الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيب و ستيف.. وجهان متشابهان لـ«العبقرية»

بيب و ستيف.. وجهان متشابهان لـ«العبقرية»
16 أكتوبر 2017 08:58
دبي (الاتحاد) أصبح بيب جوارديولا أيقونة تدريبية حتى وإن اختلف معه البعض، وسبقه ستيف جوبز العبقري الذي أبهر العالم، وكان شريكاً في تغيير وجه الحضارة الإنسانية بأجهزة «آبل»، كلاهما عمل بشعار «فكر بشكل مختلف»، لينجحا معاً في جعل العبقرية كمفردة في قواميس اللغة العالمية ترتبط باسم كل منهما بدرجة ما، وهو ما سبق أن ألمح به خورخي فالدانو. ولكن ما الرابط بين بيب وستيف؟ بالطبع تبدو كرة القدم مجالاً مختلفاً كلياً عن مجال عمل جوبز، ولكن الروابط بين الشخصين كثيرة ولا يمكن تجاهلها، فكلاهما انطلق من نقطة الصفر، سواء في التدريب أو تقديم جهاز جديد للعالم يغير من الواقع، فقد كانت انطلاقة جوارديولا المجهول تدريبياً مع البارسا، وفي المقابل تمكن جوبز من تهديد عرش إمبراطورية بيل جيتس، ونجح تدريجياً في أن يحكم عليها بما يشبه السقوط. رابط آخر يعزز من منطقية المقارنة بين بيب وستيف، وهو الأناقة، فالأول لا يريد أن يحقق الانتصارات ويفوز بالبطولات دون أن يقدم فريقه الأداء الجذاب والكرة الممتعة، والثاني لا يقدم للعالم أجهزة تقوم بوظيفتها الأساسية دون أن يضيف لها لمسة جمالية واضحة. أما البعد الثالث في شخصية بيب وستيف، فهو سهولة الأداء، وهو أمر لا يحتاج إلى تفسير، ويبدو واضحاً للجميع سواء في الكرة السهلة الممتعة التي يقدمها «سيتي» وتلك التي كان يقدمها برشلونة، كما أن سهولة استخدام أجهزة آبل أمر لا يختلف عليه أحد، فالسهل الممتع الممتنع يجمع بين الرجلين. أما أكثر جوانب التشابه بين الفيلسوف الإسباني والعبقري الراحل جوبز، فهو عدم اهتمامها بالمنافس، كلاهما يضع تصوراته وخططه ويرسم أحلامه وطموحاته بطريقته الخاصة دون أن يقيم للمنافس وزناً، ودون أن يهتم به، والمفارقة أنهما نجحا بطريقة أو بأخرى في تحقيق النجاح بهذه الفلسفة الخاصة، فقد فعلها بيب مع البارسا، وها هو يكرر المشهد مع سيتي، وإن كان للدوري الإنجليزي تقاليده التي قد تقف في وجه بيب في مرحلة ما، وعلى الجانب الآخر فعلها جوبز ولم يهتم بالمنافسين، ليجدهم وقد أوشكوا على الزوال من المنافسة. والمفارقة أن بيب وستيف بينهما رابط شكلي وإن بدا بسيطاً، وهو الرشاقة التي يتمتع بها كل منهما، وعلى مستوى ملامح الشخصية يبدو الرابط موجوداً، فكلاهما ليس مغرماً بالتصريحات العنترية، حيث لا توجد أي نوايا للحصول على شهرة بتصريح مثير، أو الرد على تجاوزات المنافسين، مما يجعلهما الأقرب والأجدر بإضافة بعد آخر لمعنى «العبقرية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©