الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..إيران بين «حزب الله» و«طالبان»!

غدا في وجهات نظر..إيران بين «حزب الله» و«طالبان»!
23 يونيو 2015 18:26

إيران بين «حزب الله» و«طالبان»!
يرى محمد خلفان الصوافي أن «طالبان» ورقة سياسية جديدة تحاول إيران توظيفها في زعزعة استقرار المنطقة..عندما تتحرك إيران في اتجاه يخالف طبيعتها السياسية والعقائدية، فهذا يعني أنها في «مأزق سياسي» وتبحث عن مخرج لإنقاذ نفسها.
أُعلق هنا على التسريبات الإعلامية التي انتشرت مؤخراً، حول زيارة وفد من حركة «طالبان» الأفغانية، الحركة التي تنتمي مذهبياً للسنّة، إلى إيران، الدولة التي تستخدم المذهب الشيعي للتغول والتدخل في جوارها السنّي.
السبب الحقيقي لهذا التطور، أن إيران لم تعد تتمتع بـ «الميزة الاستراتيجية» في المنطقة، والتي كانت لها قبل بداية «عاصفة الحزم»، والتي كان أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، يوفرها لها في المنطقة العربية، سياسياً وإعلامياً.
فهذه الحرب هي بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير»، فقد أُصيبت إيران بخسائر يبدو أنها مؤلمة!
لم تكن إدارة الصراع مع إيران بالقوة العسكرية فقط، وإنما كانت إحدى أدواتها، بل كان هناك نشاط دبلوماسي واقتصادي وإعلامي عربي واضح ونشيط.
دبلوماسياً، شهدنا أكثر من زيارة لمسؤول عربي (الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومؤخراً ولي ولي العهد السعودي) إلى أحد أهم حلفاء إيران وهو روسيا، وبالتالي فهذا يعتبر اختراقاً سياسياً مهماً ضد إيران.
ومن الناحية الاقتصادية، خفّضت الدول المنتجة للنفط أسعار البترول في السوق العالمية للتأثير في الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على عائدات النفط من العملة الصعبة، فزادت المصاعب في تمويل الحركات التي تعتمد عليها إيران في إثارة الفوضى في المنطقة، مثل «حزب الله» اللبناني والحوثيين.
أما إعلامياً، فكثير من الإعلاميين العرب الذين كانوا يرون في السياسة الإيرانية نجاحاً، لأنها وقفت ضد إسرائيل، فإنها بعد فضح مواقفها في سوريا والبحرين خسرت الكثير، بل إن استضافة بعض القنوات الإعلامية العربية لبعض الشيعة المعتدلين زاد من توضيح الحقيقة الإيرانية، وبالتالي يمكن فهم أسباب اتجاه إيران للتقرب من «تنظيمات تعاني التهميش».

إيران.. بين اليمن وسوريا

يقول د. وحيد عبد المجيد: كان واضحاً عندما دعا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد لقاء تشاوري في جنيف حول الأزمة اليمنية، في 28 مايو الماضي، أنه لا جدوى من مثل هذه اللقاءات من دون استعداد إيران لحل سياسي يبدأ بالتزام وكلائها الحوثيين بقرار مجلس الأمن رقم 2216، لذا كان إعلان تأجيل ذلك اللقاء قبل يومين على موعده خطوة موفقة، لكن بدلاً من التصرف الطبيعي في مثل هذه الحالة، وهو تشديد الضغوط من أجل تنفيذ القرار 2216، على الأقل لحفظ كرامة المنظمة الدولية وهيبتها، وُجهت الدعوة مجدداً إلى لقاء في جنيف الأسبوع الماضي دون أن يجد جديد على صعيد إمكانات تحقيق تقدم فيه.
لذلك فالسؤال الذي يثيره هذا المنهج في الإدارة الدولية للأزمة اليمنية هو: أي جدوى لتشاور أو تفاوض يشارك فيه طرف لا يملك قراره، ويرتهن لإرادة غيره، ويعمل ذراعاً له وأداة لتحقيق مشروعه؟
يعرف القاصي والداني أن جماعة «أنصار الله» الحوثية ليست إلا إحدى الأذرع الإقليمية المستخدمة في مشروع التمدد الإيراني في المنطقة، لذلك لم يكن خبراً في حد ذاته ما نشرته صحيفة «الجارديان» الأسبوع الماضي عن توجه مستشارين إيرانيين إلى جنيف ليكونوا على مقربة من اللقاء حول الأزمة اليمنية، فهذا أمر متوقع في ظل سعي إيران ومن ورائها جماعة الحوثي وحلفائها إلى إطالة أمد الصراع في اليمن، ومن ثم تفريغ لقاء جنيف من أي مضمون، ولكن بطريقة لا تضعها في مواجهة المجتمع الدولي. وهذه مهمة أكثر صعوبة، مقارنة بإفشال جولات الحوار الوطني في اليمن، وقد تتطلب توجيهات تفصيلية من جانب خبراء إيرانيين محترفين، على نحو لا يتأتى عن طريق الاتصالات الهاتفية التي تؤكد شواهد عدة أن الحوثيين تلقوا توجيهات من طهران عبرها خلال جولات الحوار الوطني اليمني الذي انقلبوا عليه في النهاية.

