إعداد - عدنان عضيمة:
بسرعة لا تكاد تصدّق، تنتشر رقعة نشاط الشركات الصينية لتشغيل الموبايل في الدول المجاورة والعالم· وأحدث ما حرر في هذا الشأن هو شراء مؤسسة الاتصالات الصينية الحكومية 'تشاينا موبايل' لمجموعة 'ميليكوم' مما سيحفز بقية الشركات الصينية العاملة في هذا الميدان لاقتحام أسواق عالمية جديدة· وجاء في تقرير كتبه ميور ديكي في الفايننشيال تايمز أنه مع تطور الشبكة الهاتفية الأولى التي تأسست في شوارع شنغهاي قبل بضع سنوات فحسب لتصل بسرعة فائقة حتى تخوم هضبة التيبت، أصبحت طموحات شركة 'تشاينا موبايل' تغطي بقعة متزايدة المساحة من العالم·
والآن، وبعد أن عمدت هذه الشركة العملاقة للتفاوض حول شراء أصول شركة 'ميليكوم' العالمية لتشغيل الموبايل بمبلغ 5,3 مليار دولار، يتضح أن طموحها أكبر بكثير مما توقع الخبراء· ويكاد يجمع المحللون المقربون من الشركتين على أن الصفقة سوف تتم قريباً لتصبح أضخم عملية استحواذ تنجزها شركة صينية على الإطلاق؛ وسوف تضمن هذه الصفقة ارتفاع عدد المشتركين الأجانب في شبكات الموبايل الصينية إلى 8 ملايين يتوزعون في 16 بلداً من بينها السلفادور ولاوس وسيرلانكا وتشاد·
وتعد 'تشاينا موبايل' الآن أضخم شركة لتشغيل الموبايل في العالم حيث يبلغ عدد المشتركين في خدماتها 264 مليون مشترك· وفي إطار البحث عن توسيع حجم أعمالها، أشار رئيس المجموعة وانج جيانزهاو في شهر مارس الماضي إلى أنه يرى في الاستثمارات الخارجية وخاصة في الدول النامية فرصة مؤاتية للانتشار وتسجيل المزيد من النجاحات·
وقال وانج في هذا الشأن: 'مع نزوعنا إلى الانتشار واقتحام الأسواق الناشئة حديثاً، سوف يرتبط معيار نجاحنا بالفوائد السوقية التي سنتمكن من تحقيقها من خلال قدرتنا على الاستحواذ على الشركات المنافسة'· وقال وانج: إنه حيث كان يزور الدول المتطورة، كان مشغلو الموبايل فيها يطلبون منه النصح بشأن نشاطاتهم· ويمضي في حديثه قائلاً: 'إنهم يريدون أن يفهموا كيف نجحنا ببناء مثل هذه الشبكة الهاتفية الهائلة في وقت كنا نفتقد فيه حتى إلى الطرق والطاقة الكهربائية· وهم يريدون أن يعرفوا كيف تغلبنا على مشكلة الافتقاد إلى أجهزة الموبايل الرخيصة· وخلاصة الأمر أنهم يريدون أن يطلعوا على أسلوبنا في العمل'· وأصبحت 'تشاينا موبايل' الآن في وضع تنافسي ممتاز يسمح لها بالدخول من موقع القوة في أية مفاوضات تتعلق بالأسعار مع بائعي معدات بناء الشبكات الهاتفية وبائعي أجهزة الموبايل ذاتها· ويبدو واضحاً أن هذه التطورات تنسجم مع التوجهات التي حددتها الحكومة الصينية من أن الشركات الصينية الرائدة هي تلك التي تتمكن من التحول إلى شركات عالمية· وأشار بعض المحللين إلى أن الأسواق الناشئة التي اختارتها 'ميليكوم' تعد المكان المناسب للانطلاقة الجديدة الواعدة·
ويحذر محللون آخرون من أن شركة 'تشاينا موبايل' ربما تعوزها الخبرة اللازمة للانتشار في الأسواق العالمية· ومن ذلك مثلاً أن معظم الخبرات التي استقاها مشغلو الموبايل من أسواقهم الوطنية لا تعتبر كبيرة الفائدة على المستوى العالمي· ويكون من الواضح مثلاً أن لمشتركي الموبايل في بوليفيا وباكستان قناعات مختلفة فيما يتعلق بالأجور المختلفة لقاء الخدمات التي يستفيدون منها·
عدد اليوم
