الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخدمات الصحية تدعو إلى محاربة الوباء

31 مايو 2006
أمجد الحياري:
دعت الهيئة العامة للخدمات الصحية لإمارة أبوظبي كافة الجهات الرسمية والشعبية إلى تكاتف الجهود لمحاربة جميع أشكال التدخين المميتة والتي باتت وباءً يهدد العالم بأسره ويفرض على الأفراد والجماعات إيجاد كافة الوسائل للحد منه عند مختلف الفئات العمرية لكي نعيش نحن والأجيال القادمة في مجتمعات صحية خالية من آفة التدخين·
وطالبت 'الهيئة' مختلف أوساط المجتمع إلى التفاعل مع الدعوة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي تشارك فيه دولة الإمارات والذي يصادف 31 مايو من كل عام، والتي تضمنت دعوة واسعة إلى الجميع 'نحو عالم خال من التدخين' من أجل الحد من تفشي هذه العادة الضارة ولتحقيق أجواء نظيفة خالية من التلوث للجميع·
وقالت 'الهيئة': إن دعوة منظمة الصحة العالمية للاحتفال باليوم العالمي للتوقف عن التدخين لم تأت من فراغ فالمنظمة والدول الأعضاء فيها يعملون معا للحد من تفشي هذه العادة المميتة ولتحقيق أجواء نظيفة خالية من التلوث للجميع·
وأطلقت 'الهيئة' حملة رسائل توعوية للتعريف بمضار التدخين المميتة التي تتعدى المدخن إلى أفراد الأسرة وحتى المجتمع، فيما ركزت الحملة على دور الأسرة والوالدين في تنشئة أبنائهم بصورة سليمة تكفل عدم تدخينهم مستقبلا، وتناولت تلك الرسائل الآثار السلبية العديدة على المدخنين خصوصا فيما يتعلق بالجانب الطبي والصحي بسبب السموم المميتة التي تدخل في صناعة التبغ مما يبرر الارتفاع الكبير بإعداد الوفيات نتيجة الإمراض المختلفة التي يكون دائما التدخين السبب الرئيسي للإصابة بها·
وتوقعت دراسات منظمة الصحة العالمية أن يصل عدد المدخنين على مستوى العالم إلى 7,1 مليار شخص بحلول عام ،2025 في حين بينت إحصاءات المنظمة أن عدد المدخنين حاليا بلغ 3,1 مليار شخص، في الوقت الذي أظهرت ازدياد نسبة استهلاك التدخين في دول الشرق الأوسط بمعدل 25% عن العشر السنوات الماضية وأن الفئة المنتجة بالمجتمع هي الأكثر استهدافاً لهذا الطاعون القاتل·
وفاة 3 ملايين مدخن
وقدّرت عدد الوفيات بسبب التدخين بحوالي 3 ملايين شخص سنويا، وأن نسبة استهلاك التدخين في البلاد المتقدمة ينخفض بنسبة 1,5% سنويا، غير أنها ارتفعت في البلدان الأقل تقدما إلى 1,8% نتيجة استهلاك التبغ المتزايد من قبل فئة الشباب في سن متقدمة جداً، وكذلك بدأت النساء بممارسة هذه العادة الضارة مما سيترتب على ذلك زيادة نسبة الاستهلاك للتبغ في البلاد النامية بالقرن الحالي·
وقالت صباح هلسة الباحثة بقسم التثقيف الصحي في الهيئة العامة للخدمات الصحية: إن آثار التدخين تتعدى المدخنين أنفسهم لتشمل الأشخاص غير المدخنين الذين يضطرون إلى استنشاق دخان السجائر رغماً عن أنوفهم والذي يطلق عليه التدخين القسري، مؤكدة أن استمرار اتجاهات التدخين على ما هي عليه ستؤدي إلى ارتفاع ضريبة الوفاة السنوية إلى عشرة ملايين خلال العقد القادم، أي عندما يبلغ صغار المدخنين اليوم منتصف العمر·
مواد ضارة
وكشفت أن دخان التبغ يحتوي على أربعة آلاف مادة كيميائية ضارة ومنها 43 مادة أو أكثر تسبب السرطان· ومن المواد الرئيسية التي تحتويها السيجارة النيكوتين وهو مركب سام ويستخرج من مادة (nicotiannaobacum) وتختلف كمية امتصاص النيكوتين وفقاً لنوع الدخان وطريقة التدخين ويكون امتصاص النيكوتين حتى 90% في الأشخاص الذين يستنشقونه والى 10% في حالة عدم استنشاقه ويمتص النيكوتين في السجائر العادية من الرئة بينما عن طريق الفم والبلعوم في حال تدخين السيجار والغليون· ولذلك يلاحظ بأن مدخني السجائر يستنشقون الدخان أكثر من مدخني