الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موائد الإفطار..صغار يؤدون أدوار الكبار

موائد الإفطار..صغار يؤدون أدوار الكبار
24 يونيو 2015 00:37
لكبيرة التونسي(أبوظبي) يستعد «أحمد وأيمن وهبة وهاجر وآية» وغيرهم من أطفال أحياء أبوظبي يوميا لمد يد العون والتطوع للإسهام في إنجاح موائد الإفطار التي تمتد بالقرب من المساجد في الأماكن المكتظة بالسكان. ورغم ارتفاع درجة الحرارة يتسابقون على الخير ويتنافسون على قضاء أكثر من ساعة قبل موعد الإفطار في المساعدة على تجهيز المائدة وتوزيع الأكل والماء والتمر والعصائر على العمال والفقراء الذين يقبلون على باحات المساجد. وعن هذه الحركة التطوعية الخيرية التي ينخرط فيها الكبير والصغير، قال والد أحد الأطفال إن ابنه أحمد تعود التطوع مع أصدقائه في منطقة الخالدية قبل سنتين، إيماناً بأهمية العمل الخيري في بناء شخصية الطفل، وتنمية روح العطاء، فرغم ارتفاع حرارة الشمس فإن أحمد يخرج مع رفاقه بعد صلاة العصر، يلعبون كرة القدم، وبعد السادسة يبدأون في تجهيز المائدة وترتيبها، بحيث يضعون التمر واللبن والأكل والفواكه. مفهوم العطاء وقال محمد الأمين إن فعل الخير في الإمارات لا يقتصر على المؤسسات المجتمعية التي تواصل مبادراتها في البذل والعطاء خلال شهر رمضان المبارك والتي تتنوع بين تنظيم إفطار جماعي، ومحاضرات دينية تعبر عن روح الشهر الكريم ومزايا العطاء والخير التي تزداد وتتنوع مع حلول رمضان، مؤكداً أن للأفراد أيضا دورا كبيرا في تعزيز مفهوم العطاء، ضمن مبادرات لا تشمل المفهوم المادي فحسب، بل تمتد إلى المفهوم المعنوي من خلال التطوع، حيث يبدأ التسابق لتنظيم فعاليات خيرية تطوعية يسهم بها الشباب في تقديم يد العون والمساعدة لكل من يحتاج ذلك خلال الشهر الفضيل، كما هي العادة في كل عام. وأضاف:« ترتفع وتيرة العمل الخيري كل يوم وفي هذا الإطار انضم هؤلاء الأطفال لمبادرات شبابية خيرية تلقائية تسهم في تنظيم العمل الخيري، حيث يجلب المحسنون الأطباق، أو تتكفل بعض المطاعم بتزويد باحات المساجد بالأكل، في حين يلعب هؤلاء الأطفال دوراً مهما في توزيع الأكل وتفريغ التمر من العبوات والماء واللبن وتقديمه للصائمين، وتجهيز كل ما يلزم قبل ساعات الإفطار بقليل، وقد لاحظت تنافسهم على عمل الخير.. كانت العملية تقتصر على بعض الأطفال أما اليوم فتجاوز عدد هؤلاء العشرات». بيئة معطاءة وعن السبب في زيادة الخير في الشهر الكريم، وإقبال الأطفال على التطوع من تلقاء أنفسهم وبتشجيع من بعضهم البعض يرى محمد الأمين أن السبب في ذلك يرتبط بروح الشهر الكريم، حيث تكثر التبرعات ويزيد العطاء، وبيئة الإمارات التي تشجع على العطاء وحب الخير، لافتاً إلى أن ذلك تترجمه أيضا الزيادة في حجم التبرعات من المواطنين والمؤسسات. وأوضح «أن سمات هذا التبرع المعنوي يلغي الكثير من المسافات والاختلافات بين الأطفال ويوحدهم ويظهر صورة تشاركية في المجتمع، فعندما ينشأ الإنسان في بيئة تحفز على البدل والعطاء.إن ذلك يسهم على التنشئة السليمة والداعية إلى مساعدة الآخرين، ويبدأ ذلك من خلال الأسرة والمجتمع المحيط، ولعل ذلك سيكون له دور كبير في تهذيب روح هؤلاء الأطفال ويسهم في تنشئتهم التنشئة الصحيحة». أحب التطوع وقبل أن يحل الشهر الكريم بدأ أيمن ( 9 سنوات)ورفاقه التنسيق حيال كيفية التطوع، ورغم ارتفاع حرارة الشمس فإنهم لا يتأخرون في مد يد العون لتجهيز المائدة وتوزيع الأكل، وقال في هذا الإطار إنه سعيد جدا بتنفيذ هذه المهمة، لافتاً إلى أنه لا يحب مغادرة الحي الذي يزيد فيه الخير والتطـــوع والعطـــاء وتفيض فيه المواد المتبرع بها عن الحاجة. وأضاف: بدأت التطوع في هذا الحي قبل سنتين، في البداية كنت أخرج لأستمتع بلعب كرة القدم، ولكن لاحظت أن أصدقائي يساعدون في جلب الأكل من بعض المطاعم، ويوزعون التمر والماء والفواكه حسب المتوفر من المواد وما يقدم الناس من خير، ثم انخرطت معهم، وأشعر بسعادة كبيرة وأنا أقوم بهذا العمل الخيري. الرضا من جانبها قالت الطفلة هبة المدني 11 سنة، إنها تشعر بالرضا كلما خرجت من البيت لتسهم يوميا في هذه العملية التي انخرطت فيها تلقائيا، وأوضحت أن تطوعها في الحي جعلها تشعر بالرضا على نفسها، وشرحت بدايتها مع التطوع: يحلو لنا اللعب قبل صلاة المغرب، ونكون في إطار مجموعات، فشجعنا بعض الأشخاص على مساعدتهم لمد مائدة الأكل وتوزيعه على العمال، ومن ثم أصبحت عادتنا اليومية خلال شهر رمضان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©