الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الملعقة والسكين

1 يونيو 2006

قرأت خبراً يقول: 'تبتلع سكيناً في نوبة صرع' فأعادني الى الوراء سنوات طويلة حينما قرأت خبراً مفاده ان الاطباء قد استخرجوا 'ملعقة' من أحشاء أحد الاشخاص وكان السؤال الذي قفز الى ذهني وقتها، هو: اذا كان الأطباء قد أخرجوا 'الملعقة' بجراحة، فكيف دخلت حتى استقرت في أحشاء ذلك الشخص؟
وفي هذه المرة كان يمكن ان اكتفي بسؤالي القديم، ولكن 'الخبر الجديد' أثار في نفسي تساؤلات جديدة اضافة الى سؤالي القديم، بقدر ما بين 'الملعقة' و'السكين' من فرق: فما مدى حدة شفرتها؟ وكيف وصلت الى الأحشاء دون ان تقطع في طريقها كل ما قابلها من أجزاء جسمها ان كانت شفرتها حادة؟ وان لم تكن حادة فكيف استقرت - وهي قطعا من الحديد - الى ان ظهرت في صورة الأشعة التي صورها الاطباء؟
وما ذكره الخبر انه 'سكين بلا مقبض' وان الفتاة ابتلعتها في نوبة صرع سابقة، لا يشفي غليلاً ولا يحمل تعليلاً·
وعلى الرغم من الفرق الكبير الذي يمثله حد السكين وما يمكن ان ينتج عنه من اضرار تفوق اضرار 'الملعقة' وكذلك على الرغم من ان الخبر الجديد قد يكون وظّف 'صرع الفتاة' بديلاً من 'بنج التخدير' فإن حكايتي 'الملعقة' و'السكين' متشابهتان رغم ما يفصل بينهما من سنوات طويلة·
ويبدو ان 'الإعلام' من وقت لآخر يطلع علينا بأخبار غير منطقية ليشغلنا بها عما يجب ان ننشغل به مما هو واقعي، وقد يكون ذلك بنية حسنة ليطرفنا بما يخفف عنا مما نحن فيه من هموم الواقع الذي نعيشه ولكن ما كان يصلح في سنوات ماضية لإثارة استغرابنا ودهشتنا لم يعد يفعل ذلك شيئاً بجوار الحقائق المروعة التي نعيشها والتي هي أغرب آلاف المرات من أخبار 'الملاعق والسكاكين' على الرغم مما تحفل به من خيال·
محمد كمال حمزة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©