الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حساب الكربوهيدرات في الوجبات يؤمن حياة طبيعية

حساب الكربوهيدرات في الوجبات يؤمن حياة طبيعية
23 يونيو 2012
يحاول ملايين الناس حول العالم التعرف على مرض السكري، الذي ينتج عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر الجلوكوز في الدم، وهذا الارتفاع قد يكون وراثياً أو بيئياً أو نتيجة لعوامل كثيرة أخرى، ويعد هرمون الأنسولين هو المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم، حيث تقوم خلايا بيتا في البنكرياس بتصنيع وإفراز هذا الهرمون في الدم، وداء السكري هو مرض يعرف بارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحدود الطبيعية ويتجلى بظهور آثاره في البول. (الشارقة) - أكدت الدكتورة إلهام الأميري استشارية أطفال السكري والغدد الصماء بمستشفى القاسمي بالشارقة، خلال ورشة عمل أقيمت مؤخراً أن مرض السكري يعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً في الإمارات وأن نسب الإصابة به بين مواطني الدولة يقارب ربع سكان البلاد، وأن هناك جهوداً كبيرة تبذل وبصورة مستمرة لمحاولة التقليل من انتشاره. وتضيف الهام: أما بالنسبة للسكري الأطفال فالحديث عنه يستلزم حزمة من الاحتياطات التي تمكن أهل الطفل من إحكام المراقبة وتنظيم الحياة اليومية للطفل بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن أبناء جيله، وأن عليه التأقلم مع هذا المرض وتقوية عزيمته للتعايش معهم. وفي هذا السياق، أكدت لطيفة راشد رئيس قسم التغذية في مستشفى القاسمي بالشارقة، أنه تم مؤخراً تنظيم ورشة عمل للأطفال المصابين بالسكري بحضور أسرهم، بهدف توعيتهم وتعليمهم بطريقة عملية، على كيفية التعامل مع حالات الأطفال المصابين بالسكري وتقديم كل الوجبات العادية لهم دون حرمانهم من شيء، ولكن وفق مقادير وكميات تتوافق مع حالاتهم، وقد جاء تنظيم ورشة العمل هذه للأسر والأطفال معاً، لشرح كيفية حساب (الكربوهيدرات) التي تحتويها كل وجبة من الوجبات، حيث إن الكربوهيدرات هي مصدر الطاقة للجسم والدماغ، وذلك بهدف الموازنة بين كمية الطعام والشراب المتناولة والأنسولين لتحقيق مستويات طبيعية للسكر في الجسم وبالتالي الحياة بصورة طبيعية لهؤلاء الأطفال، كما تم شرح كيفية تحديد الكميات الواجب تناولها مع كل حالة ونوعية المأكولات والمشروبات وكذلك الفواكه وحتى أنواع الحلوى المختلفة، حيث قام الأطفال بتقديرها وحسابها بأنفسهم، كما تم تزويدهم بكتيب شمل حساب نسبة الكربوهيدرات في كل نوع من المأكولات والمشروبات ليستعينوا به في منازلهم ويطبقوه في حياتهم بصورة دائمة. وتضيف لطيفة راشد: كما يمكننا معرفة أعراض مرض السكري من خلال العطش الزائد وكثرة التبول وزيادة الجوع ونقصان الوزن غير المتعمد والإعياء وسرعة الغضب, وعلى كل حال يرتفع سكر بالدم عند المصابين بالنمط الثاني من السكري بتقطع أو ببطء يجعل المصاب يظن أنه لا يعاني من أية أعراض رغم ارتفاع السكر سنوات عديدة قبل التشخيص. وبخصوص العلاج قالت الدكتورة لطيفة: العلاج يشمل النظام الغذائي المتوازي الذي يوزع تناول الكاربوهيدرت على مدى اليوم بأكمله، والقيام بالتمارين الرياضية بانتظام ومراقبة مستوى السكر في الدم، وأخذ الأدوية، ومن المهم أيضا إجراء فحوصات بكثرة لتقييم مفعول العلاج ومراقبة المضاعفات، وبإمكان الشخص المصاب بهذا المرض أن يعيش طويلا بصحة جيدة إذا حافظ على سكر الدم قريبا من المستوى الطبيعي. وإذا كان الشخص يواجه خطر الإصابة بالنمط الثاني من السكري، بسبب وجود عوامل الخطورة سالفة الذكر عندها قد يستطيع منع الإصابة بهذا المرض أو على الأقل تأجيلها بواسطة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام إلى جانب اتباع حمية غذائية متوازنة. أقسام مرض السكر وينقسم مرض السكري إلى عدة أنواع وأنماط متعددة, فالـنـمـط الأول (غالبا ما يدعى سـكري الأطفال), والـنمط الثاني (ويسمى أيضا بداية السكري عند الكبار), وســكري الـحمـل الذي يتم تشخيصه أثناء