الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد عيسى: «الثواب والعقاب» مفهوم غائب عن الساحة الرياضية

أحمد عيسى: «الثواب والعقاب» مفهوم غائب عن الساحة الرياضية
31 يناير 2010 22:47
لا تزال هناك حالة من السخط العام بالساحة الرياضية على ضعف مستوى الدوري خلال الدور الأول على الرغم من أن كل مؤشرات بداية الموسم كانت تشير إلى سخونة المنافسة ولكن الأندية واللاعبين لم يقدموا المنتظر منهم ما أدى لشعور الكثيرين بسوء مستوى الدوري. ولأن أحمد عيسى أول قائد لمنتخبنا الوطني والنادي الأهلي، مهموم بكل شاردة وواردة تخص الكرة الإماراتية، ومنغمس في هذه التفاصيل، ويراها بعين الناقد والرياضي، فإن الحديث معه يكتسب أهمية لكل عناصر اللعبة، الذين يتابعون ما يقوله أحمد عيسى دوما باهتمام بالغ. في البداية، يقول أحمد عيسى إن المستوى لم يتراجع بل أصيبت الساحة الرياضية بصحوة مفاجئة عندما توقفنا عن التهويل في المستوى العام للدوري الذي لم يتغير عن السابق كثيراً بل لا يزال المستوى "لم يراوح مكانه"، مشيراً إلى أن الموسم الثاني للاحتراف يشهد بداية دفع فواتير التسرع في تطبيق شروط الاتحاد الآسيوي في الاحتراف. وأكد عيسى أن الاتحاد القاري نفسه غض الطرف عن الكثير من السلبيات التي يعرفها مسبقاً بالمنطقة الخليجية، خاصة بين قطر والإمارات والتي لا تزال موجودة مثل الدخول المجاني للجماهير على الرغم من عزوفها عن التواجد بالمدرجات بخلاف ملف التحول "الصوري" إلى كيانات تجارية دون سند من الواقع بخلاف الكثير من الملفات الأخرى. عن المستوى العام للدوري وحالة الدهشة من تراجع الأداء وتذبذب مستوى الفرق، يقول أحمد عيسى: أستطيع أن أتفهم حالة السخط العام من ضعف المستوى العام للدوري وفق ما يرى البعض من زاوية أساسية واحدة فقط، وهي أننا أصبحنا أكثر واقعية وموضوعية في الحكم على قدراتنا ومستوى اللعبة عندنا، بمعنى أننا حالياً أكثر قرباً للنظر على ما نتمتع به من مستوى وأن نراه على حقيقته دون التهويل الزائف والمبالغة الخادعة، وأرى أن المستوى يراوح في مكانه وليس هناك تغيير بقدر ملحوظ في المستوى سواء في مرحلة الهواية أو ما بعدها، وظاهرة تذبذب المستوى لازالت «تعشش» في مواقعها، واعتبر حالة السخط هذه هي حالة صحوة مطلوبة لأنها تخلصنا من مرض الإعجاب بالذات، ولعل أولى خطوات تطوير مستوى اللعبة تأتي من القدرة على تحديد المكانة بصورة دقيقة وليست فيها مبالغة بالإعجاب أو إجحاف بالتقليل من قدراتنا بل يجب علينا معرفة حقيقة مستوانا. أضاف: إذا كان الحال لم يتغير كثيراً صعوداً أو هبوطاً، فإن التذمر ارتفع صوته الآن وأصبح أعلى من أصوات التهليل نتيجة لحالة التغيرات التي حدثت في نظرتنا فقط، والكلام الآن عن سوء مستوى الدوري هو المراجعة المطلوبة التي تلزمنا من أجل وضع مستوى اللعبة في البلاد في الإطار الحقيقي بعيداً عن المبالغات والانفعالات الحادة التي تصاحب ردود أفعالنا. وعن التوقعات بتراجع تقييم الاتحاد الآسيوي لدوري المحترفين بسبب تراجع الكثير من العمل الذي كان يلقى اهتماماً في السابق، وما هو السبيل لتطوير العمل في الرابطة من أجل الحفاظ على أقل تقدير على مكتسبات الموسم الأول للاحتراف، قال أحمد عيسى: أعتقد أن هناك مفهوماً يؤكد أننا بدأنا دفع فاتورة الاندفاع دون عقل نحو الاحتراف، وهذا مؤشر بدأ يبرز ميدانياً بشكل أكبر خاصة أن الموضوع ليس سهلاً وميسوراً كما حاول البعض تصويره وتبسيطه وإذا كنا سندفع الفاتورة فدعني أسأل، ماذا سنسدد وكيف سنسدد ؟ ويمضي أحمد عيسى في طرحه، قائلاً: بشكل عام أنا لست من أنصار الاتجاه الذي يربط مصيرنا بالخارج سواء كان اتحاداً آسيوياً أو غيره، نحن بحاجة أن نتحرك وفق ما يفرضه علينا واقعنا وما يخدم مصالحنا ولا أعتقد أن الهرولة في هذا الجانب مطلوبة فما بالك بالسرعة والاندفاعية التي كانت هي الغالب علينا خلال التطبيق لآلية الاحتراف، وبالنسبة إلى تقييم الاتحاد الآسيوي أتصور أن المتغيرات التي يطلبها ويطالب بها كلما كانت واقعية وحقيقية فهي ستكون بالتأكيد راسخة وثابتة ولا أتصور أنها ستكون عرضة للتغيير والتبديل بسبب تبدل الأشخاص وتغييرهم أما إذا كانت المطالب قد تم تقديمها بصورة بعيدة عن حقيقتها وواقعها فإن مراجعة تقييمها والحكم عليها أمر وارد وهو أمر منطقي وعادل. ويفسر أحمد عيسى هذه الإشكالية قائلاً: لتبسيط الصورة فإنني أعتقد أن كافة المعايير التي طلبها الاتحاد الآسيوي والتي تتعلق بالبنية التحتية والتجهيزات هي أمور متاحة لدينا في الإمارات التي قدمت واستكملت تجهيزات عالية المستوى ولا أعتقد أننا سنعاني في هذا الجانب نقطة ضعف من أي نوع، ولكن مراجعة الاتحاد الآسيوي في بعض الجوانب من الطبيعي أن تصطدم بحقيقة واقعها وهذا ليس معناه أن الاتحاد الآسيوي لم يكن يعرف حقيقتها، وإنما لأن الاتحاد الآسيوي تجاوزها وهو يعرف ذلك ولكن لأنه كان يهرول خلف دوري المحترفين فقد "طنش" بإرادته الكثير من الجوانب خاصة بدورياتنا الخليجية لأنه على إطلاع واسع عن حالة الحضور الجماهيري وعلى ما يحدث من توزيع التذاكر بالمجان وعلى معضلة وجود كيانات تجارية شكلية وليست شركات بواقع حقيقي وبالتالي لن تلتزم الأندية بتقديم موازنات محددة و... إلخ. يضيف: وإذا كان الاتحاد الآسيوي سيراجع وهذا حقه فإنه في تقديري أي تراجع في تقييمه لن يكون بسبب ذهاب مدير وقدوم مدير جديد. ويمضي أحمد عيسى: وعن إمكانية حصولنا على تقييم أقل من الاتحاد الآسيوي وما يحدث في الرابطة، ومنه وجود مديرين تنفيذيين، الإيطالي واللبناني، فهذا في تقديري امتداد لحالة ربط برامج العمل والخطط بالأشخاص أكثر من التزامها بسياسة واضحة ومحددة وذات أهداف مشخصة ولأن الأمر ليس كذلك فمن المعتاد أن تحدث دائماً تغييرات في سياسة وبرامج العمل لمجرد حدوث التغيير والتبديل في الأشخاص وعدم وضوح الرؤية في السياسات العامة سواء للأندية أو الهيئات الرياضية. وقال: بدون شك فإن أكبر عقاب لأي مقصر هو الفشل ذاته وأكبر تقدير للناجح هو النجاح ذاته، ولعل الكارثة التي لها مشاهد عديدة في واقعنا بالأندية والمؤسسات الرياضية المختلفة بل وفي مجتمعاتنا العربية سواء كانت في حقل الرياضة أو غيره تتمثل في التمسك بالفاشل واستبعاد الناجح. ويفسر أحمد عيسى ذلك، قائلا: قد يكون الأول يجيد تسخير الإعلام وتضخيم حجمه وحجم إنجازاته الوهمية وبالتالي يكون مرضياً عنه بصورة أكبر. وأكد أحمد عيسى أن عدم وجود جمعيات عمومية بالأندية أو الاتحادات أدى لغياب سياسة الثواب والعقاب، وقال: مسألة الحساب والعقاب من كبار المسؤولين لكل مقصر أو فاشل في إدارات الأندية هو للأسف أمر يخضع دائماً للمحسوبية والعاطفة ودرجة الرضا والثقة والقبول، والقاعدة بالنسبة لكبار المسؤولين تخضع لـ«عين الرضا وعين السخط» وليس التقييم الصحيح. تراجع مستوى الأجانب وعن مبرر سوء مستوى اللاعبين الأجانب بخلاف اللاعبين المواطنين الذين اهتموا سريعاً مع الموسم الماضي بالمال فقط وتركوا بقية التزامات الحياة الاحترافية، قال عيسى: عندما نتحدث عن تواضع المستوى أو تذبذبه فمن المؤكد أن هذا لا يرجع إلى اللاعب الأجنبي فقط أو اللاعب المواطن لأنهما معا يمثلان الجانب المؤثر في طبيعة المستوى وبالتالي سوء مستوى أي منهما هو امتداد لسوء مستوى الآخر والعكس صحيح، أما