أصبح الإنسان على دراية تامة بكل المنجزات التي تحققت بسبب توافر الطاقة الكهربائية، وواكب اتساع الشبكات الكهربائية وتطورها، وتنوع استخدامات الكهرباء في شتى مجالات الحياة، وفي الوقت ذاته تزايدت الحاجة للشعور بالأمان، لأن سوء الاستخدام يؤدي إلى حوادث وكوارث مميتة، إلى جانب الخسائر التي تنجم عن الأعطال، وهناك الكثير من حوادث الحرائق، كان يمكن تفاديها مع تفادي الإصابات المؤسفة، لو تم التعامل مع الكهرباء بطرق صحيحة وآمنة، وقد تم استغلال تلك الطاقة لتسيير عجلة التقدم والنهضة العمرانية والتعليمية، وتعد الكهرباء عنصراً أساسياً لاستمرار التقدم والرخاء، حيث لا يمكن أن تقوم أي مشاريع اليوم ولو شخصية إلا بتوافر الكهرباء.
في فصل الصيف يشتد الضغط على محطات توليد الطاقة الكهربائية، وفي داخل البيوت تترك أجهزة التكييف تعمل طوال الوقت لدى كثير من الأسر، وهناك طرق عدة للترشيد، ومنها أن كل مستهلك في حال قام بصيانة أجهزة التكييف، فإن ذلك يعمل على توفير الطاقة، كما يجب تظليل معدات التكييف الخارجية لتقليل تعرضها للشمس، ومن المهم الحرص على غلق الأبواب والنوافذ وأي فتحات في الجدران لمنع تسرب الهواء البارد، لأن ذلك يشكل ضغطاً إضافياً على الطاقة الكهربائية، وأيضاً المطلوب إطفاء أي أجهزة كهربائية بعد الانتهاء من استخدامها، لأنها تولد حرارة في الغرفة.
نحن بحاجة إلى الوصول لحلول من أجل تخفيض الانبعاثات، واتفاق بشأن التكنولوجيا والحوافز الأخرى، لتعزيز عمل المناخ في كل مكان، وتحتاج الدول كافة إلى الالتزام القيام بالمزيد من المبادرات، مثل أن يحث المجتمع على إغلاق كل المصابيح كمثال في وقت واحد، من باب التعاون والتكاتف مع أجهزة الدولة، لأجل تقليل الضغط والحمولة عن محطات توليد الطاقة، فنحن لدينا كوكب واحد فقط، وبصمتنا البيئية العالمية أكبر مما يمكن لكوكبنا احتماله، ونحن نواجه خطر تناقص مواردنا الطبيعية التي تعتمد عليها حياتنا. الاعتماد كاملاً على الطاقة المتجددة هو أمر ممكن، من خلال الالتزام الدولي الرسمي، والاستثمار في تطوير الطاقة البديلة، مثل الطاقة الشمسية والهوائية، وطاقة الأمواج، وغيرها، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك الطاقة، سيصبح مستقبلٌ تديره موارد طاقة آمنة نظيفة وفعالة أمراً في متناول أيدينا.
إن التوعية بأثر الاعتناء بالأجهزة الكهربائية وإجراء الصيانة لها، سوف يعود أثره الإيجابي على الأسرة،لأن كل جهاز كهربائي إن تمت صيانته، فإنه لن يستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية، وبالتالي ستنخفض قيمة الفاتورة، ويعمر ذلك الجهاز طويلاً، لكنْ كثيرون منا لا يدركون ذلك، خاصة أن معظمهم لا يشاهد البرامج التوعوية، ولا يعطيها تلك الأهمية، ويقترح أن يتم طبع نشرات توعية قبل دخول موسم الصيف بشهر على الأقل، بالتعاون مع جهات تشكل وكيلاً مسانداً، وأن توزع تلك النشرات على المستهلك في الجمعيات التعاونية ومحال «السوبرماركت» بلغات عدة.
المحررة | malhabshi@alittihad.ae
عدد اليوم
