الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بانه صفر: لوحاتي.. مرآة تعكس ما أراه

بانه صفر: لوحاتي.. مرآة تعكس ما أراه
24 يونيو 2013 21:05
هلا عراقي (الشارقة) - بانه صفر.. فنانة تشكيلية استعاضت بالألوان للفرار من فوضى ضجيج الكلمات، مؤمنة بأن اللوحة تخبرك عما تعجز عنه الأبجديات، لذا اختارت لغة الفن البصرية لأنها الأقرب إلى النفس والأجمل في العين والأكثر رسوخا في الذاكرة. طفلة تتقن الخربشة عن بدايتها في عالم الفن تحدثنا صفر عائدة بذاكرتها إلى الماضي عندما كانت طفلة تتقن الخربشة على صفحات دفاترها الصغيرة في محاولة بسيطة للتعبير عما يدور في رأسها، وما يحدث حولها فوجدت نفسها من خلال الرسم تسرد تلك التفاصيل الصغيرة بجمال، ومع الأيام أصبح الرسم أسلوب حياتها وفضائها الرحب للتعبير عن مكنوناتها، وقد درست الفن التشكيلي في دمشق وكانت دراستها أولى خطواتها نحو الاحتراف. وتشير صفر إلى أن ما يميز الفن التشكيلي عن غيره من الفنون، أنه أبعدها عن المباشرة ومكنها من التواصل الدائم مع الجمهور، ومن خلال مواضيعه امتاز الفن التشكيلي أيضاً بالتنوع والمشاكسة الثقافية والتعبيرية، لدرجة أنه يتهم أحيانا بالتعالي والجنون والابتعاد عن الواقع والحقيقة عكس ذلك. وتضيف: لا يجب الحكم على الفن من سلوك الفنان أو معطيات حياته بل إن تكون المواضيع التي يهتم بها هي الحكم. أفكار لوحاتها وعن مدى انعكاس حالتها النفسية على سطح لوحاتها، تقول إن الحالة النفسية هي الوسيط للكيمياء التشكيلية القائمة بين الفنان واللوحة، وهكذا هي الحياة، فبجانب الألوان المشرقة هناك أيضا ألوان قاتمة، فالفنان هو الذي يرسم على وجه الورقة تفاصيل تجربة شعورية صادقة تصدح بها المخيلة لتصل إلى المتلقي وتحدث أثرها. موضحة أنها في الحالتين سواء كانت حزينة أم فرحة تستطيع السيطرة على انفعالاتها، فللورقة البيضاء أمامها مفعول السحر في جعلها هادئة وأكثر قدرة على التعبير عن أفراحها بأضواء مشعة من الألوان وبرصانة وشفافية في التعبير عن الأحزان. وترى صفر، أن الحياة بكل ما فيها تشكل ذلك المنبع الذي يلهمها وتستقي منه أفكار لوحاتها، بقدر ما يسبح بها خيالها والذي بلا حدود، فالمهم أن تجيد قراءة الجمال من حولها فالطبيعة تحمل في طياتها أفكاراً جميلة حَرية بأن نترجمها إلى لوحات تعج بالجمال. وعن الأسلوب الذي تتبعه للتميز وعدم الوقوع في فخ الرتابة، تقول: التطور يكمن في تلك التفاصيل التي تميزنا عن سوانا، بتلك النظرة لما حولنا بالثقافة ومتابعة ما يجري على الساحة الفنية التشكيلية وباقي الفنون، وبالعمل على اللوحة ضمن إطار بحث فني متكامل. وتوضح صفر، أن الفنان الحقيقي كالمرآة يعكس كل ما يحيط به ويضيف إليه من روحه، لأن الفنان إنسان صادق يحور بلا تزيف ويبالغ بلا كذب، يبني ويجتهد في حبه للجمال. أما عن علاقتها بالألوان فتقول: أميل لجميع الألوان خاصة الألوان المتسقة من الطبيعة، وعلى الرغم من تقديري للون الرمادي، إلا أنني أجد أن لكل لون وقعا خاصا في النفس، وللون بتدرجاته لغة تعبيرية خاصة وتقنيات تختلف من لون لآخر، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الاحترافية في التعامل مع اللون وتدرجاته لإحداث الأثر المطلوب للمشهد والذي يخدم اللوحة. وعن بداية اللوحة ونهايتها، تشير قائلة: نقطتا البداية والنهاية عنصران غاية في الأهمية، فالبداية تحدد لك الشروع في تنفيذ العمل والتي بالنسبة لي أبدأها بقرار مني، أما بالنسبة للنهاية فتكون بقرار من العمل واللوحة ذاتها، فهي من يرسم نقطة النهاية، وتضيف: كل عمل له دورة حياة خاصة به، فأحيانا يتطلب العمل أياما وينجز، وأحيانا أعيش مع العمل شهورا، لذا هذه المدة كفيلة بأن تنشئ علاقة جميلة بين اللوحة والفنان تتراكم خلالها التجربة وتزدحم الذكريات بالأحداث، وأستطيع أن أطلق مسميات عدة على لوحاتي فهن بمثابة مرآتي التي تعكس ما أراه وأشعر به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©