الكويت - الاتحاد: قال الدكتور اسماعيل الشطي وزير المواصلات الكويتي إن الـ 25 عاماً المقبلة ستشهد تطورات وتغييرات حادة في وسائل نقل المعلومات قد لا تكون حاضرة في أذهاننا حالياً وذكر الدكتور الشطي في ورقة عمل دولة الكويت قدمها في ندوة 'توعية باقتصاد المعرفة' التي عقدت بمناسبة اجتماعات الـ 31 السنوي لمجلس محافظي البنك الاسلامي للتنمية في دولة الكويت أن البشرية في نهاية نصف القرن القادم قد تكون شارفت على نهاية الثورة المعلوماتية التي نشهدها هذه الايام لتلج عصراً آخر يطلق عليه عصر التكنولوجيا الواعية وبين في ورقته أن التطورات التي طرأت على تكنولوجيا ونظم المعلومات خلال الـ 25 عاما تتمثل في ستة مسارات هي الزيادة في سرعة وسعة الميكروبروسيسور وهو بدوره انعكس على مكونات واجزاء الاجهزة المستخدمة في زيادة درجة الوضوح أو النقاوة لمختلف البيانات والمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات·
واوضح الدكتور الشطي انه في ظل استمرار تطور هذه المسارات فإن مستقبل تكنولوجيا ونظم المعلومات يشير الى انه ستتضاعف قوة عمل الكمبيوتر مرة كل 18 شهرا والسرعات ذات النطاق الترددي الواسع ستتزايد لتلبي متطلبات التطبيقات الجديدة وانخفاض تكلفة شبكات الالياف الضوئية·
واضاف ان مستقبل تكنولوجيا المعلومات ستوفر التكنولوجيا اللاسلكية خدمات متكاملة بتوصيل سريع في اي وقت واي مكان وشبكة 'اي بي نت ووركس' ستحل محل 'سويتشد نت ووركس' بحيث تسمح لاي اداة مستخدمة في مجال الاتصالات توصيلها بالانترنت او التلفاز او شبكات ارسال البيانات· واشار الدكتور الشطي الى ان مستقبل التكنولوجيا مع نهاية هذا العقد ستقود التكنولوجيا الضوئية وتداعياتها لزيادة كبيرة في مدى ترددات الاتصالات بشكل يصل الى مئات من الغيغابايت بالثانية وهو ما يتيح لصناعة وانتاج مبتكرات وتطبيقات جديدة مثل تلك التي حدثت في السنوات الخمس او العشر الماضية·
ولمواكبة التطورات المستقبلية في عالم الاتصالات والمعلومات في الكويت قال ان وزارة المواصلات تبنت ثلاث سياسات الاولى اشراك القطاع الخاص في توفير الخدمات للمستهلكين وفتح المجال امامه في حمل العبء الملقى على وزارة المواصلات لاسيما وان الخدمات التي تقدمها الوزارة تصل الى نحو 3500 خدمة ونتج عن ذلك منح الترخيص لشركتين للاتصالات المتنقلة·
واضاف الدكتور الشطي انه منح ترخيصات لاربع شركات لخدمات الانترنت وبصدد الترخيص حاليا لاكثر من شركة لتقديم خدمات تقنية الواي ماكس وغيرها من خدمات· وقال وزير المواصلات الكويتي فى ورقته انه بالنسبة للسياسة الثانية التي تبنتها الوزارة فهي توفير احدث البنى التحتية لتكنولوجيا الاتصالات فمثلا الوزارة قد شرعت بتنفيذ مشروع طموح لاحلال احدث الشبكات المتقدمة من كابلات الالياف الضوئية محل الكابلات النحاسية التقليدية المستخدمة حاليا في التليفونات الارضية في مشروع يهدف لتوفير خدمات الاتصالات فائقة السرعة لكافة مشتركي المنازل والشركات والمصالح الحكومية مع الاستفادة من احدث حلول شبكة الجيل الجديد·
واعرب الوزير عن امله بتقديم حزمة النطاق بسعة تصل الى 70 ميغابت لكل مشترك مع بداية العام الجديد كما يمكن المشروع بعد اكتماله كافة المشتركين في الكويت من تبادل كافة انواع المعلومات الرقمية ونقل كافة المواد المصورة مثل تسجيلات الفيديو بالصوت والصورة بنقاوة عالية وبتكاليف لا تذكر بما يجعل قطاع الاتصالات في الكويت يتجه نحو نقلة نوعية كبيرة من المنتظر تحقيقها بحلول عام ·2007
واضاف الوزير الشطي ان هذه الشبكات الضوئية الجديدة سيتم نشرها في 33 منطقة في حوالي 50 الف موقع ويتم تسليم هذا المشروع الضخم في نهاية عام 2007 ليزيد العدد النهائي للمواقع السكنية المزمع ربطها في خلال فترة زمنية مدتها عشر سنوات قادمة على 100 الف موقع بالاضافة الى المباني الحكومية·
واشار الى ان السياسة الثالثة تمكن الشروع في وضع مسطرة مرجعية لجودة كل خدمة يتولى القطاع الخاص تقديمها للجمهور وسيكون ممارسة دور الوزارة الاشرافي والرقابي من خلال تقييم كل خدمة يقدمها القطاع الخاص على الاسس والمعايير المرجعية التي تتضمنها المسطرة ووفق هذا التقييم يتم مراجعة اسعار الخدمات·
واضاف الدكتور الشطي انه يتم ايضا وفقها تقييم التزام الشركات بشروط الترخيص الذي اكتسبته لتقديم خدمة ما وكذلك يتم تصنيف الشركات وفق نوعية الخدمة والارتفاع بجودتها ومن خلال هذه المسطرة سيتم مقارنة الاسعار بالجودة وذلك لضمان خدمة افضل للجمهور·
وافاد ان ثورة المعلومات المتصاعدة اليوم ومن خلال وسائط النقل المتطورة تقدم المعرفة نفسها كمصدر اهم للثروة في اقتصاديات عالمنا المعاصر وتعيد صياغة مفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية بشكل ينسجم مع متطلباتها بدءا من مفهوم السيادة بالدولة القومية ومرورا بحركة الاموال والتجارة بالاقتصاد المعاصر وانتهاء بحركة العولمة التي تجتاح العالم·
وذكر الوزير الشطي ان المعلومة اصبحت اليوم سلعة باهظة الثمن تتسابق على اقتنائها الجيوش والشركات الكبرى وصناع القرارات السياسية حيث اصبح القفز بخطوة استباقية امام الاحداث المتسارعة تكتيكا اساسيا في مجال التخطيط الاستراتيجي مما دفع بالمفكرين والاستراتيجيين لابتكار نظم تلبي حاجة التكتيك وتوفر المعلومات الاستباقية·
وتابع انه اصبح ايجاد نظم مثل نظام الانذار المبكر او مثل الاستخبارات التنافسية عنصرا اساسيا في استراتيجيات الجيوش والشركات الكبرى ومؤسسات صناعة القرار·
عدد اليوم
