الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد الجناحي.. العميد الذي سكن الوجدان الجمعي للناس

محمد الجناحي.. العميد الذي سكن الوجدان الجمعي للناس
10 يوليو 2014 00:18
جهاد هديب هو الرجل الذي حاز لقب «العميد». وخرج من ذاكرة تأسيس الدولة إلى الوجدان الجمعي للناس، أؤلئك الإماراتيين العاديين في يومهم العادي. محمد الجناحي (1940 2008)، الممثل الإماراتي المعروف بـ«عميد الفنانين الإماراتيين»، إذ يُذكر، فإن جيلا من الإماراتيين سوف يتذكرون عهد تأسيس الدولة، عهد تأسيس الفن الدرامي في الإمارات، ذلك الزمن الجميل الذي امتزج فيه الفرح بالإعلان عن الاتحاد بالجد والاجتهاد والرغبة في عمل أصيل يتأسس عليه مستقبل يولد الآن في عهد غير مسبوق، حيث العمل ها هنا ليس من أجل الذات وحدها بل هي «ذات» مسبوقة بـ«ذات» المجتمع و«ذات» الأفراد. أربعون عاماً من عمره الذي بلغ الثامنة والستين، والرجل يتخيل ويقدم أعمالًا ويتقمص شخصيات، منذ بداية مشواره الفني العام 1967 وعبر أربعين عاماً تلت على ذلك قدم محمد الجناحي أكثر من 200 عمل تلفزيوني ما بين مسلسلات وحلقات وسهرات، أكثر من 400 عمل إذاعي، غير أن شخصية «ماكديت» في مسلسل «شحفان» ذي الطابع الكوميدي هي التي أبرزته، إذ وجدت تقبلًا كبيراً لدى الإماراتيين، والتي منها، أي من شخصية «ماكديت» سوف ينطلق إلى أعمال أخرى تؤسس لانطلاقته خليجياً وعربياً وليقف إلى جوار نجوم عرب كثر خاصة في المسلسل البدوي الشهير «جواهر» الذي بثته تقريبا أغلب القنوات التلفزيونية العربية مطالع التسعينات من القرن الماضي. عن بدايات الراحل يكتب الشاعر والإذاعي خليل عيلبوني تحت عنوان «اكتشاف موهبة»: «كان محمد الجناحي مهتماً بوضع الأشرطة المسجلة في الأرفف حسب الموضوعات وحسب تاريخ التسجيل تساعده الأخت رزيقة الطارش. وحينما بدأنا نسجل البرامج والتمثيليات الدراسية كنا بحاجة إلى ممثلين وممثلات. وفوجئنا بموهبة المرحوم الجناحي، الذي ما كاد يسجل بعض التمثيليات حتى تم نقله من المكتبة إلى قسم الدراما». ويضيف عن شخصيته آنذاك: «كان رحمه الله شاباً دمث الخلق، يتمتع بأخلاق عالية وجمعتني به صداقة استمرت حتى بعد مغادرتي لدار الإذاعة إلى وزارة البترول والثروة المعدنية عام 1975. ولقد قمت بإعداد وتأليف العديد من التمثيليات الإذاعية والتي استعنت بها، بموهبة المرحوم الجناحي في التمثيل، وأعتقد أن مكتبة الإذاعة ما زالت تحفظ الكثير من المسلسلات والبرامج التي يظهر فيها صوت المرحوم محمد الجناحي بشكل مميز، مثل مسلسل «الزير سالم» ومسلسل «تحت ظلال الزيزفون»، «بول وفرجيني» للمنفلوطي، ومسلسل «مغامرات مهيوب السادس عشر». وفضلا عن أعماله الإذاعية مخرجا وممثلا، والتي بلغت الأربعمائة، شارك الجناحي في الكثير من المسلسلات التلفزيونية التي كرّست من ذلك الحضور الأول وعززته على المستوى الخليجي خاصة في تلك الأعمال التي جعلته أداءه ممثلا يفيض به عن الإمارات ليصل إلى الدائرة الخليجية الأوسع، خصوصا أن من بين هذه الأعمال ما كان خليجياً يلامس هموم الناس في حياتهم ويجعلهم ينتظرون موعد البث التلفزيوني لحلقات المسلسل وكأنه موعد لالتئام العائلة، فتضحك أحيانا وتحزن أحيانا في ذلك الزمن الذي كانت فيه الناس تتعامل مع ما تراه أمامها على الشاشة بوصفه حقيقة بالفعل. إنها أعمال تلفزيونية كثيرة تلك التي شارك فيها محمد الجناحي، اشتهر من بينها: «حاير طاير» و«دمعة على الرمال» و«مناقصة زواج» و«الفطي» و«أيام الشتات» و«طول عمر» و«أشبع طماشة» و«شمس القوايل» و«حظ يانصيب» و«صقر الجبل» و«آن الأوان» و«حريم بوهلال» و«الشقيقان» و«أيام الصبر» و«أحلام السني» و»بوناصر وعياله» و«أوراق سجينة» و«القضاة في الإسلام» و«البيوت أسرار» و«الوريث وسيف نشوان» و«محسن الهزاني» و«حمود وعبود» و«دارت الأيام» و«بن سحتوت» و«غزو الليث» و«بيت صالح السكراب» و«درب المحبة» و«درب الخطايا» و«الدرب البعيد». لقد سعى الفنان الجناحي إلى ملامسة هموم الناس الاجتماعية في فترة التحولات الضاغطة التي ظلّ يشهدها المجتمع ألإماراتي خاصة والخليجي عموما، وانطلاقا من خبراته الواسعة في التمثيل أصّل لفن مؤثر في الناس والمجتمع الأمر الذي جعل منه شخصية عامة ومسموعة الكلام. أما على صعيد المسرح فلم يقدم محمد الجناحي سوى القليل من الأعمال المسرحية، ربما لأن الشاشة الفضية، التي تدخل إلى كل بيت أكثر إغواء، من تلك الأعمال ما هو لافت بالفعل: «الفار» و«كلام الناس» و«ثلاث صرخات» و«لحظات منسية» و«المهاجر» و«القضية» و«مهاجر بريسبان». لقد رحل «العميد» والجميع يعتقد أنه ما زال في قمة العطاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©