ليلة ولا في الأحلام بالنسبة لجماهير الماكينات الألمانية، التي عاشتها كأنها ليلة من أساطير «ألف ليلة وليلة»، فلم يكن أشد المتفائلين يتوقع فوز «المانشافت» الواسع والعريض على البرازيل وسط جمهوره بسبعة أهداف لهدف، بخلاف إضاعة ما يقرب من «نصف درزن»، بما كان سيحول المباراة إلى حدث تاريخي أكبر وأضخم، بينما هي بالفعل أصبحت كذلك بمجرد انتهاء صافرة الحكم التركي الذي أدار اللقاء.
وتمكن «الماكينات» من فرم «السيلساو» في دقائق معدودة في بداية الشوط الأول، حيث لم يستمر «جس النبض» طويلاً، رغم البداية الحماسية من جماهير البرازيل التي رددت النشيد الوطني بكل فخر، وهي كانت تمني النفس بفوز يضع فريقها طرفاً في نهائي البطولة يوم 13 على ملعب الماراكانا، ولكن الأمنيات تحولت إلى كابوس تاريخي سيظل يطارد «راقصي السامبا» مدى الحياة.
ولعب المنتخب الألماني بأسلوب السهل الممتنع، وتمكن من فرض سيطرته على مجريات اللعب بفضل الرباعي المتميز، كروس وخضيرة ومولر أوزيل وشفاينشتاجر ومن خلفهم الحارس المتألق نوير.
عنصر سيطرة
وشكل الخماسي عنصر سيطرة على المنتخب البرازيلي كما سهلت تحركاتهم مهمة «المانشافت»، خاصة في إحكام قبضتهم على خط دفاع «السامبا» الذي بدا ضعيفاً، في ظل غياب تياجو سيلفا، حيث أخفق مارسيلو ولويز ودانتي في إيقاف الطوفان الهجومي الألماني من كل «حدب وصوب».
ودون الخوض كثيراً في تفاصيل المباراة التي شهدت سقوطا مدويا للسامبا بعدما تأخر بخمسة أهداف في أقل من 30 دقيقة، منها 4 أهداف في 10 دقائق فقط، فقد تحولت المباراة لـ «علامة فارقة» في تاريخ المونديال، حيث لم يسبق أن خسر البرازيل بهذه النتيجة أو فاز «المانشافت» أيضاً بهذه النتيجة.
عقب المباراة كان المشهد مختلفا، حيث احتفلت جماهير ألمانيا التي تم إبقاؤها في المدرجات وعدم السماح لها بالمغادرة إلا بعد رحيل الجماهير البرازيلية بأكثر من ساعتين، وفي المقابل رفض لاعبو «المانشافت» مغادرة الملعب بعد المباراة، واستغلوا الفرصة في الاحتفال مع الجماهير التي حضرت لمؤازرتها، حيث عاد معظمهم من غرفة خلع الملابس بعد الاجتماع المطول الذي جمعهم بالجهاز الفني بقيادة «القيصر» لوف.
فيما خرج مولر وفي يده طبق «نودل» حيث كان يتناول وجبة عشاء خفيفة، وكان يمسك شفاينشتايجر «سندوتش» أما خضيرة فكان يأكل بعض الفواكه، فيما قام بعض اللاعبين بالتقاط صور شخصية بكاميرات الموبايل وفي خلفية الصورة جماهير ألمانيا بالمدرجات.
درس المانشافت
وكعادة «المانشافت»، فكل شيء مخطط ومدروس، حيث دخل اللاعبون في اجتماع مغلق بغرفة خلع الملابس، كشف بعضهم جزءا من تفاصيله خلال تصريحاتهم لوسائل الإعلام المختلفة، وكان أبرز ما دار خلال الاجتماع هو التشديد على ضرورة إغلاق ملف الفوز الكبير ونسيانه تماماً بمجرد ركوب الطائرة الخاصة التي كانت تنتظر الفريق بمطار بيلو هوريزونتي، من أجل السفر إلى ريو والإقامة في المقر الجديد المخصص للمنتخب الألماني الذي يستعد خلال اليوم وغداً للمواجهة المرتقبة في نهائي البطولة. وشدد الجهاز الفني لـ «المانشافت» على ضرورة التزام اللاعبين قبل المحطة الأخيرة من البطولة، مع التمسك بالتواضع والتركيز في التدريبات المتبقية، حيث سيتم تنفيذ طريقة جديدة لاستشفاء اللاعبين بعد ضغط المباريات وتعرض بعضهم للإرهاق، خصوصا كلوزه ومولر وخضيرة.
