الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدايخ» تبحث بالكاميرا عن صورة تراها في أحلامها

«الدايخ» تبحث بالكاميرا عن صورة تراها في أحلامها
22 يونيو 2012
أكدت المصورة زينب الدايخ أنه الكاميرا ترافقها في كل الأوقات خلال مسيرة 20 عاماً، التقطت خلالها العديد من الصور وشاركت في المعارض، لكن لازالت تبحث عن صورة مبهرة تراها في أحلامها، لتعتبر تلك اللحظة يوم عرسها. (بيروت)- تفصيلاً أشارت إلى أنها كانت تقول في طفولتها، أريد أن أصبح مصورة فوتوغرافية، وعرفت بعد فترة أن حلمها يواجه مصاعب كثيرة، فقررت تجاوزها في مجال آخر، فاختارت الانضمام والانتساب إلى مديرية الدفاع المدني، لمساعدة الناس والمصابين، لكن الصدفة قادتها الى حمل الكاميرا وتحقيق أمنيتها في الانخراط بالمهنة. وتصف المصورة زينب الدايخ الصورة عندما يخرج وميضها من الكاميرا، كأنها تجسد الحدث بكل جوارحه ومكنوناته وهواجسه، وتشعر بأن أي لقطة صورتها فيها سنوات عمرها، حيث تستعيد بواسطتها كل نبضة من نبضاتها، التي تقذفها دفعة واحدة، بقوة في وجه الموضوع الذي تقوم بتغطية احداثه، لذلك تحب الاستمرارية في هذه المهنة، وتكتفي بحكم الناس على تقنية ومهارتها في التصوير. وقالت، كل لقطة جيدة وعفوية ومريحة، التقطتها الكاميرا اعتبرها عرساً لي وانجازاً مهماً في حياتي، على الرغم من إيماني الدائم انني لا زلت في أول الطريق. حول الكاميرا واللقطات العفوية المعبرة، أشارت المصورة زينب إلى أنها تستلهم منها الخبر في مصداقية وموضوعية، لأن اللقطة التي تأتي من قلب الحدث، تجعل المشاهد يشعر بحقيقة الصورة، التي أصبحت تترجم الخبر والرؤيا والابداع، وتعكس تجربة الشغف الروحي، الذي يمتزج من سراديب المكان، ورائحة الزمن، بأنامل تتوخى صناعة الاعمال الفنية، بما يشبه الانتصار الذي يحققه المبدع في رحلته، مع الحياة والجمال والعطاء، في مسيرة يضفي عليها الخبرة والابتكار، لان محاولة الامساك بجزئيات الصورة، ليس بالأمر السهل، كما أن شمولية المضمون ليست متاحة دائماً. هواية عن العلاقة مع الزملاء المصورين، وكيفية التنسيق والتعاون معهم، اجابت: بصراحة فرضت نفسي في العمل وسط زملاء المهنة الواحدة، وهذا ما اهلّني إلى صداقة عمل وتعاون مع مختلف المصورين، حيث نتواجد يومياً في العديد من المناسبات والمحطات، لتغطية الأحداث والأوضاع على مختلف مستوياتها في الساحة اللبنانية، والطرف الآخر يقدر جهودي ويحترم كفاحي، لاننا نعيش اليوم في عصر المساواة، فلا فرق في أي عمل بين المرأة والرجل، فالكل سواسية أمام النجاح والتفوق والخبرة، والمواظبة على الاستمرار في التقدم، وانا عندما قررت التفرغ في التصوير الفوتوغرافية، واقتحمت هذا المجال من دون خجل او استيحاء، وتفوقت فيه باعتراف الجميع. وأضافت، العلاقة مع الوسائل الاعلامية بدأت مع مجلة خليجية عملت فيها عشر سنوات متواصلة، وكنت اقوم بتصوير جميع المناسبات، خصوصاً الفنية والثقافية الى جانب التحقيقات الاجتماعية، بعدها انتقلت إلى مجلة خليجية أخرى، ومن ثم عملت في صحف ومجلات بشكل حر أي «حسب الطلب». وقالت،زينب الدايخ، بشكل عام، كانت معظم المناسبات التي أقوم بتصويرها تتعلق بشؤون المرأة وشجونها، من فنون وأزياء وماكياج، وسهرات وصبحيات لجميعات نسائية وأهلية، إلى جانب الحفلات الفنية الليلية التي يحييها كبار الفنانين، وتعاملت مع وسائل إعلام عديدة وصحف ومجلات لتزويدهم بالصور التي يحتاجونها، ووجدت الرضا والقبول والتشجيع، وايضاً الثناء على العطاء أكثر من قبل المسؤولين عن الصحف والمجلات. قراءة المشهد حول الكاميرا وأجمل اللقطات لديها، أوضحت المصورة زينب الدايخ أنها تحمل آلة التصوير منذ 20 سنة تقريباً، حتى باتت تشعر بأنها ولدت معها، وهذا القول لا مبالغة فيه، لأنها تعتبرها شخصاً آخر يلازمها ويرافقها في عملها، وتتعامل معها برقة وحنان، لأنها تملك العيون القادرة على قراءة المشهد بكل شفافية، مشيرة إلى المصور البارع هو الذي يتحكم في الكاميرا