الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا خوف على الإسلام من المتطرفين

لا خوف على الإسلام من المتطرفين
17 يناير 2015 21:46
يرى د. خليفة علي السويدي أنه في عالم يموج بالصراعات، وتحاك فيه أخطر أصناف المؤامرات، في زمن انتشر الخبر فيه أسرع من البرق واستثمر فيه البعض أجهزة الإعلام المتطورة لنسج خيوط التآمر من أجل أهداف في نفس من ساسها وخطط لها، في مثل هذه الأوقات التي خلط فيه البعض الغث بالسمين، في جو من الإحباطات والصراعات يبزغ الأمل من عند رب العالمين، فيردد العقلاء مع التالين. «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ ». نعم محاولات تترى، وصرعات تتوالى، حتى شك البعض في دينه، هل هذا هو الإسلام الذي جاء رحمة بالعباد والبلاد، وهل هذا هو الدين الذي بنى للمجد حضارة قادت أوروبا الحديثة للخروج من عصر الظلمات إلى الاختراعات! أم أن فهمنا للدين لايتناسب مع هدي خير المرسلين عليه من رب العالمين أزكى صلاة وتسليم. كلما أوشك العالم على لملمة جراحه. أفاق على انتكاسة أمنية أممية، تداعى الكل إلى شجبها ورفضها واستنكارها. فالتاريخ الحديث أصبح يؤرخ مرحلياً بأحداث نيويورك ولندن وأخيراً باريس. والزمن رحمه حبلى بالمزيد ما لم يتداع العقلاء في العالم بعيداً عن الأجندات السياسية والمصالح الآنية، إلى سعي حثيث، وجهد في الدرب الصحيح، لإصلاح الخلل وجبر الزلل وإيقاف أهل التطرف من شتى النحل باسم القانون الدولي عند حدهم. أحداث باريس الأخيرة أدانها كل العقلاء والنبلاء، لكن القليل هو الذي سعى لبحث سر البلاء. ومن أجمل ما قرأت ما ورد في «روسيا اليوم» ، حيث صرح «ديميتري روغوزين» نائب رئيس الوزراء الروسي عقب التظاهرة التي خرجت ضد الإرهاب في فرنسا أن الإرهاب شر لا يمكن تبريره، لكن استبدال حرية الكلمة بحرية الإهانة «أمر غير مقبول». نعم ياسادة كلمة حق صدع بها من لم نتوقعه. الاٍرهاب شر لا يمكن تبريره لكن حرية التعبير لها حدودها وإهانة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هو حرية لإهانة كل المؤمنين بالرسائل السماوية. فنحن كمسلمين نصلي ونسلم على كل نبي مرسل ونؤمن بهم جميعاً، ويكفر منا من شكك في نبوة أحدهم، لكن في المقابل: أين القانون الذي يلزم غير المسلم باحترام نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام. لقد نجح اليهود في سن قوانين دولية تحت مبدأ معاداة السامية. هذا القانون يجرم كل من تكلم عنهم أو انتقدهم أو حتى شكك في مزاعمهم. وكم من المفكرين الأوروبيين تم سجن أفكارهم باسم هذا القانون. امنعوا الشباب من السفر لتركيا يرى تركي الدخيل أنه سواء كان التقصير التركي إداري النزعة، أو سياسي الهوى، فإننا أولى بحماية أراضينا من مجاملة الدول حتى الدول الصديقة.. فلنسد الثغرات الإرهابية قبل وقوع الفأس بالرأس! لم تكن تركيا بمنأى عن المساءلة في مجال تسهيل تحرك أعضاء تنظيم "داعش" بين الدول الأوروبية وسوريا. بعد حادثة "شارلي إيبدو" طالبت ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية تعاون تركيا، ورفع مستوى الجدية لديها في محاربة التنظيم الكارثي. بالطبع تركيا ترد بالثقة المطلقة كما هو رد "أوغلو" الذي قال إن بلاده تقوم بكل جهدها لمحاربة الإرهاب، بينما الأسئلة تفتح أمام النظام التركي: كيف تمكّنت "حياة بومدين" زوجة منفذ الهجوم على متجر في باريس من الدخول إلى سوريا عبر تركيا؟ وكيف تمكّن أعضاء تنظيم داعش من التصوير في حافلات تقل المدنيين الأتراك وسط تركيا؟! الغريب أن رد وزير الخارجية داود أوغلو جاء كالآتي: "إن العالم ليس حازماً في حربه على الإرهاب"، مشيراً إلى عدم وجود تعريف متفق عليه للإرهاب عالمياً حتى الآن! حرائق ليبيا.. أين المجتمع الدولي؟ يقول خليل علي حيدر: كم هو مؤلم ومخيب للآمال ولطموحات وتطلعات الشعب الليبي، ومن تمنى له الخير بعد خلاصه من ديكتاتورية «القذافي»، وحش طرابلس الذي جثم على صدره نحو أربعين عاماً، كم هو محزن أن تغرق ليبيا في كل هذا الاقتتال والدمار والتفجيرات والتصفيات، وأن يكتشف المراقب للأحداث منذ نشوب الثورة في طرابلس ونجاحها في الإطاحة بنظام الطاغية، أن نجل القذافي «سيف الإسلام» لم يكن مخطئاً ومبالغاً عندما تنبأ عشية سقوط حكم والده بفشل هذه الثورة وبنشوب الحرب الأهلية واحتراق النفط وتنازع القبائل والمناطق وباختصار دمار البلاد. ويتضاعف الألم عندما ينظر الإنسان في مؤهلات التقدم والرخاء في ليبيا، من حيث سعة الأرض وقلة السكان وضخامة الثروة النفطية والقرب من أوروبا، وكل مستلزمات بروز دولة حديثة وشعب ينافس في رفاهيته أكثر الدول العربية ثراءً، إلا أننا نجد أن الأمور تسير عكس كل هذه التوقعات، حيث الخراب يزداد والنيران تمتد والبؤس يعم شرق البلاد وغربها، ومؤسسات النفط والمطارات تتعرض للقصف والتفجير والاحتراق. نساء «القاعدة».. «عافية» هي الأخطر يقول د. عبدالله المدني: نساء «القاعدة» و«داعش» وأخواتهما كثيرات منهن السعوديتان هيلة القصير، ووفاء الشهري، والعراقية «سجى الدليمي» والمغربية «فتحية المجاطي» والبلجيكية من أصل مغربي «مليكة العرود» وصولاً إلى «حياة بومدين» الفرنسية من أصل جزائري التي شاركت مؤخراً في مجزرة «شارلي إيبدو». غير أن الباكستانية «عافية صديقي» تبقى الأخطر، بدليل أن «القاعدة» و«داعش» تستميتان من أجل استرجاعها من السجون الأميركية. وهناك أربع وقائع تؤكد ذلك، كان آخرها في 2014 حينما قدمت «داعش» أولاً عرضاً بمبادلتها بالرهينتين «ستيفن سوتلوف» و«ديفيد هاينز» قبل ذبحهما، ثم قامت بتجديد العرض قبل جز عنق الصحفي الأميركي «جيمس فولي». وتختلف «عافية صديقي» عن غيرها من «القاعديات» و«الداعشيات» بأنها تحمل مؤهلات علمية عالية. فهي مثلاً حاصلة على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة أميركية عريقة هي «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، بل إن الأدبيات الصادرة عن التنظيمين المتطرفين تنفخان كثيراً في حجم قدراتها العلمية بقولها مثلاً إن صديقي حاصلة على 144 دكتوراه فخرية من أعرق الجامعات، ناهيك عن قولها إنها طبيب الأعصاب الوحيد في العالم الحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد، وأنه لا يوجد حتى في أميركا من تحمل مؤهلاتها. والمعتقد أن الهدف من هذا هو تمرير رسالة تدحض ما يتم تداوله من أن البسطاء والمحبطين وأنصاف المتعلمين هم فقط من يلتحقون بـ«القاعدة» و«داعش» وأخواتهما. وبعبارة أخرى تريد الرسالة أن تقول: «ها هي عالمة متخرجة من أرقى جامعات الغرب، وتعتبر من صفوة المجتمع الباكستاني تلتحق بنا عن قناعة». سليمان القانوني لن يعود يقول د.سالم حميد : في القضية الفلسطينية ناصر أردوغان طرفاً على حساب آخر لا لسبب سوى أن هذا الطرف يشاطره «الأخونة». الحنين للتاريخ بمفرداته القديمة يجتاح كل فرد حينما يشاهد مسلسلاً تاريخياً يتحدث عن موروثه وإرثه التاريخي القديم، ولكنه لا يصل إلى درجة هوس يصرّ على إعادة إنتاج ذلك التاريخ في زمان غير زمانه، وظروف تختلف تماماً عن ظروفه، غير أن «الإخواني» رجب طيب أردوغان ينسى دائماً أنه رئيس لتركيا الأتاتوركية العلمانية التي تمتاز بنظام جمهوري له مراسمه وقوانينه الخاصة التي تختلف عن غيرها من النّظم الأخرى، فتصرفاته والعديد من أقواله تدلل على إعجابه اللامتناهي بالإمبراطورية العثمانية القديمة، بل وتتلبسه في كثير من المواقف أوهام سلطانيته الذاتية، وتأتي تصرّفاته في معظم الأحيان تقليداً للسلاطين لا الرؤساء، وحلمه الواهم بإعادة الإمبراطورية العثمانية والمصطدم بعقبة حلم آخر بدخول الاتحاد الأوروبي ظلّ واضحاً في مختلف أفعاله وأقواله وتصرّفاته ورهانه على «الإخوان» المتأسلمين، وتبقى فعائله «الإخوانية» الواضحة دليلاً آخر على ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©