الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخمر آفة العقل وأم الفواحش وأكبر الكبائر

الخمر آفة العقل وأم الفواحش وأكبر الكبائر
9 يوليو 2014 23:46
أحمد محمد (القاهرة) الخمر هو الشراب الذي يحدث في شاربه نشوة ثم يغير العقل أي يسكره، والبعض لديهم معتقدات خاطئة بأن شربها يشعرهم بالسعادة ويساعدهم على التغلب على المشكلات الحياتية، وكان العرب يشربون الخمر ويفخرون ويتغنون بها، إلى أن جاء الإسلام فحرمها تدريجيا، إذ كانت نفوسهم عالقة بها. ومع وضوح ضررها فإن الفاسدين يزينون للجاهلين شرب الخمر، ويسمونها بغير اسمها، فهي عندهم «المشروبات الروحية»، وسميت الخمر بهذا الاسم لأنها تخمر العقل أي تستره، وأثرها على الإنسان هو إزالة العقل وأفضل ما في الإنسان عقله، وتجره إلى الجرائم وانتهاك المحرمات، وتجعل مدمنها في صفوف السفهاء وتزري به وتحط من شأنه، ولو رأى السكران نفسه وأفعاله لدفعه احترامه لنفسه إلى نبذها. مفتاح الشر ورد في السنة الكثير من الأحاديث التي تنهى عن الخمر، قال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه»، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، أوصاني خليلي: «لا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر»، وقال صلى الله عليه وسلم: «الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر»، فهي تجمع كل الخبائث الدينية والدنيوية فصاحبها مفسد لعقله، ولبدنه وقوته ومنهك لصحته، مؤذ لأهله وجيرانه، وعن ابن عمر أن الرسول قال: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام». والخمر من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمعات، ويأتي هذا التحذير والتشديد النبوي الكبير، لأن أضرارها جسيمة، وجاء تحريمها تحريماً قاطعاً، لكثرة مفاسدها وشدة خطرها على الفرد والمجتمع، فقد أثبت العلماء أنها مدمرة لأجهزة الجسد بالكامل، وأن الخمر أم الخبائث لأنها تذهب العقل وتحجبه، وإذا ذهب عقل المرء تحول إلى حيوان، يصدر عنه كل أنواع الشر والفساد، من قتل وسرقة وزنا، وعدوان على الأهل والجيران وغير ذلك من الموبقات، وشرب الخمر يفسد الدين، فإنه يصد المرء عن ذكر الله وعن الصلاة، ويذهب بالحياء والغيرة والمروءة، ويساعد على اقتراف المحرمات. آفة وذكر ابن القيم آفات للخمر، فقال إنها تغتال العقل، ويكثر اللغو على شربها وتستنزف المال وتصدع الرأس وهي كريهة المذاق وهي رجس من عمل الشيطان، توقع العداوة والبغضاء بين الناس وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتدعو إلى الزنا، وتذهب الغيرة وتورث الخزي والفضيحة وتلحق شاربها بالمجانين وتسلبه أحسن السمات وتكسوه أقبح الأسماء والصفات، وتسهل قتل النفس وإفشاء السر، ومؤاخاة الشياطين في التبذير، وتهتك الأستار وتظهر الأسرار وتدل على العورات وتهون ارتكاب القبائح وتخرج من القلب تعظيم المحارم ومدمنها كعابد وثن، وكم أفقرت من غنى وذلت من عزيز ووضعت من شريف، وسلبت من نعمة وجلبت من نقمة، ونسجت عداوة وفرقت بين رجل وزوجته، وكم أوقعت في بلية وعجلت من منية، وجرت على شاربها من محنة فهي جماع الإثم ومفتاح الشر. داء تقول جمعية القلب البريطانية إن الخمر لا يجب أن يستخدم كدواء، بينما قال الحبيب الأعظم عن الخمر: «إنها ليست بدواء ولكنها داء»، فقد حذر النبي منها وذكر حقيقة علمية لم يثبتها العلماء إلا في القرن الحالي. وتؤكد وزارة الصحة الفرنسية أن كأساً واحدة من الخمر يوميا تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168 في المائة، وتقول: إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لصحة الإنسان، وهذا ما أشار إليه النبي الأعظم قبل قرون طويلة، حيث قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام». والخمر من أعقد المشكلات التي يبحث الغرب عن حل لها، ويقولون «وصلنا إلى القمر ولكن أقدامنا ما زالت منغمسة في الوحل». وفي الولايات المتحدة أكثر من أحد عشر مليون مدمن خمر وأربعة وأربعين مليون شارب خمر، وأربعين بالمائة من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، ووراء أربعين بالمائة من جرائم القتل، وفي بريطانيا مليون طفل يمسهم العنف منها، ونصف مليون ضحية، وأكثر من 200 ألف شخص يموتون سنويا. الأضرار الصحية من الأضرار الصحية التي أكدها العلماء أن الخمر تسبب أمراضاً كثيرة، أولها نقصان القدرات العقلية والإصابة بالأمراض العصبية والجنون، والتسمم الكحولي، والشلل، والنوبات الدماغية، والتليف الكبدي، وضعف البصر، وتقرحات الفم، والتهابات البلعوم والمريء والمعدة والأمعاء والبنكرياس، وتضخم الطحال وفقر الدم وضغط الدم وسرطان المريء والمعدة، كما تسبب مرض السل وتجعل الجسم أقل مناعة ضد الأمراض. وتسبب الخمر أضراراً اجتماعية كثيرة أولها العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، بل بين أفراد الأسرة الواحدة، وتضييع الأهل تربية ونفقة، فشارب الخمر قدوة سيئة في أسرته ومجتمعه، ينفق ماله في السكر ويترك أولاده للجوع والعراء، وكثيراً ما تكون الخمر سبباً للفراق بين الزوجين، وتضييع الأولاد وتشردهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©