واشنطن-هدى توفيق، عواصم-وكالات الانباء:
شرعت الدول الكبرى والمانيا امس في فيينا بوضع اللمسات الاخيرة على صفقة 'الحوافز والعقوبات' لعرضها على ايران من اجل انهاء الازمة النووية وسط دعم دولي واسع للعرض الاميركي بشأن المشاركة في المفاوضات المباشرة· في وقت رفضت الحكومة الايرانية العرض الاميركي حيث قالت انها مستعدة للتفاوض لكن من دون تجميد انشطة تخصيب اليورانيوم، وان كان البيت الابيض لم يعتبر من جانبه هذا الموقف قرارا نهائيا وحث طهران على اعادة التفكير في العرض خلال الايام القليلة المقبلة، مهددا في الوقت نفسه على لسان الرئيس جورج بوش بان الخطوة التالية في حال رفض ايران وقف التخصيب سيكون التوجه الى مجلس الامن·
وكان وزراء خارجية الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا) والمانيا عقدوا اجتماعا في فيينا لتنسيق الموقف الدولي بعد العرض الاميركي المشاركة بالمفاوضات المباشرة مع ايران، حيث قالت مصادر انه سيتم تجهيز صفقة متكاملة سيتولى ثلاثي 'الترويكا الاوروبية' عرضها على المسؤولين الايرانيين اليوم الجمعة او غدا السبت تضم 'الحوافز' في حال وقف التخصيب وبينها تقديم مفاعل يعمل بالماء الخفيف ومورد اجنبي مؤكد من الوقود النووي و'العقوبات' في حال الرفض وبينها حظر على التأشيرات وعلى بيع الاسلحة وتجميد ارصدة مسؤولين ايرانيين كبار واجراءات تجارية·
واعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي امس ان بلاده مستعدة للتفاوض لكنها غير مستعدة لتجميد انشطة التخصيب، وقال 'نحن نؤيد حوارا عادلا وغير منحاز لكننا لن نفاوض على حقوقنا الثابتة والمشروعة بموجب القوانين والمعاهدات الدولية··نحن على استعداد لمناقشة مخاوفنا المشتركة مع اميركا وبالتالي اذا ما توافرت الظروف التي حددناها فاننا مستعدون لاجراء مناقشات مع جميع الاطراف على اسس متساوية بلا تنازلات'، غير انه اضاف ان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاخيرة لم تأت بجديد وقال 'انهم يرددون الكلام القديم نفسه ولا يأتون بحل جديد ومنطقي للمسالة النووية··ربما يرغبون بالتغطية على جرائمهم في المنطقة فأولا وقبل كل شيء يجب محاسبة الولايات المتحدة على جرائمها في العراق وافغانستان وجوانتانامو وابو غريب··اقتراحات رايس بمثابة عمل ادبي ولن تؤدي الى الخروج من الطريق المسدود'· فيما قال وزير النفط الايراني كاظم وزيري هامانة ان بلاده لن تتفاض ابدا مع اميركا، وقال 'ما تقوله هذه المرأة رايس هو نفس الكلام الذي تردده ادارتها على الدوام··لن نتفاوض ابدا حول الوقود النووي الذي حصلنا عليه عبر جهود علمائنا'، معتبرا ان افضل ضمانة لاستخدام ايران التكنولوجيا النووية سلميا تكون من خلال مفتشين دوليين يتأكدون من عدم استخدام هذه التكنولوجيا لاغراض عسكرية'·
ورد البيت الابيض على الموقف الايراني بالاعراب عن امله في الا يكون نهائيا، وحث على لسان المتحدثة دانا بيرينو طهران على التأني واخذ وقتها باعادة التفكير في العرض الاميركي خلال الايام القليلة المقبلة· لكن بوش حذر في الوقت نفسه من احتمال تدخل مجلس الامن في حال رفضت ايران وقف التخصيب، وقال ردا على تصريحات متقي 'سنرى ان كان هذا الامر يعني قرارا حازما ونهائيا من حكومتهم ام لا··اذا كان قرارهم على هذا النحو فان المرحلة المقبلة تقضي طبعا بالنسبة الى شركائنا في التحالف رفع الامر الى مجلس الامن··على الايرانيين ان يختاروا واذا صمموا على موقفهم على العالم ان يتحدث ويتصرف بصوت واحد وقرار واحد'·
واشار بوش الى ابلاغه نظيره الروسي فلاديمير بوتين ان الخيار الآن بيد ايران وفي حال عدم تجاوبها فان على روسيا دعم التحرك الدولي في مجلس الامن· في وقت كانت وزارة الخارجية الروسية وصفت العراض الاميركي بالمشاركة بالفاوضات المباشرة بانه يشكل فرصة حقيقية لتسوية الازمة القائمة، لكنها شددت في الوقت نفسه على ان العرض يجب الا يتضمن اي تهديدات بالعقوبات، داعية ايران الى الرد بشكل بناء·
وتلقى بوش اتصالا هاتفيا من الرئيس الصيني هو جينتاو الذي رحب بالموقف الاميركي الانضمام الى المفاوضات المباشرة مع ايران لحل الازمة النووية عبر الوسائل الدبلوماسية واستعداده للتنسيق المشترك سعيا للاستئناف السريع للمفاوضات· في وقت كان المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو جيانشاو اكد معارضة بلاده الاستخدام الاعتباطي للعقوبات ضد ايران، كما دعا لالغاء الشروط المسبقة من العرض الاميركي للمفاوضات وادخال ضمانات امنية عليه·
وكان مسؤول اميركي كبير قال ان روسيا والصين مستعدتان للعودة الى مجلس الامن والنظر في فرض عقوبات على ايران اذا لم توافق على تعليق التخصيب واستئناف المفاوضات، مشيرا الى ان اجتماع فيينا هو للاتفاق على لائحة العقوبات المحتملة· فيما قال مسؤول آخر ان ايران امامها اسابيع معدودة لتقرر ما اذا كانت ستقبل بالعرض الاميركي قبل لجوء الدول الكبرى الى مجلس الامن والتي اشار الى انها لم تأخذ تصريحات متقي على انها نهائية على اعتبار ان صفقة الحوافز والعقوبات لم يتفق عليها بعد ولم تعرض على ايران، لكنه شدد على ان الشرط الاميركي بربط المفاوضات بوقف التخصيب حاسم·
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان العرض الاميركي لايران بانه يشكل مرحلة مهمة وحاسمة، مشددا على الحاجة الى وحدة الاسرة الدولية للتوصل الى نتيجة· فيما قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت ان العرض يشكل فرصة حقيقية لايران والمجتمع الدولي للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي·
وايدت اليابان ايضا العرض الاميركي لكنها قالت انها لا تعتزم في الوقت الحالي فرض عقوبات ضد ايران· فيما دعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي طهران الى التجاوب وازالة العوائق التي تعترض طريق المفاوضات المباشرة لحل الازمة
عدد اليوم
