الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: استراتيجية الحسم في سوريا

غدا في وجهات نظر: استراتيجية الحسم في سوريا
24 يونيو 2013 18:51
صيف سقوط الإسلام السياسي الحركي أشار سالم سالمين النعيمي إلى أن ما يحدث في ما يسمى بدول «الربيع العربي» من تخبط في إدارة شؤون البلاد والعباد، وعدم التوافق بين القوى السياسية المختلفة وبين سلطات تلك الدول الثلاث المختزلة في رؤية حزبية ضيقة، وغياب استراتيجيات النمو الاقتصادي وغيرها من الاستراتيجيات الضرورية لعملية البناء المستدام، هي في الواقع نهاية العقد المبرم بين الشعب والسلطات في تلك الدول. وعندما نتحدث عن الشعب نحن نشير إلى ما لا يزيد في أفضل الأحوال على 20 بالمئة من السكان الذين صوتوا لتلك الأحزاب، ونسبة كبيرة من هذه النسبة صوتت من أجل لقمة العيش، وبعد الترهيب الديني المكثف وشراء الأصوات المقنن بموجب استغلال شرعية الزكاة والوقوف مع المحتاجين والمعوزين من بسطاء الشعب، وأتحدى أن تعلن نسبة الأميين وذوي المستوى التعليمي والثقافي المتدني للغاية بين صفوف الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع لصالح الأحزاب السياسية الدينية، ما أدى إلى استيلاء الإسلام السياسي على السلطة والتلاعب بأحلام أفراد تلك الشعوب البائسة التي تلعب دور الكومبارس السياسي. سياسة خارجية مرتبكة لدى د. أحمد يوسف أحمد قناعة بأنه لا شيء يدل على ارتباك السياسة الخارجية المصرية مثل موقفها تجاه ما يجري في سوريا. عندما تولى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي السلطة رسمياً في آخر يونيو من العام الماضي بعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية أحدث تغييراً مهماً في السياسة الخارجية المصرية تجاه سوريا، إذ كان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة سياسته المتوازنة تجاه الصراع في سوريا مبنية على أساس أهمية سوريا في السياسة العربية، وجاء مرسي ليدخل على هذه السياسة ما يجعلها أكثر اتساقاً مع سياسة ثورة، وإن حافظ على طابعها المتوازن، وفي أول تعبير عن السياسة الجديدة رفض مرسي الدعوات إلى تدخل خارجي في سوريا، وهو ما كان قد بدأ يشيع في ذلك الوقت كما أنه قدم مبادرة عرفت باسم المبادرة الرباعية ومفادها أن تعمل كل من مصر والسعودية وإيران وتركيا على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في سوريا، وكان شقا هذه السياسة صحيحين باعتبار أن موقفاً كذلك الذي شهدته سوريا لا يصلح معه العنف لحله، ومع ذلك فإن المبادرة انطوت على تناقض واضح بين دولها. صحيح أن هذا التناقض يجعل كافة وجهات النظر ممثلة في جهود التوصل إلى تسوية إلا أن بعض الدول لا يقبل الجلوس مع كل الدول الأخرى بالضرورة أو على الأقل لا يستريح لذلك كما في موقف السعودية من إيران. جنوب أفريقيا: من أفريقيا إلى العولمة يقول حلمي شعراوي: ظن البعض أن ميراث النظام العنصري في جنوب أفريقيا قبل تحولها الديمقراطي الأفريقي، سيؤثر على سمعة ووضع جنوب أفريقيا المستقلة، ما لم يهجرها المستوطنون البيض بالجملة- كما حدث مع الجزائر