الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح كرامة يقرأ مسرحية «الأول مكرّر» ويكشف عن أبعادها وجذورها

صالح كرامة يقرأ مسرحية «الأول مكرّر» ويكشف عن أبعادها وجذورها
22 يونيو 2012
نظَّم نادي الإبداع في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، أمسية مسرحية للمؤلف والمخرج صالح كرامة قرأ فيها نص مسرحيته “الأول مكرر”، وأعقبها نقاش عن تجربته وكتاباته في هذا الحقل الابداعي، وحضر الأمسية عدد من الأدباء والصحفيين. استهل صالح كرامة الأمسية وقرأ بصوت مسرحي متمثلاً الحوار ومجسداً انفعالات الأبطال في النص، وبذلك حاول أن يقدم صورة عميقة وعملية لتقريب نصه إلى الحضور. تدور أحداث المسرحية حول قصة رجل اسمه “ساري” وفي يوم شتوي ماطر تخلله برد ورعد يفاجأ وقد أغلق المقهى الذي يعمل فيه بفتاة اسمها “ريمة” تطرق باب المقهى وقد اقتحمت عزلته، وهي سمراء خمرية اللون وتحمل حقيبة سفر، وقد تبللت ثيابها بالمطر، ويفتح ساري الرجل الخمسيني الباب لها ويفاجأ هو أيضاً ويسألها عن سبب زيارتها له، فيدور بينهما حوار حول المدينة والبشر والناس، وتتناقض أفكارهما بين من ينظر إلى المدينة بعدائية، وهو ساري، ومن ينظر إلى المدينة بطمأنينة، وهي ريمة، وبين من ينعزل عن الناس وهو ساري، ومن يرغب في الامتزاج بالمجتمع وهي ريمة. كانت ريمة قد أتت من مدينة تقع في حضن الجبال في أفريقيا، وهي الكونغو برازافيل، وقد استدلت على المكان “المقهى”، وعلى ساري من وشم نقش على ساعدها وله أسبابه، وعندما تلتقي به يقودهما الحوار إلى التعبير عن مكنوناتهما حول المدينة التي يصفها ساري بأنها مدينة مجنونة كونه يعرفها إذ كل ما فيها يشير إلى طمع الإنسان وانعزاليته ووحدته. تعتبر هذه هي القصة الرئيسية في المسرحية، حيث تشير إلى حكاية فتاة تطرق مقهى يوجد فيه شخص منعزل عن الناس، وغرض الفتاة هو البحث عن أبيها. ويقود الحوار هاتين الشخصيتين إلى قصة أخرى مضمنة أو بؤرية، وهي أن الرجل “ساري” سبق في شبابه أن ذهب إلى غابات أفريقيا، وتزوج من أفريقية اسمها “سوما”، وأنجب منها طفلة وهرب ويعهد إلى مبروكة الخادمة بتربية هذه الطفلة وتتكشف الحقيقة، وهي أن ريمة ابنة ساري، ويرفض الرجل الاعتراف بها خلال حوارهما مع البعض. وفي ختام المسرحية ينهار الاثنان وتسدل المسرحية ستارتها على مجموعة من المفاهيم الفلسفية والذهنية وعلى تقنيات نصية وزمانية ومكانية أشار لها الحضور في نقاشهم مع مؤلف المسرحية صالح كرامة الذي قال: “لقد اعتمدت على مراجع وبحوث كثيرة، وظللت أكتب في هذه المسرحية لأكثر من سنتين”، ويضيف أنه من الصعب عليه خلال هذا الحوار مع الحضور أن يكشف عن رموز العمل، لأن النص يحمل رموزاً كثيرة، هي متروكة للجمهور كي يحللها ويكشف عن دوافعها ومواقعها في النص المسرحي. ويواصل صالح كرامة “لكن يمكن لي أن أقول: إن المكان مفترض ومجازي وليس مكاناً محدداً، بل إن المدينة التي يوجد فيها المقهى وشخصية ساري التي تنتمي لها يمكن أن تكون أي مدينة أخرى في عالم الشرق، وهذا ما يعطي المسرحية بعداً إنسانياً لا حدود له”. وما بين الحاضر والماضي وتعالقهما تتحرّك المسرحية، وتنشغل بأحداث حاضرة عندما تقتحم ريمة عزلة ساري لتكشف له حقيقة ما فعله في الماضي، وبين حقيقة الماضي الذي هرب منه ساري بالرغم من أنه يتذكره ببهجة وبرغبة في العودة إليه أنه يمثل البراءة والفطرية والعفوية، تدور الحكاية ويجد ساري أن ريمة تمثل تلك الغابات الأفريقية ببراءتها ولونها وعفويتها وعذريتها. وعبر الدليل “النقش على الذراع” تستدل ريمة إلى أبيها. لم يجعل صالح كرامة أي فسحة من الخلل تتسرب الى بناء مسرحية، فكان ناجحاً حقاً في إدارة قصة المسرحية. ويعد صالح كرامة من مؤسسي مسرح الاتحاد بأبوظبي عام 1977، وقد عاصر تجربتي صقر الرشود وابراهيم جلال مع المسرح المحلي، وتخرج من جامعة الامارات بكالوريوس اعلام 1987، وفاز بمسابقة القصة القصيره لجامعة الامارات عام 1982، وعمل فترة طويلة بالصحافة واصدر عددا من المسرحيات منها “سراب” والأخرى بعنوان “عيناها”، وأخرى بعنوان “حرقص”، ومسرحية “السداده”، ومسرحية “على الهواء” و”هواء بحري”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©