دراما الإرهاب عرض مستمر.. والقادم أدهى وأمر!
يقول محمد أبوكريشة: كل إرهابي يرى نفسه النبي صلى الله عليه وسلم ويرانا نحن جميعاً الكفار والمنافقين، ويرى حتى اليقين أن الله تعالى يخاطبه هو بقوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ...) يعني هو مأمور شخصياً بأن يقاتلنا ويقتلنا ويكون فظاً غليظاً معنا ويمثل بجثثنا ولا تأخذه بنا رحمة ولا رأفة ولا شفقة، ثم في نهاية المطاق هو يدخل الجنة ونحن مأوانا النار وبئس المصير.
هذا والله حق مثلما أنكم تنطقون - الإرهابي العربي، والإرهاب لم يكن أبداً غير عربي - ممثل بارع يعيش حالة تقمص وتوحد مع شخصية النبي أو الصحابي أو التابعي أو الخليفة حتى يذوب فيها. وهو يعيش مع الشخصية التي رسمها المخرج لا مع الشخصية الحقيقية. يعني النبي أو الصحابي أو التابعي أو الخليفة كما يراهم المخرج والمؤلف. فالإرهاب مجرد فيلم عربي دموي أبطاله يعيشون ويتقمصون أدوارهم بكل براعة. حتى في اللغة الفصحى (المشوهة) التي يتحدثونها. هم يلتزمون بالسيناريو والحوار بكل دقة. وقد تلبستهم الشخصيات التي يلعبونها حتى تعذر عليهم الخروج والتخلص منها.
وهذه حال نجوم التمثيل الذين تتلبسهم الأدوار والشخصيات كما يتلبس الجن البشر، ويصعب عليهم حتى المستحيل التخلص من هذه الشخصيات ويتحولون إلى سجناء للشخصية أو الدور حتى تضيع منهم شخصياتهم الحقيقية. فيأكل الواحد منهم كما تأكل الشخصية ويتحرك ويتحدث ويضحك ويبكي وينام مثلها. ويمكن لممثل منحرف ليست له أي علاقة بالدين أن يبرع في تجسيد شخصية صحابي أو تابعي أو خليفة زاهد أو عالم دين من الأئمة والفقهاء الكبار، فالمسألة لا تتطلب سوى التقمص والتلبس وحفظ الدور أي أنها مسألة مظهرية لا علاقة لها بالجوهر أو الوجدان أو القلب. وهذا بالضبط ما يفعله الإرهابيون فقد لا تكون لهم أي علاقة بجوهر الدين، وأن الإسلام أو القرآن لا يتجاوز حناجرهم وألسنتهم وزيهم ولحاهم، لكنهم يبرعون في تجسيد الشخصيات ويحصدون بهذا التقمص جماهيرية عريضة. والرصد الدقيق والتأمل المتأني يؤكد أن الدراما التي نطلق عليها دراما دينية أو حتى تاريخية مرتبطة بالدين قد تراجعت تماماً ولا تحظى بأي مشاهدة أو بإقبال من جهات الإنتاج عليها ولم يعد لها نفس الزخم الذي كانت تحظى به في الماضي والسبب المباشر لتراجع هذا النوع من الدراما، هو أنها صارت واقعاً معاشاً في كل الدول العربية تقريباً، وأن الإرهابيين سحبوا البساط تماماً من تحت أقدام نجوم الدراما الدينية والتاريخية. وكل التفاصيل والسيناريوهات والحوارات والمجاميع والمعارك والغزوات انتقلت من الشاشات إلى العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، وتونس، ومصر، وكل الأرض العربية تقريباً. حيث صارت هذه الأرض مسرحاً لعمل درامي دموي كبير لا نهاية لحلقاته وفصوله الكارثية.

نازحون ومهجّرون.. مرحلة الخزي الدولي
يقول عبدالوهاب بدرخان: في الشرق الأوسط وأفريقيا، على الأرض وفي عرض البحر المتوسط، على الحدود وما وراءها، أناس هائمون على وجوههم، ينشدون الأمان والخلاص، يهربون من موت لا يريدونه إلى موت لا يهابونه طالما أنهم ارتضوا ركوب المخاطر، إما على سفينة متهالكة أو سيراً على الأقدام نحو مصير مجهول دهمهم وهم في هدأة المناطق النائية المنسية. ستون مليون إنسان أصبحوا اليوم تحت رحمة الأقدار، نازحون ومهجّرون بفعل حروب أهلية، أو فارّون من فقر وعوز وجوع تطاردهم منذ كانوا ومنذ اجتاحهم يأس من أمكنة ولدوا فيها ولم يجدوا فيها ما يعينهم على شيء من العيش الكريم.
ستون مليوناً.. وتظن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن الرقم مذهل إلى حدّ يكفي لإشعار الحكومات بالعار الأخلاقي، ولتحريكها لمواجهة هذه المشكلة. غير أن الاستجابة ظلّت «مخزية»، وفقاً لتقويم «منظمة العفو الدولية»، ذالك أن الدول القادرة تختبئ خلف أزماتها المالية والاقتصادية التي لا تنفكّ تقضم من رفاهية ورعوية أمكن اكتسابهما في أزمنة الوفرة. خلال عام واحد أحصت مفوضية اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا خمسة عشر نزاعاً أدّت إلى اقتلاع مزيد من السكان من مواطنهم وبيوتهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزّة وجنوب السودان ومالي وشمال نيجيريا وغيرها، بالإضافة إلى أوكرانيا. وما فاقم المأساوية أن معظم «بلدان الاستقبال» ليس قادراً اقتصادياً على إيواء لاجئين أصبحوا يشكّلون نحو ربع عدد السكان، كما في حالتي لبنان والأردن، ولم تكفِ المساعدات الدولية للتغلب على مختلف المشاكل، خصوصاً أن المساهمات في تراجع مستمر، إذ لم يسبق أن واجه المجتمع الدولي معضلة مماثلة تتطلّب منه إعالة كاملة لشعوب كاملة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©