البحث عن تدني المستوى أو تطوره فهناك نقاط يجب مراجعتها لتحديد نوعية المستوى. ويضيف: أما مسألة اهتمام اللاعبين المواطنين بالمال فقط في الاحتراف، فهذا أمر طبيعي لأن الحياة الاحترافية لها متطلبات وعلينا أن نفهم أن هذه المتطلبات لن يتقمصها اللاعبون دون أن يمروا في دائرة التحول ويكتسبوا من تجاربها وخبراتها، كما أن ضخ الأموال بغزارة لا يعني مطلقاً تحولاً ناجحاً للعملية الاحترافية وبسرعة البرق، وما يجب أن نأخذه بعين الاعتبار أن الإنفاق يساعد على تجاوز مصاعب معينة وخلق بيئة أفضل لكن هذا الإنفاق لا يمكن له أن يتجاوز الحقائق الميدانية الأخرى التي لها علاقة بتطور اللعبة كالعامل البشري والدعم الجماهيري وحجم الولاءات التي تحرك الناس تجاه ناديها. وفيما يتعلق برأيه في ترشح اتحاد الكرة للجائزة الآسيوية والتي حسمها نظيره الكوري مؤخراً، قال: اتحاد الكرة في هذه المرحلة يحظى ببنية تحتية هائلة وبوضع مالي غير مسبوق وبدعم كبير من السلطات العليا ويمتلك مساحة مريحة من العمل والتطوير ومسألة النجاح ستبقى مرهونة بالقدرة على المحافظة على إدارة العمل بروح الفريق الواحد وباعتباره مؤسسة، أما مسألة استحقاق جائزة أفضل اتحاد آسيوي وبصراحة لا علم لي بالمعايير التي ينتهجها الاتحاد الآسيوي ومن واقع اطلاعي على تجارب هذا الاتحاد في منح الجوائز فالثابت أنه يحدث فيه ارتباك شديد ويصعب فهم المعايير التي يتم تطبيقها. أضاف: يُتداول بشكل كبير أن هناك خللاً مستمراً في استحقاق هذه الجوائز وهناك تدخلات أو توجيهات شخصية تحدث في اللحظات الأخيرة، وقبل أن يتم الإعلان النهائي عن هذه الجوائز وفي الوقت الذي تناقلت الأخبار على نطاق واسع أن اتحاد الإمارات المرشح الأول أكد لي صديق متابع جيد لكواليس الاتحاد الآسيوي أن اتحاد الإمارات لن يحصل على الجائزة لأن الاتحاد الآسيوي يحب ممارسة المفاجآت وهو ما حدث في أكثر مناسبة. الجزيرة لا ينقصه شيء سوى «الدائرة النفسية» دبي (الاتحاد) - أكد أحمد عيسى أن فريق الجزيرة أظهر رباطة جأش طوال الدور الأول وكذلك نتائجه في كأس الاتصالات وهو الفريق الذي لم يبخل عليه بشيء لإعداده بهدف تحقيق الإنجازات وبدون شك فإن خروجه من الدور الأول قبل النهائي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة كان صدمة غير منتظرة. أضاف: أعتقد بقدر ما يستطيع الجزيرة تجاوز هذه الصدمة بقدر ما سيكون مؤهلاً لاستمرار مسيرته الموفقة في الدوري وكأس الاتصالات ودوري أبطال آسيا، خاصة أنه لا ينقصه شيء على كافة الأصعدة الفنية بل عليه فقط الاهتمام بالدائرة النفسية التي تريد أن تكبل طموح النادي بأنه سيفقد اندفاعه في الأمتار الأخيرة ويخسر البطولة مثلما كان يحدث دائماً. ما حققه أم صلال آسيوياً درس للجميع دبي (الاتحاد) - عن مشوار دوري أبطال آسيا الذي قارب على الانطلاق، قال أحمد عيسى: أتصور أن تحضيرات العين والوحدة تختلف ومعهما الجزيرة والأهلي والأخيران خرجا بدروس معينة من التجربة الأخيرة في أبطال آسيا وشخصياً لا أرصد مستويات فارقة بصورة كبيرة بين الأندية الآسيوية وما حققه نادي أم صلال القطري في النسخة الماضية فيه درس عملي لمن يريد أن يتجاوز الصعاب. أضاف: صحيح أن الأندية في شرق القارة تستعيد اهتمامها وتطويرها للعبة وهذا ما يظهر في الواقع الجديد لدول شرق القارة ولكن هذا لا يمنع أن نتوقع حضوراً جديداً للأندية في النسخة الثانية، وأعتقد أن أنديتنا قادرة على المضي قدماً شريطة أن تستفيد من اللعب في أرضها، والمقارنة مع الفرق الأخرى لا تضع فواصل كثيرة بيننا وبينها
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©