الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصة.. سند

9 يوليو 2014 23:56
هنا ولد سند ليغرس الخير والروح الإنسانية بكل ود وتواضع، كبر سند في أول يوم من رمضان بعيون العالم التي تنظر إليه حين ترى وتسمع وتشاهد عطاءً يخرج من حياة الواقع للخيال، عطاء آخر يسجل في تاريخ إمارات الحب والوفاء.. يخرج سند في كل يوم يبحث عن روح إنسان غلبتها هموم الأيام، وتكالبت عليها حزمة من الشقاء والفقر والحرمان. سند لم يعتد الصمت في بلاد تجسد بنبضها معنى الولاء والإخلاص وحب الخير لإسعاد الناس.. هنا نقف بتأمل وإعجاب للإعلام الجميل الأبيض الذي يلوح بالأفق بنبل مقصده وبراءة نواياه، لنرى أن سند يعاني لمعاناة الأبرياء يحملهم على كتفيه يتمنى لو أن وطنهم عرف معنى الإنسان وقدره وأكرمه.. من خيام تشققت أمعاؤها تواجه تقلبات الدهر والأيام، من جوف بيوت تشققت وتهالك بناؤها، من مستشفيات تعالت صيحات مرضاها.. لم يكتف سند بالنظر إليهم بل وضع يده على جبينهم طمأنهم، عاهدهم بالإحسان والكرم، جمعهم على مائدة ليرى بعفويته كيف أن الإنسان لا يزال إنساناً بما يحمله من خير وأيمان بالله شاكراً على نعمه وفضله.. يردد سند وهو مغترب عن بلاده بضعة أبيات من قصيدة للإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.. لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ إِنَّ الغَـريــبَ غَريــبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ إِنَّ الغـَريِـــبَ لَهُ حَــقٌّ لِغُرْبَتـِـــهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ نعم أين وطن هؤلاء الضحايا، أين سكن أطفالهم؟ أين مهد الرضع، أين الحضن الآمن الذي يلملم شتاتهم.. جاءكم سند وبقلبه أمنيات أن تدعو لوطنه ولسكنه بالأمن والأمان والرضا والسعادة.. أن تدعو الله القدير أن يمن على حكامه الطيبين المخلصين بالصحة والعافية.. أن تدعو الله برجاء أن تزول النقم وتعم النعم على العالم بأكمله.. لم لا وقد تعلم سند معنى الاتحاد وكم أن وطنه بحجمه وكبره كالبيت الواحد، قيمهم مشتركة، عاداتهم وأحلامهم مترابطة بل أن مصيرهم واحد، ودعاءهم وطن يأسر القلوب. سند يختم رحلته بأبيات، رحم الله قائلها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (حكيم العرب): الله عـطـانـا خـيــر وأنــعــام والحـمـد لــه واجــب عليـنـا ياللي عطانا إيمان وإلهام وبفضـلـه الـضـافـي علـيـنـا نادية جابرالحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©