الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الحوسني.. سباح يغوص في تراث الأجداد لينقله لجيل المستقبل

أحمد الحوسني.. سباح يغوص في تراث الأجداد لينقله لجيل المستقبل
10 يوليو 2014 05:11
أشرف جمعة (أبوظبي) شهر رمضان الكريم بالنسبة لأحمد الحوسني -الذي تنقل في وظائف عدة حققت بعض أحلامه في تقديم المهرجانات التراثية للإذاعة- فرصة لكي تستعيد نفسه صفاءها الغامر، ويتواصل بشكل شفيف مع الحالة الوجدانية والروحية التي تتوقد في داخله مع أول صلاة تراويح، إيذاناً بدخول الشهر الفضيل ، ومن ثم والجلوس على مائدتي الإفطار والسحور يومياً مع أسرته على بساط رمضان الذي ما يلبث أن يستقبله بوجه باسم مشرق، إلا ليودعه سريعاً بعينين دامعتين. عادات وتقاليد يقول أحمد الحوسني الذي استقر به المقام بعد عمله بالتدريس سنوات طويلة بنادي تراث الإمارات، مشرفاً على الأنشطة الشبابية: في الغالب أعمل بالليل، نظراً لأن الفعاليات الخاصة بالنادي في رمضان تبدأ من بعد صلاة التراويح ، وأشعر بسعادة غامرة وأنا أرافق الأطفال الصغار لأحقق منظومة النادي الوطنية في بث روح الثقة داخل هذه الفئة ، ومن ثم تعويدهم على استثمار أوقات الفراغ في ممارسة الرياضة والتعرف على المفاهيم الوطنية ، ومن ثم الانغمار في معرفة حياة الأجداد، وما تركوه لنا من ميراث حضاري أصبح من جملة الموروث الشعبي الأصيل، الذي لم يزل يهز أعطاف قلوب الصغار والكبار بمفرداته الغنية، وتفاصيله المدهشة التي تعطي تمثيلاً دقيقاً لكل ما عاصره الأجداد، من مواقف حياتية ترتبط بممارستهم لأعمالهم الخاصة، ومن ثم الترويح عن أنفسهم عبر فنونهم الشعبية، وجلسات أسمارهم التي لم تزل معياراً دقيقاً لصفاء العادات والتقاليد الإماراتية. عشرة في بيت واحد ولا يخفي الحوسني أن يومه في رمضان يبدأ من بعد صلاة الفجر، حيث يجلس في المسجد ليقرأ بتمعن آيات الذكر الحكيم، فيتعايش مع القرآن بصفاء ذهني غامر، لأنه على حد قوله يمده بالطاقة الروحية ، ويجعله يشعر بالهدوء والاتزان، ويبث في نفسه معاني الرحمة ، وهو ما يجعله يكثر في هذا الشهر الكريم من زيارة الأقارب، وصلة الأرحام، مرضاة للرب. ويلفت إلى أنه يتجمع مع إخوته العشرة في بيت الوالد رحمه الله، لكون والدته تسكن فيه، ويكون اللقاء كل يوم سبت ، حيث تملؤه هذه الزيارة التي تجمع كل أفراد العائلة حول مائدة واحدة بفيض وافر من الراحة النفسية، وهو ما يجدد أواصر العلاقات الطيبة مع الجميع في أجواء تتسم بجمال خاص، لكونها لا تخلو من الأحاديث الحلوة الجذابة والتي تتوجها الكلمة الطريفة والمزاج اللطيف. هواية مفضلة وعن طقوسه الأخرى التي يحرص عليها في شهر رمضان المبارك، يوضح الحوسني أنه يمارس بشكل يومي رياضة السباحة بعد صلاة العصر مباشرة، فالسباحة هوايته المفضلة التي يجد فيها متعة خاصة، فضلاً عن أن انتظامه في ممارستها في شهر رمضان الكريم يساعده على تقليل وزنه، ويجعله يقبل على طعام الإفطار بمعدة مرتاحة على حد وصفه. ويشير إلى أنه في العادة يفطر على تمر ولبن ، لكن الأكلات المحببة لديه في هذه الأيام هي السمبوسة ، والهريس ، والثريد، لأنه لا يأكلها في الأيام العادية إلا مرة أو مرتين في الشهر ، أما في رمضان فتعد من الوجبات الأساسية التي تزين مائدة الإفطار ، خصوصاً وأن أولاده وبناته ، والذين تتراوح أعمارهم من 3 و 14 عاماً، يحبون هذه الأكلات، ويستثمر جلسة الإفطار في الاطمئنان على انتظامهم في قراءة القرآن، إذ إنه يشجعهم ويمنحهم الجوائز تقديراً لمن يقرأ أكثر. وعما يفتقده الحوسني في رمضان هذه الأيام يقول إنه في طفولته كان الأطفال يلعبون كرة القدم في الأحياء، وكبار السن كان يتفرجون عليهم، نظراً لأن البيوت كانت قديماً متجاورة بشكل بديع، بعكس هذه الأيام التي نقضت الشكل القديم للأحياء، فأقيمت البنايات الشاهقة التي باعدت المسافة بين الجيران ، وفككت تلك العلاقة الفريدة في الحياة الإنسانية. ويلفت إلى أنه يفتقد أيضاً الجلوس على أكوام الرمال التي كانت موجودة في الأحياء القديمة، والتي كان يمارس عليها جملة من الألعاب الشائقة مع أقرانه، وكان ينضم إليها عدد من كبار السن، وهو أضفى على رمضان نكهة خاصة، وذكريات لها وقع خاص حين يرويها الكبار للصغار. مواقف طريفة وعن بعض المواقف الطريفة التي حدثت له في رمضان الماضي يقول الحوسني: عندما أستعد لنزول حمام السباحة، أفكر جدياً في مسألة تفادي المياه حتى لا تدخل جوفي، لكي أحافظ على صومي صحيحاً، وعلى الرغم من حرصي الزائد في هذا الأمر، إلا أنني من دون قصد شربت دفعة من المياه في أثناء الغطس ، وهو ما جعلني في حالة شديدة من الحيرة ، ودرءاً للشك قضيت هذا اليوم، وبعدها أصبحتُ أشد حرصاً على ألا أقع في هذه المخالفة، ولكن الموقف الذي كان أشد طرافة هو أنني أثناء متابعتي لمباراة كرة ماء، انزلقت قدمي فوقعت في المسبح بكامل ملابسي، وعندما خرجت خلعت ملابسي، ونشرتها في الشمس حتى تبخر الماء منها، وارتديتها على الفور ، وعدت إلى منزلي، وكلما تذكرت هذه المواقف أضحك من كل قلبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©