الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما في رمضان .. ألفاظ خادشة وإيحاءات خارجة وعلاقات مبتذلة

الدراما في رمضان .. ألفاظ خادشة وإيحاءات خارجة وعلاقات مبتذلة
9 يوليو 2014 23:42
سعيد ياسين (لقاهرة) تواجه غالبية المسلسلات التليفزيونية التي تعرض حالياً هجوماً شرساً سواء من الجمهور أو النقاد، وتفاوتت أسباب الهجوم ما بين فنية وشكلية، وأخرى تتعلق بالآداب العامة والخروج على النص واستخدام ألفاظ خادشة وإيحاءات خارجة. وفي الوقت الذي انصب فيه الهجوم على بعض المسلسلات بسبب ديكوراتها الفخمة والمبالغة في مظاهر الثراء والتصوير في فيللات وقصور وشقق فندقية وطائرات خاصة، ومحاكاة الدراما التركية على صعيد الصورة والتطويل في الأحداث، تعرضت مسلسلات أخرى لهجوم أشرس بسبب تركيز مضامينها على علاقات نسائية متعددة، أو علاقات شاذة وغريبة على المجتمع المصري. اعتبر المخرج محمد خان أن بعض المسلسلات قدمت للمشاهد الأرستقراطية بمختلف مظاهرها وتجلياتها ووقعت في فخ المبالغة والاستغراق في البذخ على حساب المضمون، وقال: عادة أتابع مسلسلين أو ثلاثة، والحلقات الأولى ليست دائماً مقياساً لبقية العمل، ولكنها مؤشر على مستوى القادم، ونجد هنا أن مسلسل «دهشة» نجح فى إظهار ذكاءً في الاقتباس من «الملك لير» لشكسبير، ومهد مخرجه شادي الفخراني لإيقاع ملحمي رزين مع نخبة من الممثلين يمتلكون قدرة عالية على الأداء الفني على رأسهم الفخراني الذي يهيمن بحضور يشع بالطاقة. وأشار الى أن كاملة أبوذكري افتتحت «سجن النسا» بحرفية وقدرة على خلق المشاعر والتمهيد للدخول خلف أسوار السجن، مؤكدا أن نيللي كريم سيطرت على الدور من البداية بقدرتها على تغيير تعابير الوجه من لحظة لأخرى فهي المرأة المستسلمة في لحظة والمسيطرة في لحظة تالية والخنوعة في مشهد ثالث، والملتهبة في موقف درامى رابع. «السبع وصايا» ويقول خان، إن الحلقات الأولى من «السبع وصايا» بشرت بدراما محبوكة جيداً تعتمد على عنصر المفاجأة، مضيفا أن مسلسل «شمس» يعطى للمشاهد ايحاء بأنه شاهده من قبل ولكن في قالب مختلف، وليلى علوي العامل المشترك مع تغيير الطبقة الاجتماعية، و«سرايا عابدين» ليسرا وقصي خولي وغادة عادل ونيللي كريم وإخراج عادل أديب ذكرني بالمسلسل الإنجليزى القديم Upstairs Downstairsوكذلك بفيلم روبرت ألتمان Gosford Park حيث عالم الخدم الذين يقطنون البدروم والأرستقراط في الأدوار العليا، وما شاهدته كان استعراضا للبذخ المصري - التركي في عصر الخديوية وبدا مزدحماً بوعود توابل المؤامرات والجنس، وبهرجة الديكور سَحرت عيون صانعيه وأصبح كل مشهد بمثابة استعراض مكرر ينقصه الرقص والغناء.. ومن جهة أخرى، لم أتحمل مسلسل «صديق العمر»، حيث وجدت جمال «عبدالناصر - سليمان» باهتا «والبدلة» واسعة عليه تنافس في الإسفاف ويرى الكاتب والمؤلف جمعة قابيل، أن هيفاء في «كلام على ورق» تنافس غادة عبدالرازق «السيدة الأولى» في الإسفاف، ورانيا يوسف مع صفوة تفوقتا في المبالغة والإيحاء في «السبع وصايا»، وحريم الخديو اسماعيل في «سرايا عابدين» يحلمن بالتحليق في سماء الرذيلة مع أسيادهم، أما محمد رمضان ومصطفى شعبان والإكسلانس وحتى عادل إمام بألفاظه وإيحاءاته وحركاته يتفقون على شيء واحد، وهو عدم احترام أخلاقيات هذا الشهر الكريم، وراحوا جميعاً يقدمون للناس وجبة درامية رمضانية فاسدة شكلا ومضمونا. مفككة وضعيفة وأكد المخرج أحمد خضر، أن المنظومة الفنية كلها طالها الفساد، وخرجت تماما عن القواعد والمعايير الفنية والقائمين عليها تصوروا أن الأعمال الهابطة طالما اقتربت من الواقع فهى أعمال فنية يمكن تقديمها للناس، مضيفاً أن الفن يتجاوز الواقع ولا يعرضه كما هو، ويسعى لتقديم ليس ما هو كائن ولكن ما يجب أن يكون، فهو علم ورؤية وانعكاس لثقافة وقدرة على تقديم أعمال تعبر عن وجهة نظر بفن وموضوعية. وقال المخرج صفوت القشيري إن المبدأ الذى سيطر على صناع الدراما هذا العام ملخصه كلما أكثرت من مظاهر العنف، كنت الأكثر نجاحاً وجماهيرية.وذهب المؤلف محمد علي عرابي الى أن الدراما المقدمة حالياً هى محاولة للإجهاز على قوة مصر الناعمة، ويقول: ما نراه عبارة عن أعمال تفتقد ابسط المعايير الفنية، وتقوم على سيناريوهات مفككة ضعيفة الصياغة والحبكة وتمتلئ بالأخطاء التاريخية، وتروج للخلاعة والانهيار الاخلاقي. عزوف عن المشاهدة أما الناقدة ماجدة خير الله، فقالت: ليس ضرورياً أن يشاهد الناقد كل شيء، لأن النقد عملية اختيارية سواء كانت الأعمال جيدة أو سيئة، وبعد المشاهدة الفاحصة الناقدة وجدت أن الأعمال التى تستحق المشاهدة لامتلاكها العناصر الفنية سواء السيناريو والإخراج وأسلوب الأداء هي «سجن النسا» و«السبع وصايا»، وأشارت الى أنها تنتظر مشاهدة باقى حلقات «سرايا عابدين» والخروج برأى ينفى الصورة الذهنية لـ «حريم السلطان» وامتلاكه بعض الخصوصية في الحلقات القادمة. وأضافت: بعض المسلسلات لم أضيع وقتي في مشاهدتها وهذا موقف شخصي لا أفرضه على أحد، فقد تسرب إليّ عزوف عن مشاهدة ولو حلقة وحيدة منها بسبب أبطالها وطاقم العمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©