الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الترجمة الأدبية: قصور وعشوائية والشعر الخاسر الأكبر

الترجمة الأدبية: قصور وعشوائية والشعر الخاسر الأكبر
10 يوليو 2014 00:19
محمد عبد السميع (الشارقة) ضمن البرنامج الثقافي للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، أقيمت أمس الأول بقاعة الكتاب بمركز إكسبو الشارقة، ندوة «ترجمة الأدب ضرورة ملحة»، بمشاركة مريم جمعة فرج عضو اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، والدكتور غانم السمرائي أستاذ الأدب بجامعة الشارقة. أدارت الندوة الإعلامية نعمات أدم، وحضرها محمد القصير مدير الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام، وعددٌ من الأدباء والطلاب المهتمّين بالموضوع. استهلت مريم جمعة كلامها مشيرة إلى أن الترجمة لا تكون من لغة إلى لغة وإنما من ثقافة إلى ثقافة. وأن الترجمة ليست نقل مفردات ومعلومات مجردة إنما تتعدى ذلك إلى نقل المعنى وما وراء المعنى. لأننا نريد منها التواصل فالترجمة أداة تواصل. وأضافت أن من أهم مجالات التواصل التي تعمل عليها الترجمة هي الثقافة التي تشمل كل التراث الفكري للمجتمع وتعبر عن حضارته، والأدب بلا شك هو المرآة العاكسة للثقافة بكل مكوناتها وأشكالها. وأشارت المحاضرة إلى أن الرواية كجنس أدبي لها محتوى ثقافي من خلال الشخصيات والأحداث والتفاصيل الحياتية الدقيقة وهي تعتبر أكثر تعبيراً عن الثقافة. وأضافت: الأدب يقدم صورة للمجتمع في فترة تاريخية معينة، هذه الصورة تشتمل على ما يجري في داخله، بين أفراده، أسلوب حياتهم، قيمهم، معتقداتهم، توجهاتهم الفكرية، وهو ما يلزم الآخر المتلقي لزيادة وعيه بثقافة غيره. وأوضحت أن الأدب أيضاً استشرافي يعبر عن مرحلة قادمة كما يطلعنا على مراحل تاريخية سابقة. وتابعت مريم: إن الأدب بكل أجناسه (الشعر، الرواية، القصة، المسرح) خطاب لغوي ثقافي، وأن تلك الفروع نالت حوارات ونقاشات حول أهمية ترجمتها وواقع هذه الترجمة في العالم العربي. وهناك من يرى أن واقع ترجمة الأدب العربي غير مرضي، وهناك من يرى أننا ماضون نحو التأسيس لمشروع واعد يحتاج الاهتمام والتفاؤل. واستعرضت مريم جمعة مشاريع الترجمة العربية والتي منها: المشروع القومي في مصر، ومشروع المنظمة العربية للترجمة في بيروت «بروتا»، ومشروع «كلمة»، ومشروع الشرق بين دار بنجوين العالمية ودار الشروق المصرية، ومشروعات الترجمة في أبوظبي ودبي والشارقة، مؤكدة أنها أضافت إلى المكتبة العربية والعالمية وحركة الترجمة في العالم العربي. وأشارت مريم إلى أن التنسيق بين المشروعات العربية غائب، ولا توجد استراتيجيات واضحة تمكن هذه المؤسسات من الخروج بمشروع قومي عربي بعيد عن العشوائية في التنفيذ، يؤدي دوراً حقيقياً في التعريف بنا كأمة عربية وليس كبلدان وأقاليم تتحدث وتكتب باللغة العربية. وقالت إن التواصل مع الآخر لا ينبغي أن يكون مقصوراً على الغرب فقط، فهناك شعوب وثقافات أخرى بعضها إقليمي كالهند وإيران، لديها ثقافات ولغات وطنية، يتعين علينا توسيع دائرة ترجمة أدب هذه اللغات للعربية والعكس، لفتح المزيد من الأفق على الثقافة العربية لدى هذه الشعوب. وأشارت إلى أن ترجمة الشعر أقل حظاً في مشروعات الترجمة العربية، على اعتبار أن الشعر يحتاج إلى حس شعري ومعرفة بالوزن والقافية والصور، وهذا بالطبع يتطلب مترجما له علاقة بالشعر للقيام بهذه المهمة. واختتمت مريم ورقتها قائلة: الترجمة الإبداعية أو الأدبية ينبغي أن تخصص لها برامج في الجامعات والمعاهد التي تدرس الترجمة، مطالبة بضرورة وجود دراسات وأبحاث في الترجمة تساهم في توفير قاعدة بيانية حقيقية لمعرفة الواقع الفعلي للترجمة العربية. وفي مداخلته، أشاد الدكتور غانم السمرائي بورقة مريم جمعه، مشيراً إلى أن الترجمة هي استراتيجية التواصل مع الآخر، لخلق جسور وفضاءات للتبادل المعرفي مع الثقافات الأخرى. وأن الترجمة الأدبية نقل الأدب القومي للآخر، وفي الغالب عندما نتحدث عن الآخر ننظر للغرب، باعتبار الغرب هو المهيمن على العالم وهذا غير صحيح إذ لا بد أن ننظر للعالم ككل دون إغفال شعوب لها تاريخ ثقافي حضاري. وتناول دور المستشرقين في نقل الأدب العربي إلى الغرب مشيراً إلى أن جهودهم لم ترق للمستوى الجيد وهناك بعض المعلومات غير الدقيقة التي نقلوها عبر ترجماتهم. وأكد السمرائي على ضرورة أن نفكر في ثقافة الآخر حتى يفهمنا ونفهمه، وأن هناك تعابير ومفردات قد تكون غائبة عنا، ولو نقلنا تعبيراتنا قد تفهم خطأ. لذا لابد الأخذ في الاعتبار الخصائص الثقافية للآخر عند الترجمة. وقال: إننا فاشلون في نقل آدابنا إلى الغرب كما نحن مقصرين في نقل ثقافتنا إلى الآخرين. وأشار السمرائي إلى أن الترجمة عمل إبداعي، ومع ذلك فإن المؤسسات المتخصصة تنظر إلى الترجمة بأنها تأتي في مستوى أقل من الإبداع الأدبي. وقال: دعونا نقارن ماذا فعل الآخرين ونلقي نظرة على الأعمال الآتية: ماكبث، هاملت، عطيل، الملك لير، وغيرها الكثير من الأعمال التي ترجمت عن الغرب وشكلت منظومة فكرية عند القارئ العربي. وتابع السمرائي: عندما ننظر إلى الآخر وما يجاورنا في أفريقيا وآسيا نجد أنهم تناولوا موضوعات محلية صرفة ووصلوا بها إلى العالمية مثل: ذهب مع الريح، مائة عام من العزلة. أيضاً نجيب محفوظ وصل إلى العالمية بمحليته المفرطة، وهناك الكثيرون الذين ترجمت أعمالهم. وإذا كنا نتحدث عما قام به الآخر لابد أن نقتبس استراتيجيات الغرب في نقل الأدب إلينا لنقوم بها. واستعرض السمرائي الأدب العربي في كتب وموسوعات الغرب فقال إن مجموع الصفحات التي ورد فيها ذكر الأدب العربي هو 28 صفحة من أصل 3654 صفحة وأرجع ذلك إلى غياب دور المترجم العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©