الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بارنز: الاحتراف الخارجي أقصر الطرق لتطوير الكرة الإماراتية

بارنز: الاحتراف الخارجي أقصر الطرق لتطوير الكرة الإماراتية
21 سبتمبر 2010 23:37
بدأ جون بارنز الملقب بـ”الغزال الأسمر”، مسيرته الكروية في واتفورد سيتي الإنجليزي، وقدم مستويات رائعة لفتت إليه كل الأنظار كلاعب وسط، وسرعان ما انهالت عليه العروض من كل صوب في عام 1987، ومنها عرض بقيمة 900 ألف جنيه استرليني من ليفربول، وهو مبلغ ضخم في هذا الوقت، وكان بطلب وإلحاح من أسطورة “الريدز” ومدربهم كيني داجليش، على الرغم من اعتراض كبار الشخصيات على الفكرة لأن اللاعب من ذوي البشرة السمراء. وفي أول موسم له مع “الريدز” أثبت بارنز صحة وجهة نظر داجليش، ورد على المعارضين، حيث أبهر جمهور النادي، وفي الموسم نفسه حصل بارنز مع فريقه على لقب الدوري الإنجليزي، واختير أفضل لاعب من الاتحاد الإنجليزي ومن اتحاد الصحفيين الإنجليز، وكان من الصعب على أي لاعب أن يحرز الجائزة في أول موسم احتراف له في “البريميرليج”. في موسم 1989- 1990 كان بارنز على موعد مع الألقاب، حيث قاد فريقه إلى إحراز ألقاب الدوري والكأس وجائزه أفضل لاعب، وفي هذا الموسم خاض ليفربول أقوى نهائي في تاريخ بطولة كأس إنجلترا أمام إيفرتون العنيد، وفاز ليفربول بثلاثية لهدفين، منها ثنائية لراش في مباراة مثيرة، وفي هذا اليوم لن ينسى عشاق الكرة التمريرة العرضية الرائعة من بارنز إلى راش الذي لم يتوان في تحويلها برأسه داخل المرمى معلناً فوز ليفربول بالثنائية. وفي مطلع التسعينيات شكل بارنز مع فاولر وراش “الثلاثي المرعب”، ولكن ليفربول لم يكن في أفضل حالاته في تلك الفترة، وبعد ذلك تمكن بارنز من الوصول مع “الريدز” لنهائي كأس إنجلترا في موسم 1995- 1996 وخسر أمام “مان يونايتد”، وكانت هذه آخر مباراه لبارنز مع ليفربول، لينتقل بعدها إلى نيوكاسل موسم 1996- 1997، لمدة قصيرة اعتزل بعدها اللعب، ويحسب لبارنز أنه كان أول لاعب من ذوي البشرة السمراء يرتدي قميص ليفربول. وكانت له تجارب تدريبية جيدة بعد اعتزاله مع فرق سلتيك الإسكتلندي، ومنتخب جامايكا “مسقط رأسه”، ثم فريق ترانمير، قبل أن تتوقف مسيرته التدريبية. وخلال وجوده في أبوظبي، ومشاركته في تحليل بعض مباريات الدوري الإنجليزي لمجموعة قنوات “أبوظبي الرياضية” صاحبة الحق الحصري في نقل مباريات” البريميرليج” تحدث بارنز إلى “الاتحاد”. الزيارة الأولى في البداية أكد جون بارنز أنها الزيارة الأولى له إلى أبوظبي، وعلى الرغم من أنه زار دبي عدة مرات، منها واحدة عندما كان يدرب سلتيك، وأقام معسكراً في دبي عام 1997، وأنه خلال اليومين اللذين قضاهما في أبوظبي يستطيع أن يقول إنها مدينة رائعة، وتشهد نهضة عمرانية كبيرة، وملاعب لا تقل في أهميتها عن ملاعب أوروبا، وكرم ضيافة لم يجد مثله، إلا في دبي. وعندما سألنا بارنز عن الحال الذي وصل إليه ليفربول في الوقت الراهن، بعد أن كان فريق البطولات في نهاية