بينما أصبح المنتخب الألماني لكرة القدم حديث المدينة من خلال الفوز الكاسح 7 -1 على نظيره البرازيلي، يرغب الفريق في كتابة التاريخ من خلال الفوز باللقب العالمي الرابع أكثر من حصر إنجازه على إلحاق أكبر هزيمة بالمنتخب البرازيلي في التاريخ، ونال المنتخب الألماني إشادة بالغة بعد الفوز الكاسح على أصحاب الأرض مساء أمس الأول كما كان الأداء الراقي للفريق في المباراة سبباً في أن يتصدر الترشيحات للفوز بالمباراة النهائية يوم الأحد المقبل بغض النظر عن المنافس.
وكتب آرنه فريدريش مدافع المنتخب الألماني سابقاً، على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، «منافسونا لن يناموا جيداً عشية المباراة النهائية» في إشارة إلى أن الفوز الكاسح على البرازيل يمثل إنذاراً قوياً للمنافس الذي سيلتقي الفريق الألماني في النهائي.
وأصبح يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ولاعبوه الآن أمام فرصة ذهبية لاستعادة أمجاد الماضي، ويأمل لوف ولاعبوه ألا يجذبهم الفوز الكاسح على البرازيل في المربع الذهبي ويبعدهم عن التركيز في هدفهم الحقيقي وهو رفع كأس البطولة يوم الأحد المقبل في ستاد «ماراكانا» الأسطوري في ريو دي جانيرو، ورغم سعادة الفريق واحتفاله بالفوز الكبير في مباراة أمس الأول، يدرك المنتخب الألماني أن النجاح في كرة القدم متقلب ويمكن أن يختلف من
مباراة لأخرى حيث بدأ الفريق مسيرته في البطولة بفوز ساحق 4 - صفر على المنتخب البرتغالي وبدا الأداء صلداً رائعاً ولكنه تعادل بصعوبة بالغة 2 - 2 مع نظيره الغاني في المباراة التالية ثم فاز بصعوبة أيضاً على نظيره الأميركي 1 - صفر في المباراة الثالثة له بالمجموعة السابعة في الدور الأول للبطولة، كما عانى المنتخب الألماني كثيراً في دور الستة عشر وحقق الفوز على نظيره الجزائري 2 - 1 في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ولكن المنتخب الألماني يحرص على الاحتفاظ بهدوئه وسكينته من أجل صناعة التاريخ بإحراز اللقب العالمي الرابع حتى وإن كان الفوز الكاسح على البرازيل سيظل ماثلا في الأذهان لعقود طويلة.
(ريو دي جانيرو - الاتحاد)
أكد أن اللقب هدف «الماكينات»
كروس: أدركت أننا منتخب رائع
و «السباعية» لا تصدق
«نحن هنا للفوز باللقب ورفع كأس العالم على منصة التتويج»، هكذا يفكر توني كروس لاعب منتخب ألمانيا وصاحب الهدفين من «سباعية» سجلها فريقه في مرمى «السيليساو»، والفائز بلقب أفضل لاعب في المباراة.
وعن هذا الفوز العريض قال «كان عرضاً رائعاً، إنه أفضل أداء شاركت فيه مع فريق ألماني، بدأنا نؤمن بحظوظنا منذ الدقيقة الأولى، عندما لاحظنا أن لاعبي البرازيل كانوا مترددين قليلاً في اتخاذ القرارات، وكانوا في حالة واضحة من عدم التركيز والعصبية الشديدة في التعامل مع الكرة، وربما يكون ذلك بسبب التأخر بهدف مبكر، والتعرض لضغوط هائلة، ولكننا استفدنا من ذلك، بعد أن سجلنا الهدف الأول، أصبحت الأهداف الأخرى تتقاطر تباعاً، لو قال لي أحد إننا سنفوز 7-1 لما صدقته، ولكني أدركت أننا فريق رائع، وهذا كل ما يمكنني قوله الآن.
وأضاف «سعداء لهذا التأهل، ولكن ما زالت أمامنا مباراة واحدة فقط، لم يفز أي أحد بكأس العالم في الدور قبل النهائي، لذلك نحن قادرون على التعامل ذهنياً مع فرحة الانتصار العريض بسباعية على فريق بحجم البرازيل، ولكن هذا لا يعني الاستغراق في الفرح، لأننا جميعاً لاعبون محترفون، وندرك أن حجم المسؤولية تضاعف، وأن الجميع ينتظرون منا أداءً أفضل».
وأكد كروس نجم وسط المنتخب الألماني أنه سعيد بالفوز الكبير على أصحاب الأرض، لكن لا زالت هناك خطوة مهمة نحو اللقب».
وعن المستوى الذي ظهر به منتخب البرازيل، قال: «البرازيل تملك لاعبين كبارا، لكنهم كانوا تحت ضغوط كبيرة بسبب اللعب على أرضهم وأمام جماهيرهم، وبصفة عامة لم يقدم المنتخب البرازيلي أداءه المعهود في البطولة، لكن الفريق لديه نجوم كبار، وأعتقد أنهم سيعودون بقوة». (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
عدد اليوم