مثلاً، أو أن تتأثر البلاد أكثر بالتخريب الذي يحدثه هذا الموقف. لكن جنوب أفريقيا في ظل صفقة الاستقلال، ومعادلة: «اقتصاد أبيض وسياسة سوداء»، لم تؤدي إلى حالة التدهور المتوقعة بالهجرة، ولا «التبييض» الكامل للسياسة بسبب المهارة الواضحة التي مارس بها زعماء «المؤتمر الوطني الأفريقي» عملية تمكين أنفسهم وموازنة القوى المختلفة في أقصر وقت أو إلى حد كبير. وانطلقت جنوب أفريقيا «بمخالبها البيضاء» ووجهها الأفريقي بين الملون والأسود، لتتدرج في غزواتها الأفريقية المتسارعة من الجنوب الأفريقي نفسه بحدوده التقليدية، أنجولا وموزمبيق، إلى خط الاستواء الذي هدد الجنرال ألان (المستوطن) أن يكون الحدود الآمنة للنظام العنصري في جنوب أفريقيا، ويقصد منطقة «كاتنجا» التعدينية في الكونغو كمنطقة توسع حتمية للشركات عابرة الجنسية، والتي تتخذ مركزها في جنوب أفريقيا، وكان تصريح الحدود الآمنة هذا يصدر في نفس وقت تصريح «شارون» عام 1982 عن حدود إسرائيل الآمنة عند تونس وباكستان! عندما يتماهى بوتين مع الأسد يقول عبدالوهاب بدرخان: يبذل الرئيس الروسي جهداً ملموساً في سبيل تجميل وجه النظام السوري يتنقل في الحديث من الإرهاب والإرهابيين إلى السخرية من «آكلي الأحشاء البشرية» إلى تخويف الأوروبيين من تسليح الذين سيعودون إليهم لاحقاً حاملين الأسلحة التي زوّدوهم بها ليقتلوهم. ولعله استلهم الفكرة الأخيرة من تصريحات الرئيس السوري إلى صحيفة ألمانية. فالاثنان يعرفان أن استطلاعات الرأي أظهرت الأوروبيين معارضين لأي تدخل في سوريا، لكنهم واقعياً لا يمانعون مساعدة الشعب السوري لمعارضة حرب الإبادة التي يتعرّض لها. هل الإعلام المحلي... محلي؟ يقول أحمد المنصوري: يعرف الإعلام المحلي بأنه إعلام يركز من خلال الوسائل المختلفة كالصحف والإذاعات وقنوات التلفزة على الشأن المحلي الداخلي ويُعنى بشكل رئيسي بتلبية الاحتياجات الإعلامية للمواطنين والمقيمين في مختلف المناطق الحضرية والنائية داخل حدود الدولة. فهل قنواتنا الفضائية التي تحمل أسماء مدننا وإماراتنا يمكن وصفها بأنها وسائل إعلام محلية، أم أنها تميل أكثر إلى كونها إعلاماً عربياً عابراً للحدود؟ وإذا ما استعرضنا تاريخ نشأة وتطور إعلامنا المحلي وخاصة الإعلام التلفزيوني، فإن المنتج الإعلامي في بداياته كان ذا طابع محلي بشكل رئيسي، كون التلفزيونات المحلية نشأت منذ ما قبل قيام اتحاد الإمارات لتكون الركيزة الإعلامية التي تدعم المشروع الوحدوي. وطوال السنوات التي تلت الاتحاد، كانت التلفزيونات المحلية مهتمة بالجمهور المحلي، والرسالة الإعلامية موجهة أساساً إلى سكان الإمارات من مواطنين ومقيمين. وحتى البرامج غير المحلية والترفيهية من أفلام ومسلسلات كانت تُنتقى بما يتناسب مع أذواق الجمهور المحلي وهويته وقيمه. كما أن نشرات الأخبار كانت تبث لغرض تعريف المجتمع المحلي بما يدور حوله من أحداث وتطورات إقليمية ودولية. استراتيجية الحسم في سوريا يقول ويسلي كلارك القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي إنه، بعد الخلاصة التي توصلت إليها إدارة أوباما مؤخراً ومؤداها