الثمانينيات، وبداية التسعينيات، قال: آخر بطولة لليفربول مر عليها حالياً أكثر من 20 عاماً، وبالتالي من الصعب حالياً أن يعود هذا النادي لسابق إنجازاته خلال عام أو عامين، لأنه يحتاج إلى معجزة، حتى يعالج أزماته المالية، ويجد مالكين جدداً، قادرين على ضخ الاستثمارات فيه ووضعه على الطريق الصحيح مثلما حدث مع مانشستر سيتي. وأضاف: هذا الأمر يحتاج من وجهة نظري إلى 3 سنوات على الأقل، وخلال هذه الفترة لابد من التعاقد مع لاعبين متميزين، ومدربين على درجة عالية من الكفاءة، وبالتالي فسوف يكون هناك جو من الاستقرار يسهم في استعادة الفريق لأمجاده، وتجديد الطموحات لدى لاعبيه، أما عن الفرق المؤهلة لحصد البطولات حالياً في الدوري الإنجليزي فهي تشيلسي، ومانشستر يونايتد فقط، وهما يتبادلان البطولات، والباقون في مقاعد المتفرجين، ولكن عودة ليفربول هي الوحيدة التي يمكنها أن تخلط أوراق المان يونايتد، وتشيلسي. مباراة تاريخية وعن ذكرياته الخاصة بالنهائي الحلم الذي جمع بين ليفربول وإيفرتون عام 1989 قال: إنها واحدة من أروع المباريات في تاريخ الكرة الإنجليزية، وحضرها 90 ألف متفرج، وكانت الأغلبية الجماهيرية تميل لصالح إيفرتون، حيث جاءت للثأر على خلفية الخسارة في نهائي الكأس قبل 3 أعوام، وللاحتفال باللقب، ولكننا كنا على قدر المسؤولية، وأعتقد أنني وراش وفاولر وباقي زملائنا تعاهدنا على الفوز، وكانت مباراة درامية، هدف هنا، وآخر هناك حتى سجلنا الهدف الثالث في الوقت القاتل، وينتهى اللقاء 3 - 2. تجربة “سيتي” ناجحة وعن رؤيته لتجربة مانشستر سيتي الجديدة بعد انتقال ملكيتها لمجموعة أبوظبي، قال: “سيتي” وجد الفرصة التي يبحث عنها نادي ليفربول كما قلت، وما حدث لهذا النادي بفضل المالكين الجدد، وعلى رأسهم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، في اعتقادي أنه أعاد الحياة لهذا النادي، وأوجد أمامه الأمل بفضل التعاقدات الجديدة، والاستثمارات الضخمة، ويحسب لمالكي هذا النادي أنهم قدموا خدمة جليلة للكرة الإنجليزية، أتمنى أن نجد مثلها من آخرين مع “الريدز” حتى يعود للحياة. أما بخصوص توقعاته لمدى نجاح تجربة “المان سيتي”، وقدرة الفريق على المنافسة على الصدارة، قال: الأمر يختلف، والمسافة ليست بسيطة بين نادي كان يضيع وتم انتشاله، وبين مزاحمة الآخرين على الألقاب، وبقدر احترامي للتجربة، إلا أنني أرى أنه من الصعب تحقيق بطولة في المستقبل القريب، لأن الفريق يحتاج إلى الاستقرار والانسجام، بمعنى أن هناك تغييرات كثيرة في اللاعبين من عام لآخر، وبالتالي فالجدد يحتاجون إلى الوقت، حتى ينسجموا مع القدامى، والتغييرات مستمرة، بعكس ما يحدث في باقي الأندية الكبرى مثل تشيلسي و”مان يونايتد”، فالقوام الأساسي للفريق ثابت، وإذا كانت هناك إضافات فهي في لاعبين أو ثلاثة على أكثر تقدير. وقال: ربما يحقق “المان سيتي” طفرة، ويقتحم المراكز الأربعة الأولى التي اقترب منها كثيراً الموسم الماضي، ولكنه ليس من السهل أن يحصل