السيجار والغليون ليحصلوا على النيكوتين، علما بأن مادة النيكوتين هي المسبب الأول للإدمان عند من يتعاطون التبغ بأنواعه· كما أن كمية النيكوتين الموجودة في سيجارة واحدة كفيلة بقتل إنسان في أوج صحته لو أعطيت هذه الكمية من النيكوتين بواسطة إبرة في الوريد· وأشارت إلى أن المكون الثاني الرئيسي للسيجارة هو المواد القطرانية المعروفة بالزفت وينتج كل كيلوجرام من التبغ المحروق حوالي 40 ملغم من الزفت، ولقد ثبت علمياً أن لهذه المادة مفعولاً كبيراً في تكوين السرطان لاحتوائها على مادة البنزين، ويدخل في تركيب القطران غاز أوكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون اللذان يسببان هبوط معدل الأكسجين بالدم ويحتوي القطران على ملايين الذرات السائلة والصلبة التي تترسب على الأغشية المخاطية مما يسبب نقصا في أدائها·
أما المكوّن الثالث الرئيسي في دخان التبغ هو أول أوكسيد الكربون (عادم السيارات) الغاز السام المتواجد بنسبة تتراوح بين 1-14% إذ يتحد مع خضاب الدم بدرجة تفوق الأكسجين بمقدار 200 مرة مما يقلل من كفاءة حمل الدم للأكسجين إلى أعضاء الجسم ومنها القلب· ولهذا السبب نلاحظ بأن المدمنين على التدخين عادة ما يكون نفسهم قصيرا· علما بأن أول أوكسيد الكربون يؤثر سلباً على القدرة العقلية للإنسان ويساعد على ترسيب الدهنيات على جدار الشرايين·
وأكدت هلسة أن الأبحاث أثبتت بأن التدخين بجميع أشكاله السجائر الغليون السيجار، الشيشة ومضغ التبغ يسبب زيادة تعرض المدخن أكثر من غير المدخن للإصابة بسرطانات الرئة والشفتين والفم والحنجرة والمريء والمثانة وتصلب الشرايين وخاصة شرايين القلب والدماغ وتلف الأغشية المبطنة للمجاري التنفسية وبالتالي تزداد نسبة التعرض لالتهاب القصبات الهوائية والأمراض التنفسية· ويسبب التدخين ضعف الذاكرة وفقدان الشهية وتسارع دقات القلب وعدم انتظامها· كما يؤدي إلى انخفاض حرارة الجلد والتقليل من جريان الدم في الساقين والقدمين·
النيكوتين المخفف ضار
ونفت هلسة ما يتردد حول الاعتقاد السائد من قبل المدخنين بأن السجائر التي تنعت بالقطران والنيكوتين المخفف بأنها غير ضارة بالصحة، مؤكدة أنها كبقية السجائر الأخرى، نظراً لأن المدخنين يستهلكون كمية أكبر منها، ويستنشقوها بعمق أكبر لزيادة جرعة النيكوتين ويجري امتصاصها بدرجة أكبر دون عوائق لدى مقارنتها بالأنواع الأخرى الثقيلة·
وقد أشار علماء الأوبئة في سويسرا إلى أن التحول إلى أنواع السجائر الأخف غالباً ما يؤدي الى زيادة ترسب القطران على أعماق أبعد داخل الأوعية الدموية الرئوية· أذاً فمهما تعددت أشكال السجائر ومسمياتها فالسجائر العادية والمفلترة وقليلة النيكوتين ومنها المضاف إليه النكهات فضررها حاصل ولا حصر له على المدخن والمحيطين به·
السيجار والغليون
وحول ما يعتقد به بعض المدخنين بأن تدخين السيجار أخف ضرراً من تدخين السيجارة حيث أن مدخن السيجارة يدخن من 20 إلى 40 سيجارة في اليوم الواحد بينما يقوم مدخن السيجار بتدخين سيجار واحد إلى 3 سيجارات باليوم، أشارت إلى أن الأبحاث أظهرت أن السيجار الواحد يحتوي من النيكوتين والقطران أكثر من ما تحتويه علبة سجائر كاملة· إذ أن السيجار الكبير الحجم يحتوي على 40 مرة ضعف من مادتي النيكوتين والقطران بالمقارنة مع الكمية من هذه المواد الموجودة في السيجارة الواحدة· فتدخين السيجار بشكل منتظم وإن كان العدد المدخن قليلاً إلاّ أن كمية المواد السامة والمسرطنة توجد بتركيز عال في السيجار· والجدير بالذكر بأن نسبة الوفاة من سرطانات الفم والحلق والمريء عند من يدخنون السيجار تزيد إلى 10 أضعاف بالمقارنة مع غير المدخن·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©