أن قوات الأسد استخدمت السلاح الكيماوي ضد المعارضة، بدأ الحديث يتصاعد في واشنطن حول تقديم مساعدات عسكرية للثوار، ومع أن تلك المساعدات ضرورية إلا أن أغلب المراقبين أغفلوا نقطة مهمة تصب أيضاً في صالح الدعم الأميركي للثورة السورية، وهي أنه بصرف النظر عن مساهمة تلك المساعدات في إسقاط الأسد فهي تبقى السبيل الأمثل لتضافر الجهود الدبلوماسية من أجل حقن الدماء. وفي هذا السياق تمثل الخطوة الأميركية بتقديم أسلحة خفيفة إلى الثوار وتزويدهم بالذخيرة مجرد خطوة أولى لاشك أنها ستمهد الطريق أمام تدخل أميركي أكبر في الصراع السوري، ولاشك أيضاً أن مثل هذا الإجراء سيثير عدداً من المخاوف بالنسبة لجميع الأطراف. الطائفية والثأرية... موقف واحد حسب د. طيب تزيني ، ليست ظاهرة الطائفية حديثة العهد في تاريخ التحولات التاريخية في العالم خصوصاً لدى الشعوب التي لم تنجز مهماتها التاريخية، كما هو الحال في العالم الثالث. وحين يصل الحديث إلى هذه الأخيرة، فإنما يتعين علينا أن نذكّر بوجود ثمانية عشر طيفاً مجتمعياً تحمل هوياته إثنية ومذهبية وطائفية وقومية، إضافة إلى العشائرية والقبلية، وكذلك الأضلع المتعددة في الطائفة الواحدة. وكما هو معروف في الدراسات الأنثروبولوجية (الإنسية)، فإن مجتمعاً من مثل هذا الذي يوجد في سوريا، يمكن أن يجسد بنية مجتمعية غنية بصيغ تشي بغنى هائل في حياة أولئك الخاصة والعامة. ولكننا نسجل هنا وجهاً آخر للمسألة يمكن أن يحوّل البنية المجتمعية المذكورة كما قدمناها، إلى نقيضها، إن هذا النقيض هو ذاك الذي يشعل ناراً في حقل الهويات المذكورة، ولكن كذلك في المجتمع كله، نفي أيضاً ما تبقى من البنية المجتمعية السورية، بحيث ظهرت إمكانات خطيرة لنشوء حروب طائفية وأخرى أهلية وما يتشظى منهما من ظاهرات تزرع المجتمع بما قد يفككه ويشرذمه، وإذا كانت حالة مثل هذه قد نشأت سابقاً في التاريخ السوري عموماً، وخصوصاً في مرحلة الاستعمار الفرنسي لسوريا، وجرى اقتلاعها مع حرب الاستقلال؛ فقد تمت تصفيتها نهائياً مع مشروع ذلك الأخير، الاستعمار، الذي حاول تحقيقها باسم «سايكس بيكو». وكان هنالك رجال عظماء قد وقفوا في وجه الطائفية المتخلفة، من أمثال يوسف العظمة، وصالح العلي، وسلطان الأطرش، وفارس الخوري، فاستطاعوا سوية مع الشعب السوري قبرها إلى حينها. دروس من البرازيل يقول د. عبد الحق عزوزي: شهدت البرازيل خلال الأيام الأخيرة أكبر مظاهرات اجتماعية لم تشهد تلك البلاد مثيلاً لها منذ ما يزيد على عشرين سنة احتجاجاً أولاً على رفع أسعار خدمات النقل العمومي، وثانياً على ضعف الخدمات العامة وغلاء المعيشة وعدم الاهتمام بتحديد الأولويات، كالخوض في الإعداد المكلف لاستضافة كأس العالم لكرة القدم السنة المقبلة والتغاضي عن الحاجيات الملحة لشرائح مهمة من المجتمع؛ وهذه الاحتجاجات هي الأضخم منذ التحركات الاجتماعية التي جرت سنة 1992 ضد حكومة الرئيس السابق فرناندو كولوردي ميلو الذي اضطر للاستقالة أثناء محاكمته السياسية أمام مجلس الشيوخ. ومع هذا فدولة البرازيل استحكمت فيها آليات الانتقال الديمقراطي على شاكلة