الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع أعداد الماشية ينذر بارتفاع أسعار اللحوم عالمياً

تراجع أعداد الماشية ينذر بارتفاع أسعار اللحوم عالمياً
21 سبتمبر 2010 22:26
قلّص كثير من مربي الماشية في الولايات المتحدة، التي تُعد إحدى أكبر الدول المصدرة للحوم، من قطعانهم نتيجة الجفاف وارتفاع أسعار الحبوب والركود الاقتصادي، وحدث مثل ذلك أيضاً في أستراليا التي انخفضت فيها قطعان الخراف إلى أقل من النصف خلال العقدين الماضيين. وفي ذات الوقت بدأت فئات سكانية جديدة في عدد من الأسواق الصاعدة تزيد من شرائها اللحوم مع نمو دخولها. وقد ترتب على انخفاض العرض من جهة وزيادة الطلب من جهة أخرى ارتفاع أسعار اللحوم ارتفاعاً كبيراً، الأمر الذي أدى إلى تزايد المضاربة على تجارة اللحوم بين التجار. وعلى سبيل المثال هناك قرية كوساد في ولاية نبراسكا بالولايات المتحدة حيث يدير كريج أودن زرائب تغذية سعتها 45 ألف بقرة، إلا أن أعداد الأبقار الفعلية في هذه الزرائب تقلصت تقلصاً كبيراً بحسب ما أفاد به أودن الذي يبرر ذلك بأحوال السوق الصعبة التي أرغمت أصحاب المراعي على تقليل ما يوردونه من الماشية إلى الزرائب خلال الأعوام الماضية، بل إن الأبقار التي كانت تستخدم في الاستيلاد باتت تذبح من أجل لحومها. في الوقت الحالي انتعش مجدداً تصدير اللحوم البقرية وخصوصاً الأجزاء المفضلة عند الأميركيين مثل الكبد والضلوع، ويقول أودن: “نحن لدينا نشاط تصديري كبير إلى دول لم تتضرر اقتصاداتها مثلما حدث عندنا”. وتتوقع الولايات المتحدة أن تزيد صادراتها من اللحوم البقرية بنسبة 13 في المئة ومن لحوم أخرى بنسبة 9.1 في المئة. وتعزي زيادة هذه الصادرات إلى الاقتصادات الصاعدة. وفي البرازيل ثاني أكبر منتج للحوم البقرية في العالم بعد الولايات المتحدة ينتظر زيادة استهلاك اللحوم إلى رقم قياسي هذا العام، الأمر الذي سيحد من صادراتها. كما ينتظر أيضاً زيادة استهلاك اللحوم بأنواعها في كل من روسيا وفيتنام والمكسيك وكوريا الجنوبية. كذلك زاد أيضاً استهلاك لحوم الدجاج في كل من البرازيل وروسيا والهند بالإضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويقول جويندولن ريس المحلل في مجال لحوم الخراف في الدائرة الأسترالية للاقتصادات الزراعية إن الطلب على لحم الخراف قوي وفي زيادة، ويضيف أن تناقص قطعان الخراف في أستراليا التي تعد من أكبر المنتجين رغم الطلب الشديد على لحوم الخراف سيقلل بالتالي من إنتاجها وتصديرها. غير أن تجارة اللحوم لا تزال متضاربة ومضطربة بين عدد من كبرى الاقتصادات. فالصين التي تؤثر وارداتها من النفط والمعادن على الأسعار العالمية لا نفوذ لها على تجارة اللحوم العالمية. فالصين مكتفية ذاتياً بأنواع من اللحوم كما أنها تحظر استيراد لحوم البقر الأميركية خشية ما يسمى بمرض جنون البقر. كما أن الولايات المتحدة تحظر استيراد لحم البقر الطازج من البرازيل بسبب انتشار مرض الرجل والفم هناك، كذلك حظرت روسيا واردات الدجاج الأميركي بسبب استخدام الكلور في غسلها من قبل شركات الدواجن الأميركية. غير أن التوجهات تشير إلى تزايد مطرد لطلب الأسواق الناشئة على اللحوم، الأمر الذي يؤثر على أسعارها العالمية. فبحلول عام 2050 ينتظر أن يزيد استهلاك اللحوم في الدول النامية بنسبة 65 في المئة بينما سيزيد استهلاكها في الدول المتقدمة بنسبة 16 في المئة بحسب تقديرات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية. ولكن زيادة الطلب تحفز المزارعين على زيادة قطعانهم من الماشية، وهناك ما يشير فعلاً إلى انفراج متوقع في نقص المعروض من اللحوم. وتوقع ويسلي مندونسا باتيستا رئيس شركة جي بي اس الأميركية أكبر منتج لحوم بقرية في العالم الشهر الماضي انخفاض أسعار الماشية في الأشهر المقبلة ثم زيادتها في عام 2011. فمع زيادة أسعار الحبوب ينتظر أن يقلل مربي الماشية من أعداد قطعانهم وهو ما يفسر احتمال تلك الزيادة في الأسعار. (عن فاينانشيال تايمز) ترجمة: عماد الدين زكي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©