على بطولة، لأن الجميع في حاجة إلى الوقت من أجل العمل، والوقت ربما يكون 3 سنوات، حتى تكون هناك شخصية واضحة للفريق، وطريقة أداء، وقوام أساسي، ومنظومة انضباطية. منظومة الاحتراف ودور الجمهور عندما سألنا بارنز عن معلوماته الخاصة بالكرة العربية، قال أتابعها على فترات، وأعرف بعض أندية الإمارات، مثل الوصل، والأهلي، والجزيرة، والوحدة، والعين، وأعتقد أنها تتطور، خصوصاً بعد تطبيق نظام الاحتراف، ولكنني تابعت مباراة بين فريقي القمة في مصر، وكان مطلوباً مني التعليق عليها، فوجدت تنافساً رائعاً، وقوة بدنية هائلة، والأهم من ذلك وجدت الحضور الجماهيري يقترب من 80 ألف متفرج، ومدربين ولاعبين مواطنين على مستوى جيد. وفي السعودية أتابع منافسات قوية أحياناً، بلاعبين مواطنين في الغالب ومدربين أجانب، وأجد جماهير كثيرة، ومتعة ودراما أحياناً. وفي الإمارات أعتقد أن كل شيء متوفر للتطور، ولكن هناك عنصر بالغ الأهمية غائب، وهو الجمهور، فالكرة ليست ستادات ولاعبين، ومنظمين وفقط، لأن الجمهور هو الباعث دائماً على الإبداع، وهو مفجر الطاقات، والجماهير لا تحضر كثيراً مباريات الدوري المحلي، وبالتالي تفقد تلك المباريات بريقها مهما كانت المنافسة فيها، ويفقد اللاعب بالتوالي الرغبة في الإبداع والعطاء، وربما يتحول إلى مؤد فقط. وعندما نتحدث عن التطوير فلابد أن يؤخذ كمنظومة متكاملة بداية من تحفيز أولياء الأمور على تشجيع أبنائهم لممارسة الكرة، وجذبهم للمدرجات، ووضع الخطط والبرامج الخاصة بتطوير مدارس الكرة، والمراحل السنية، في نفس الوقت الذي نبذل فيه كل الجهد لاستعارة الخبرات التدريبية العالية، وتوفير الملاعب والساحات، والاستقرار النفسي للناشئين من خلال توفير النظام التعليمي الذي يكفل لهم عدم التخلف في التعليم. والأهم من ذلك أن نوجد الحافز لدى اللاعبين الصاعدين بأنهم يطورون من أنفسهم من أجل الاحتراف في أوروبا، ومن هنا ستكون البداية، وسيحمل كل محترف خارجي تجربته من الدولة التي يلعب بها، ويعود إلى منتخب بلاده، الذي يستفيد من تقدم مستواه. أهم الإنجازات مع ليفربول الدوري: 1987 - 1988 و1989 - 1990. كأس الاتحاد الإنجليزي: 1989. كأس الدوري: 1995. الدرع الخيرية: 1988 و1989 و1990. جائزه أفضل لاعب من النقاد: 1988 و1990. جائزه أفضل لاعب من الاتحاد الإنجليزي: 1988. «النجومية الزائفة» وراء فشل إنجلترا في كأس العالم أبوظبي (الاتحاد) - عن المردود الضعيف الذي قدمه المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، وخروجه من دور الـ16 على عكس كل التوقعات، قال بارنز: إنه الفشل بعينه للاعبين والجهاز الفني، ومنظومة الكرة، وهو ناتج عن النجومية الطاغية لمجموعة من اللاعبين الذين تم تدليلهم من وسائل الإعلام، ومعاملتهم كأنهم نجوم هوليوود، ويرى كل واحد منهم نفسه أهم من المنتخب، وكانوا أنانيين، يفكر كل واحد منهم في نفسه أكثر من تفكيره في عطائه لمنتخب بلاده، وأنا أرى أن الفشل يتحمله اللاعبون أولاً قبل المدير الفني