دول أميركا اللاتينية في ثمانينيات القرن الماضي: البيرو (سنة 1980)، بوليفيا (سنة 1982)، الأرجنتين (سنة 1983)، الإكوادور (سنة 1984)، الأوروغواي (سنة 1984)، ثم البرازيل (سنة 1985)، وتشيلي (سنة 1989). وكل تجربة ديمقراطية في هذه البلدان لها خصائصها المميزة ولكنها متشابهة عموماً في المآلات السياسية؛ فهي كلها عرفت طريقها إلى الديمقراطية دون تدخل عسكري أجنبي، أو اقتتال داخلي مر، وهو المسلسل الذي يحيلنا إلى التجربة التي عرفتها أيضاً دول أوروبا الجنوبية بعد انهيار ديكتاتوريتي البرتغال واليونان (سنة 1974) وإسبانيا (سنة 1976). التردد الأميركي تجاه سوريا ترى ترودي روبن أن سياسة إدارة أوباما بشأن سوريا تعتبر كارثة استراتيجية، تقوض السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا. إذا ما كنتم تعتقدون أنني أبالغ؛ فما عليكم سوى مواصلة القراءة. بعد شهور من الجدل، أعلن مسؤولو البيت الأبيض الأسبوع الماضي أنهم سيرسلون مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة. لأن الأسد استخدم مواد كيماوية على ما يفترض، ولكن ذلك الإعلان لم يفعل شيئاً سوى أنه جعل الإدارة تبدو رخوة: فالمساعدات العسكرية الموعودة ستشمل فقط أسلحة صغيرة وذخائر وليس أسلحة ثقيلة لإيقاف الأسد. ليس هذا فحسب بل إن الأسلحة المضادة للطائرات ذات الأهمية البالغة لإيقاف هجمات الأسد الجوية لم يتم حتى مجرد النظر في شأنها. وهو ما يجعلني أقول إن هذه الخطة أصغر كثيراً مما يجب ومتأخرة كثيراً عما يجب. في الآن ذاته نجد أن«استراتيجية» البيت الأبيض لسوريا- المبنية على الأمل في أن موسكو ستضغط على الأسد لدفعه للتخلي عن السلطة في محادثات السلام التي ستجري في جنيف- قد انهارت. فما الذي يدعو الأسد والرئيس بوتين لتليين موقفهما في حين يبدو النصر قريباً في الأفق؟. على ما يبدو أن أوباما لا يستوعب أن سوريا قد تحولت إلى صراع استراتيجي يشاهده العالم بأسره- وهو صراع يؤثر على جوهر المصالح والأمن القومي الأميركي، ويؤدي أيضاً إلى توتير العلاقات مع الحلفاء العرب الذين يخشون من إيران، ويريدون أن يروا قبضتها على سوريا وقد انكسرت. وبعد مرور ما يزيد على عامين ومصرع ما يزيد على 93 ألف سوري، لا يزال مستشارو أوباما يترددون، ويتعاملون مع الصراع كما لو أنه أمر محلي وليس تهديداً استراتيجياً كبيراً. لماذا تتواصل الصين مع «طالبان»؟ استنتج آندرو سمول أنه ربما شكلت مقاطعة كرزاي لمحادثات السلام الأميركية التي كان مخططاً لها هذا الأسبوع مع «طالبان» خيبة أملٍ بالنسبة لتطلعات واشنطن في إنهاء حربها الطويلة في أفغانستان -وفي ذات الوقت خيبت هذه المقاطعة آمال بكين أيضاً. فالصين رحبت بالاختراق في الجهود القطرية، وتنظر إلى تسوية سياسية في أفغانستان باعتبارها مهمة على نحو متزايد بالنسبة لمصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة. ونتيجة لذلك، أصبح دعم الصين للمصالحة بين كابول و«طالبان» ميزة تسم نشاطها الدبلوماسي المتنامي بخصوص مستقبل أفغانستان في مرحلة ما بعد 2014.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©