الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«يوم البصير».. أساليب تفاعلية في سبيل الدمج

«يوم البصير».. أساليب تفاعلية في سبيل الدمج
16 أكتوبر 2017 13:42
لكبيرة التونسي (أبوظبي) بكل نشاط وقف الكفيف سيف الدين يعلم أطفالاً يرتدون نظارات تحجب الرؤية، كيفية استعمال العصا البيضاء في المشي، في تجربة تجعلهم يدركون أهمية استعمالها لفئة أصحاب الهمم من فاقدي البصر، وذلك ضمن احتفال أقامته جمعية الإمارات الطبية باليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يصادف 15 من أكتوبر من كل عام، واشتملت الفعالية، التي نظمت في حديقة «أم الإمارات» تحت شعار «أصحاب الهمم نراكم في القمم»، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، وسلاح الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، ورش عمل بجامعتي خليفة وأبوظبي، ومستشفيي هيلث بوينت بأبوظبي، وزايد العسكري، كما ضمت جانباً توعوياً بأهمية الارتقاء بالتعامل مع الكفيف، بالإضافة إلى التدرب على كيفية استعمال العصا البيضاء من قبل مبصرين. وسرد مكفوفون مشاركون بالاحتفال تجاربهم الناجحة في التميز المعرفي والأكاديمي، كما اشتمل الحدث الذي حضره نجوم من «السوشيال ميديا»، على فقرات موسيقية. وأشارت الدكتورة أمنية بن همام، استشاري طب وجراحة العيون من جمعية الإمارات الطبية، إلى وجود 285 مليون شخص مصاب بالعمى أو ضعيف النظر الحاد في العالم، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن 80% من هذه الأمراض يمكن تجنبها. وقالت بن همام إحدى المشاركات في تنظيم الاحتفال، إنه تم اختيار عنوان «يوم البصير»، إيماناً بقدرات المكفوفين العالية، وما يمكن أن يقدموه للمجتمع من خدمات كونهم عناصر فعالة فيه. وأوضحت أن فعالية «يوم البصير» شارك فيها أكثر من 45 متطوعاً من مستشفى زايد العسكري ومؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وجامعة خليفة وجهات أخرى، و25 طبيباً، وتقنيون وفنيون وممرضون في مجال طب العيون بهدف بحث سبل دمجهم في المجتمع. وعن رسالة الفعالية للمجتمع، قالت بن همام إنه رغم ما يتوافر للمكفوف من اهتمام كبير من قبل الدولة كالبنية التحتية والدراسة، إلا أن هذا المجال ما زال يفتقد إلى تعزيز ثقافة الوعي بالتعامل مع هذه الفئة، وتوفير سبل تسهيل حياتهم مثل توفير قائمة الطعام المكتوبة بطريقة برايل، وعملات خاصة بهم، وتفاصيل صغيرة تحقق قفزة نوعية في حياتهم لو روعيت، بالإضافة إلى أهمية رفع الوعي بذوقيات التعامل مع هذه الفئة. ولرفع الوعي بأهمية التعامل مع المكفوف في المجتمع وخاصة صغار السن اشتملت فعالية «يوم البصير» على ورش تفاعلية مستخدمة الرسم أو المحاكاة أو الأكل. في هذا الإطار، قال الدكتور خالد القدحة، فني طب عيون اختصاصي موجات فوق صوتية مشارك كمتطوع، إنه يسعى لتوعية المجتمع بأهمية التعامل مع هذه الفئة بطرق إيجابية، مؤكداً أهمية توعية الأطفال، خاصة أن المدارس تعمل على دمج ذوي الهمم، وأوضح أهمية الارتكاز على أساليب مبتكرة في كيفية التعامل مع الطفل الكفيف المدمج وعدم تعريضه للسخرية والحديث معه بأسلوب يشعره بتقديره لذاته. من جهتها، قالت ناعمة عبد الرحمن المنصوري، مديرة مركز مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية التابع للمؤسّسة، في كلمتها خلال الاحتفال، إن الهدف من الاحتفال بهذا اليوم هو التعبير عن اهتمام العالم بأصحاب الهمم ذوي التحديات البصرية من حيث تقديم الخدمات لهم على كل المستويات ومساواتهم بالأفراد المبصرين في حقوقهم وواجباتهم وتأمين احتياجاتهم الخاصة التي تسهم في زيادة قدراتهم وإعطائهم الفرص ليعيشوا ضمن مجتمعاتهم كأفراد مساهمين في بنائها وتقدمها، وكشفت المنصوري عن أن مؤسسة زايد العليا بصدد الإعلان عن مبادرات جديدة تسهل دمج ذوي التحديات البصرية في المجتمع بصورة كاملة. قلق مبرر عبرت الدكتورة عبير علي، اختصاصية طب وجراحة العيون بمستشفى زايد العسكري، عن قلقها من النسبة العالية للمكفوفين في العالم وضعاف البصر، مؤكدة أن الفعاليات التوعوية تسهم في رفع الوعي بأهمية الفحص، إلى جانب تسليط الضوء على احتياجات المكفوفين في المرافق العامة، وتغيير نظرة المجتمع لهم، وإبراز قدراتهم ليكونوا مسؤولين عن أنفسهم، والمساهمة في فتح أسواق عمل جديدة لهم. وقالت إن المياه البيضاء وراء 50% من حالات الإصابة بالعمى، والـ50% الباقية موزعة بين المياه الزرقاء وارتفاع ضغط العين واعتلالات الشبكة والتقدم في العمر والأمراض الوراثة، مشددة على أهمية الفحص الدوري بعد سن الأربعين، والاعتناء بنظر الأطفال، موضحة أن الكثير من أمراض العيون المؤدية للعمى يمكن علاجها في حال وصلت للمستشفى. وشددت على ضرورة إجراء مرضى السكري فحصاً سنوياً دورياً للشبكية للتأكد من عدم الإصابة باعتلال الشبكية الذي يمكن أن يبدأ في أي وقت عند مرضى السكري خاصة الذين يستخدمون الأنسولين. رفيق درب قدمت الدكتورة رحاب العامري، خبيرة جودة رعاية صحية، فقرة «حوار مع العصا البيضاء « تحاورت فيها مع ذوي التحديات البصرية هشام الواحدي، مدقق برايل في مركز مطبعة المكفوفين بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة، تناولت فيه تحديات تواجه فئة ذوي التحديات البصرية للاندماج في المجتمع وممارسة الحياة بصورة طبيعية، كما تم التعريف بالعصا البيضاء التي تشكل رفيق درب لهذا الإنسان، والتعرف على كيفية التعايش والانسجام معه، وأنواعها وتصنيفاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©