كابيللو. وأضاف: كان لدينا لاعبون كبار، ومشاهير، وآخرون من جيل الوسط، والصاعدين ولم يعملوا بروح الفريق، فكان هناك تعال من اللاعبين الكبار على الصغار، ولم يلعبوا بالروح القتالية المطلوبة، وبالتالي افتقد أداؤهم الروح الانتصارية، وكان الأداء مظهرياً فردياً، أكثر من كونه جماعياً، وغاب التنظيم والانضباط، فحدث ما لم نكن نتمناه. وإذا كنا نحمل جانباً من المسؤولية للمدرب فلابد أن نحملها للاتحاد الإنجليزي، والإعلام، وبعض الجماهير التي غالت في الحديث عن النجوم، والمشاهير، ونسيت المنتخب، بعكس ما كان يحدث في منتخب إسبانيا الذي ضم نجوماً كباراً بحجم إنييستا وشافيز، وغيرها، وكانوا يعاملون اللاعبين الصغار بمنتهى الود والتعاون، ولم يغال الإعلام في التعامل معهم أو يتحدث عن بطولاتهم، إلا بعد الفوز بكأس العالم، على الرغم من أنهم فازوا ببطولة أمم أوروبا عام 2008. مدرب دون عمل أبوظبي (الاتحاد) - حول مسيرته التدريبية التي بدأها مع سلتيك، ثم انتقل إلى منتخب جامايكا، وبعده إلى ترانمير، ولماذا توقف فجأة ولم يواصل مهنة التدريب قال جون بارنز: لم أتوقف فجأة بقراري، ولكني لم أجد عملاً، ولم أحصل على الفرصة المناسبة التي يمكنني أن أحقق ذاتي كمدرب من خلالها، وأنا أتمنى أن أواصل تلك المسيرة، ولكن أعطوني الفرصة، وحينها سوف أوافق، وأنا في هذه الفترة كمن يبحث عن وظيفة. وعندما سألناه عن موقفه في حال تلقيه عرضاً لتدريب أحد أندية الإمارات قال: أبحث الأمر، ويغلبني حنيني للتدريب، وفي الأرجح سأوافق، خصوصاً إذا كان الفريق الذي سأدربه لديه حظوظ في المنافسة على البطولات، وهناك أيضاً بلاد أعتقد أن نجاح المدربين فيها شبه مضمون في الوقت الراهن، مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وغانا، وأوروجواي، وباراجواي، كلها بلاد تملك الخامات الطيبة، والوسائل المساعدة من ملاعب وجماهير، ونظام عام يبحث عن التطور. وفي قناعتي أن العامل البشرى يأتي في البداية دائماً، وباقي كل العناصر عوامل مكملة، والعمل في هذه البلاد لن يواجه صعوبات في الحصول على الخامات الطيبة، وتطويرها من خلال الصقل بالجوانب الخططية والانضباطية، والتنظيمية. بناء العقل أهم من العضلات عند الصغار أبوظبي (الاتحاد) - عندما سألنا بارنز عن النصيحة التي يمكنه أن يقدمها في مجال الاهتمام باللاعبين الصغار، وتأهيلهم قال: أعتقد أن الاهتمام ببناء العقلية الانضباطية المنظمة المحترفة، أهم من بذل كل الجهد في الجانب البدني، والفارق الوحيد بين اللاعب الأوروبي أو اللاتيني من ناحية، واللاعـب الآسيوي والأفريقي من الناحية الأخرى هو التكوين العقلي، بدليل أنه إذا كان العامل البدني هو الحاسم في المباريات فإن المنتخبات الأفريقيـة لديهـا قوة بدنية رهيبة قـادرة على تحدي القوة البدنية عند كل المنتخبات الأخــرى، وبالتـالي فإن البناء العقلي والخططــي والتكتيـكي للاعب لابد أن يكون الأساس من الصـغر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©