باللطف والهدوء. أما بالنسبة لأجمل اللقطات، فحسب قولها، لم تحصل بعد على صورة مميزة، حيث كانت هناك محاولات عديدة من قبلها لكنها لم تشعر أنها التقطت الصورة التي تريدها، والتي تراها دائماً في أحلامها، موضحة أنها التقطت صوراً جميلة متعددة، حيث ترغب بتصوير كل شيء اوجده الله وخلقه للانسان، وشاركت بأكثر من لقطة في معارض عدة منها معرض مؤخراً عن البيئة. وحول الغيرة مع زملاء المهنة، والفوز في مسابقات التصوير، قالت، بالعكس افرح كثيراً لدى فوز اي زميل في اي جائزة محلية كانت ام عالمية، وهذا الامر يدفعني الى العطاء بجدية والمثابرة للوصول الى ما أتمنى وأحلم به، بالرغم من ان ظروفي الاجتماعية حساسة جداً، فأنا مسؤولة عن اعالة اهلي ومساعدتهم مادياً، وهذا الدافع يؤخر قليلاً في مسيرتي بعالم التصوير، نظراً للاعباء الملقاة على عاتقي. وعن تعليقها حول ما يسمى «خذلان الكاميرا» في بعض الاحيان، أجابت زينب، لم تخذلني آلة التصوير أبداً، فهي ثابتة بطبعها وانا احركها كيفما اشاء، بل العكس إن العديد من الاشخاص هم الذين خذلوني، ولا أعرف الأسباب مع إنني أتمنى الخير لكل زملاء المهنة. انفجار البسطا اما عن المخاطر والاخطار التي يتعرض اليها المصور، فقالت إن المخاطر لا بد منها وهي موجودة دائماً وخصوصاً في لبنان، لاسيما تلك المتعلقة بتغطية أحداث الصدامات، وحالات الاقتتال، وقطع الطرقات، وهنا لا بد من مواجهة المصاعب وركوب المغامرات في عملية التصوير، وفي مرات عديدة تعرضت للموت أيام الحرب الاهلية. وأشارت المصورة زينب الدايخ المصور حين يدخل موقع أي حدث لالتقاط الصورة المطلوبة، لا يعرف مدى الخطر الذي يحيط به، والامر يكون مفتوحاً ومكشوفاً على كل الاحتمالات، عدا الشعور الذي يتملكه وهو يتنقل بحثاً عن الصور الحية من موقع الحدث، إلا أن الموت وانقضاء عمر الانسان يعود للخالق سبحانه وتعالى، وأنا مؤمنة بقدري ونصيبي، وقبل دخولي المهنة كنت منتسبة لمديرية الدفاع المدني التي تبوأت فيها مراكز ومهمات جيدة، عدا امتلاكي خبرة واسعة في هذا المجال، خصوصاً لدى وقوع حريق كبير أو انفجار معين، أو تهدم مبنى سكني قديم على رؤوس ساكنيه، وفي إحدى المرات ولدى وقوع انفجار في منطقة البسطا – شارع المأمون، رميت الكاميرا التي احملها لتغطية هذا الحدث، وساعدت في نجدة المصابين ونقل الجرحى إلى المستشفيات، وانقاذ بعض المطمورين تحت الركام، ولم آخذ أي لقطة لموقع الانفجار الحاصل. وقالت، بطبعي لا أحب صور الجثث والقتلى التي نشاهدها خلال القصف والحروب، عدا عن صور الدمار والخراب، في هذه اللحظات تنتابني مشاعر الانسانية، فانصرف إلى المشاركة في عمليات الانقاذ بعيداً عن الكاميرا. مهنة التصوير وتضيف، إن مهنة التصوير تدفعك دائماً للعمل بثبات والاعتماد على النفس أولاً وأخيراً، وهذا ما يعطي المصور ثقة زائدة وقوية، يقدر من خلالها فرض ذاته على الحدث والخبر معاً، مع العلم أنه في بعض الأحيان تنتاب المصور موانع خارجة عن إرادته، يشعر فيها أنه يقف عند حد معين من دون تقدم، وهذا ما يؤثر في اكمال مسيرته وانطلاقته نحو الافضل. أما بالنسبة إلى عروض العمل التي تلقيتها، فهي عديدة وجميعها من مؤسسات اعلامية خارج بلدي، لكنني افضل البقاء في لبنان للاسباب التي شرحتها سابقاً، فأنا مسؤولة عن اعالة والدتي واخوتي والبقاء إلى جانبهم، وهذا ما يحول ورغبة السفر للعمل في الخارج. الغوص في الأسرار تحدثت المصورة زينب الدايخ عن مهنة متاعب البحث عن المتاعب، التي بدأت معها كهواية ثم أحبت الغوص في أسرارها، فاعتبرت الكاميرا، لعبة عزيزة، فعندما تبتعد عنها تشعر بغربة، ولا تعرف أحاسيسها إلاّ حين تفارقها، حيث حملت آلة التصوير وهي في سن الـ 13 عاماً، وبدأت العمل في التصوير الفوتوغرافي منذ التسعينات، بالرغم من أنها كانت تدرس علم الآثار، وتوّد الاختصاص بهذا الفرع، إلاّ أن مهنة التصوير انتصرت لديها، فتفرغت لها ولا زالت تعمل بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©