الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلطان بن غافان: رمضان موسم التواصل الأسري والتعاضد الاجتماعي

سلطان بن غافان: رمضان موسم التواصل الأسري والتعاضد الاجتماعي
9 يوليو 2014 23:49
موزة خميس (دبي) يسترجع سلطان بن غافان، الخبير في التراث، ذكريات أيام رمضان قديما، مؤكدا أنه كان موسما للتواصل الأسري والتعاضد الاجتماعي. وعن رمضان في أم القيوين، يؤكد بن غافان أن أهلها يفعلون مثلما كان يفعل أهل الإمارات قديما، حيث يتجمع الرجال في مجموعات حسب الحارة «الفريج»؛ فيلتقي كل عشرة رجال أو أكثر بجانب المسجد ليفطروا جماعة. إفطار جماعي يوضح بن غافان أن منزل كبير المنطقة ووجيهها آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن ناصر المعلا رحمه الله، كان ملاصقا للمسجد، وكان يعد قصرا في تلك السنين البعيدة، وكان أهل الحي يبعثون بصبيانهم بأطباق لذيذة كي يفطر الرجال مع الشيخ المعلا، كما يقوم كل رجل بجلب طبق معه على مائدة الإفطار، حتى وإن كان رجلا فقيرا؛ فقد كانت أنفسهم عزيزة ويأتون بما توافر لديهم ليشاركوا الآخرين هذا التجمع المبارك، وكان الشيخ المعلا يخشى أن يؤخر المؤذن الآذان وقت الإفطار، أو يقدمه، وبناء على ذلك فقد كان يبعث بأحد الشباب الأتقياء ليقف قرب الشاطئ ليشهد غروب الشمس في الأفق، ثم يعود مهرولاً ليخبرهم بأن أوان الإفطار قد حان. وعن عادات رمضان، يقول «تربينا على الأخلاق التي تربى عليها الأجداد من جيل الثلاثينيات والأربعينيات وهو جيل متميز، يحرص على السنع والأصالة والعادات، التي تتبع في التعامل مع الغير ليس فقط في رمضان»، مشيرا إلى أن الكثير من الأبناء اليوم نعجب من النقص في سلوكهم في الجوانب المتعلقة بالإحساس بقيمة الوقت وبقيمة الكلمة الراقية، وبأساليب التعامل مع الغير خاصة مع الوالدين. ويضيف «كنا أطفالا وكبرنا فكبرت معنا القيم، ولذلك نحن نشعر أن إحساسنا تجاه شهر الصوم مختلف عن إحساس الأجيال التي جاءت بعد ذلك»، موضحا «لم نكن نسرف لا في رمضان ولا غيره، وربما يعزو البعض ذلك لقلة المال حينها، وأقول ردا على ذلك إن ذلك ليس صحيحا فربما تكون المدخرات محدودة أو الدخل محدودا ويأتي بالكد والتعب ولكن هناك خيرا ينفق باعتدال، ونشتري زادنا يوما بيوم مثل السمك أو الدواجن أو الخضراوات». ذكريات الطفولة عن ذكريات طفولته في رمضان، يروي «كنت ألعب في طفولتي مع الأصدقاء قرب البحر الذي كان مثل النفس الذي يتردد في الرئة، وكنت من الأطفال الذين ينتظرون أن تنادي عليهم الأمهات أو الجدات، لنحمل الأطباق إلى الجيران والأهل، ورائحة الفرني والعراروت تغرينا وتشوقنا لموعد الآذان»، مضيفا «لرمضان رائحة كنا نشمها منذ آذان الظهر حين تبدأ النساء في البيوت بتحضير الإفطار؛ فهذا بيت نشم منه ريحة البهارات، وذلك بيت يقلى فيه سمك وبعد صلاة العصر نشم رائحة الطبخ والحلويات وهي تحضر مثل قروص أو خبيص أو ساقو، وكنا نوزع تلك الأطباق على البيوت ثم نعود للتجمع للعب حتى قبل الآذان بدقائق». ويوضح «لا زلت حتى اليوم أحن إلى البحر ولذلك أقضي رمضان في خدمة الأهل في فترة الصباح حيث أوفر لهم متطلبات المنزل، وفي الأوقات التي يكون فيها الطقس مناسبا أذهب للبحر لأصطاد، فقط لأني أهوى الذهاب والصيد رغم توافر الأسماك في السوق، كما أحرص على ألا أترك أي أحد من المعارف إلا وأقوم بزيارته، كما كان يفعل الأهل وربما أذهب إلى إمارات أخرى لأجل ذلك»، مضيفا « أحرص على حضور المجالس الرمضانية في فترة ما بعد صلاة التراويح، فهذه المجالس هي إرث يحفز على تقوية الروابط، ويثير في النفوس التنافس على صيد الأجر، وخاصة في هذا الشهر الفضيل، الذي تتجدد فيه العلاقات التي بردت بسبب انشغال الناس بالعمل والوظيفة، ومن كان منغمسا في العمل أو في حياته الخاصة، طمعا في مرضاة رب العالمين، الذي وعد المتزاورين بأجر كبير خاصة الأقارب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©