الحمل, والمصابات اللواتي يحملن بعد إصابتهن بالنمط الأول أو النمط الثاني من السكري يعتبرن مصابات بسكري ما قبل الحمل. ويمكن الكشف عن مرض السكري عن طريق تحليل السكر في الدم والبول, ويوجد عدة طرق للكشف عن السكر في الدم والبول منها اعتماد قوة الاختزال الخاصة بالسكر (الجلوكوز) فإنه يمكن استخدام محلول (فهلينج) أو (بندكت) للكشف عن الجلوكوز في البول حيث يتحول لونهما الأزرق إلى راسب أحمر مع التسخين أو باستخدام الشرائط. وقاية أما عن طرق الوقاية من المرض فيشدد الأطباء على الأهمية القصوى للكشف المبكر في الوقاية من التعقيدات مثل أمراض القلب والجلطات والعمى واضطرابات الأعصاب والكلية. وقد حرصنا في دولة الإمارات على تخصيص شهر نوفمبر ليكون الشهر المعني بمرضى أمراض السكري, لتقديم الحلول العملية التي تساعد مرضى السكري على اتباع النظم والأطعمة الصحية. كما أن هناك عوامل تزيد من فرص الإصابة بالمرض، وهو الأمر الذي دفع جمعيات ومؤسسات وحكومات عديدة حول العالم، لمضاعفة جهودها للقضاء على الداء العضال والحد من انتشاره، وقد كانت أفضل الطرق وأكثرها فاعلية في محاربة هذا المرض ما يقوم على أسس عامة هي المعالجة عن طريق الغذاء فقط, والمعالجة بالغذاء والانسولين, والمعالجة بالغذاء والأقراص المخفضة لسكر الدم, والتثقيف العام والشامل للمريض ومن حوله والمجتمع, وإنشاء العيادات المتخصصة الدائمة لرعاية مرضى السكري. كما يعد الغذاء المتوازن من أفضل الأساليب لتجنب الأمراض والعلل كلها، والحمية الغذائية تشكل الأساس لمعالجة السكري، وارتباط هذه الحمية ببرامج زيادة النشاط الجسماني والرياضة البدنية هو المطلوب، فحينها سيساعد ذلك ويتضافر مع المعالجة بالأدوية، وقد بلغت معدلات السمنة في دولة الإمارات بين مواطنيها أكثر من 68 % وفقاً للاحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة التي اشارت إلى أن هناك أكثر من مليار ونصف المليار شخص يعانون من زيادة الوزن في العالم، و400 مليون يعانون من السمنة بمن فيهم 20 مليون طفل، ومن المتوقع زيادة حادة في تلك الاعداد عام 2015. إحصائيات تشير الإحصائيات والدراسات في السنوات الأخيرة لوزارة الصحة في الامارات إلى أن السمنة من أهم أسباب زيادة اعداد المصابين في الدولة بداء السكري وما يترتب عليه من مضاعفات، خاصة بعد احتلال الإمارات للمرتبة الثانية عالميا بين الدول الاكثر إصابة بداء السكري بعد دولة ناورو (أصغر دولة في منظمة الأمم المتحدة). فنسبة الاصابة في الامارات بلغت 21,3 % حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة عام 2006 ومن المتوقع زيادة معدلات الاصابة إلى 27 % عام 2025م, إن لم يتم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض ومضاعفاته. النظام الغذائي لمرضى السكري يعتبر تناول الطعام سلاح ذو حدين، إما أن يزيد من إمكانية الإصابة بمرض السكر أو أن يساعد على منع ذلك، يرجع ذلك إلى قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز، ولذلك يجب أن تجنب الأطعمة المصنعة والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة أو الدهون المهدرجة حيث إنها قد ترفع مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، ولتجنب مرض السكر أو السيطرة عليه، يجب اتباع نظام غذائي صحي، عبر تناول قسط معقول من الطعام لتفادي زيادة الوزن مع الحرص على أن تشتمل الوجبات اليومية على بعض الفواكه والخضراوات. ويعد استخدام الحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب المصنعة والحبوب والبقوليات ويعد أمرا هاما إلى جانب تناول الكثير من الأسماك واللحوم الخالية من الدهون، مع ضرورة الحد من كمية الدهون المشبعة والوجبات الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية في النظام الغذائي، والابتعاد تماماً عن الدهون غير المشبعة. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على مستويات طبيعية من دهون الجسم يعتبر من أحد العوامل الحاسمة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©