القاهرة (الاتحاد)
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، رومي الأصل، كان جده عبدا لأم حبيب بنت جبير، ولد في مكة المكرمة سنة 80 هجرية، وطلب العلم على أيدي بعض صحابة النبي، صلى الله عليه وسلم، وقضى 26 سنة يطلب العلم، حتى صار شيخ الحرم الشريف، وإماماً عالماً يقصده طلاب العلم، فضلاً عن أنه اشتهر بتأليف الكتب، وتسجيل الحديث النبوي.
لازم عطاء بن أبي رباح فترة طويلة، وكان من أثبت الناس فيه، قال: أتيت عطاء، وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبدالله بن عبيد بن عمير، فقال لي: ابن عمير، قرأت القرآن؟ قلت: لا، قال: اذهب فاقرأه، ثم أطلب العلم، فذهبت فغبت زماناً، حتى قرأت القرآن ثم جئت عطاء وعنده عبد الله، فقال: قرأت الفريضة؟ قلت: لا، قال: فتعلم الفريضة، ثم اطلب العلم، قال: فطلبت الفريضة، ثم جئت، فقال: الآن فاطلب العلم، فلزمت عطاء سبع عشرة سنة، وبعد وفاة عطاء لازم عمرو بن دينار، وأخذ عنه العلم.
كما روى عن إسحاق بن أبي طلحة، وزيد بن أسلم، والزهري، وسليمان بن أبي مسلم الأحول، وصفوان بن سليم، وابن أبي مليكة، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وسعيد بن الحويرث، وأبي الزبير، وموسى بن عقبة ومنصور بن عبد الرحمن الحجبي.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج وابن أبي عروبه، وقال عنه ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث جداً، وقال عنه شيخه عطاء بن أبي رباح: ابن جريج سيد أهل الحجاز، وقال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج من أوعية العلم. وقال الإمام الذهبي عن ابن جريج: الفقيه أحد الأعلام، عالم أهل مكة، أول من صنف التصانيف في الحديث.
وذكر المحققون والمؤرخون أن لابن الجريج كتاب السنن في الحديث، وكتاب آخر في تفسير القرآن الكريم.
ومن العلماء والأئمة الذين رووا عن ابن جريج: الأوزاعي، والليث بن سعد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعيسى بن يونس، ووهيب بن خالد، وأبو قرة موسى ابن طارق، وحفص بن غياث، ومسلم بن خالد الزنجي، ومفضل بن فضالة المصري، وهمام بن يحيى، وإسماعيل بن عُلية، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وخالد بن الحارث، وزهير بن محمد التميمي، وأبو خالد الأحمر، وأبو ضمرة، وعبد الله بن إدريس. توفي ابن الجريج في ذي الحجة سنة 150 هجرية عن عمر ناهز الـ 76 عاماً.
عدد اليوم
