أنه ربما يكون في الأمر «سحر» أو «حسد» وإنما هي قضاء وقدر. وأضاف: نحمد الله أن بالنادي وحدة علاج متطورة وفريق عمل طبي متكاملا يقوده الدكتور توفيق سلمان رئيس الوحدة، مما يساهم كثيراً في عودة اللاعبين إلى الملاعب في أقل فترة زمنية ممكنة. الوالد فايز: الغضروف أبعدني عن الملاعب الاتحاد (العين) ــ عائلة فايز سبيت رياضية، عيناوية حتى النخاع تعشق اللون البنفسجي، منذ أن عرفت أقدامها طريق “دار الزين”، وتتكون من فريق يضم 11 فرداً منهم 4 ذكور، وسار الأبناء فوزي، وهو الأكبر ومحمد وعبد العزيز والصغير هزاع على طريق الوالد الذي كان مدافعاً صلداً في صفوف” الزعيم”، ولعب له فترة طويلة امتدت من أواخر الستينيات، وحتى أوائل الثمانينيات. وبعدها انتقل الأب فايز إلى العمل الإداري بنادي العين حيث كان ادارياً في فترة الثمانينيات للفريق الأول وكان من ضمن اللاعبين المدرب عبدالحميد المستكي الذي يشغل حالياً المدرب الفني لفريق العين هذا الموسم. وكانت إصابته بغضروف الركبة سبباً مباشراً في اعتزاله وابتعاده عن الملاعب، على الرغم من أنه أجرى وقتها جراحة ناجحة في تونس، لكنه آثر بعدها التوقف. وعن إصابة ابنه محمد في مباراة الشارقة، قال إنه تابع اللقاء، ولكن الشعور الذي انتابه، وهو يشاهد ابنه يتألم بشدة من قوة الإصابة، ودموعه تنهمر، هو شعور أي والد تجاه ابنه في مثل هذه اللحظات الصعبة، وبالطبع غشت الأسرة سحابة من الحزن، وعاش الجميع لحظات قاسية ولكننا لم نحزن، لأن هذه إرادة الله، ولا نملك إلا أن نتضرع إلى المولى عز وجل، أن يمن على ابننا بعاجل الشفاء، حتى يعود معافى ويكمل المسيرة مع الفرقة البنفسجية. وأكد فايز أن مستوى الكرة حالياً أفضل بكثير من السابق، بسبب نوعية الملاعب وخبرة المدربين ومستوى اللاعبين المتطور والحضور الجماهيري الكبير الذي يضفي على المباريات نكهة خاصة. عودة والمحافظة على الصدارة الاتحاد (العين) - قبل أن نغادر منزل «عيال فايز» حضر فارس جمعة وهزاع سالم زميلا محمد فايز للاطمئنان عليه والتخفيف عنه من أحزان الإصابة. وقال فارس وهزاع إنهما يأسفان لما حدث لزميلهما وصديقهما محمد وتعرضه لإصابة مؤلمة وفي هذا التوقيت من الدوري، ويتمنيان له العودة السريعة. وأكد اللاعبان أن البديل الجاهز قادر على سد النقص الكبير الذي يعانيه العين لظروف الإصابات، وأن الدوري ما زال طويلاً والعين يتربع على الصدارة، وفريقنا قادر على المحافظة على مركزه في الترتيب، وأنهم يتعاملون مع كل المباريات بجدية كبيرة حتى يبقى البنفسج دائماً في المقدمة. هزاع «الصغير» نجم قادم في الطريق الاتحاد (العين) - كان هزاع ضمن الحضور أثناء زيارتنا لمنزل والده فايز، وهو الابن الرابع في ترتيب الذكور، ويلعب ضمن فريق العين تحت 14 سنة في مركز الوسط على اليسار، وقد التحق بمدرسة الكرة العيناوية، وهو في الثامنة. وأثناء الحديث أشار إليه والده مؤكداً أن هزاع نجم قادم في الطريق بقوة الصاروخ وسنراه قريباً لاعباً مبدعاً في الفريق الأول، وكان برفقته أيضاً صديقه نايف معتوق الذي ترك اللعب بالنادي بسبب ظروف خاصة. عبدالعزيز: إصابة شقيقي أفقدتني التركيز الاتحاد (العين) ــ بدأ عبدالعزيز فايز الثالث بين الأبناء الذكور مشواره مع العين في العاشرة، ومن وقتها لم يحقق أي بطولة مع الفرق العيناوية ما عدا دوري الرديف في الموسم الماضي. قال عزوز: عندما لعبت بديلاً لشقيقي المصاب محمد في مباراة الشارقة كان تركيزي مشتتاً، بسبب ما حدث له، وكل أمنياتي أن يعود سليماً معافى. وعن أداء العين في الجولات الثلاث الأولى، أشار إلى أن الفريق لم يقدم المستوى المتوقع منه، وحقق الفوز على دبي في أول جولة بصعوبة كبيرة، ولكن ما زال لدى لاعبيه الكثير. وقال: نمضي في طريق بطولة الدوري خطوة خطوة، ونرفع من درجة تركيزنا، خاصة أننا نواجه الوحدة على ملعبه. فوزي: أنتظر فرحة الفوز بأول بطولة الاتحاد (العين) ــ قال فوزي فايز إن ما ضاعف من أحزانه أن شقيقه محمد، كان عائداً للتو من إصابة سابقة، متمنياً له عاجل الشفاء. وأكد أنه لم يحظ بشرف الفوز بأي بطولة مع الفريق العيناوي، على الرغم من أنه يلعب له منذ أربع سنوات، وينتظر أن يعيش فرحته الأولى مع “الزعيم”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سبق أن أُصيب أيضاً في الرباط الصليبي للركبة اليمنى في معسكر سويسرا وخضع لعملية جراحية بفرنسا غاب بعدها لستة أشهر. ويتوقع فوزي أن يحصد العين بطولتين في هذا الموسم؛ لأن الفريق اعتاد على ألا يخرج من أي موسم دون بطولة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©