الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النائب علي حسن خليل: لا بديل عن الحوار الوطني

29 مايو 2006
حوار- عماد ملاح :
رأى الوزير اللبناني السابق النائب علي حسن خليل عشية عيد التحريرفي حوار خاص لـ(الاتحاد): ان لبنان ينتصر بمنطق الحوار والمشاركة والارادة المشتركة· والتحرير كإنجاز وطني وعربي يجب ان ينظر اليه كرصيد يقوي الموقف الداخلي ويجعل لبنان نموذجاً للثبات··وفيما يلي نص الحوار:
مع الذكرى السادسة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي·· كيف تنظر الى الواقع اللبناني الحالي في ظل الانقسام السياسي القائم؟
مناسبة التحرير فرصة مؤاتية لاعادة رسم الوقائع التي أدت الى انجاز هذا الاستحقاق في الشكل الذي ظهر عليه، والذي أعاد الثقة للعرب في قدرتهم على تحرير الارض وعلى مواجهة اسرائيل وردع اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان·
وأيضاً فان التحرير دحر العدو لذلك فهو مناسبة للتذكير بان هذا الانجاز كان لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومواقعهم، وقد أعطى هذا الحدث التاريخي المهم القوة للبنان، وبالتالي يجب ان نحافظ على هذه القوة وعناصرها التي سمحت بهذا الانجاز، وأعني الوحدة الوطنية الداخلية والمقاومة البطلة والسلاح الرادع لأي اعتداء يطال الوطن·
استراتيجية الصراع
تحدّث كثيرون عن الاستراتيجية الدفاعية للبنان، لكن البعض رأى ان التمسك بسلاح المقاومة هو الوسيلة لحماية الوطن واستكمال تحرير الارض والبعض الآخر رأى ان الجيش اللبناني هو الجهة الصالحة لهذا الامر، أين الحل بنظرك؟
عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية يجب علينا ان نجيب على سؤال مركزي وهو: أين نستكمل تحرير الارض وكيف نحمي لبنان من سلاح الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة؟ وليس طرح أزمة كيف نتخلص من سلاح المقاومة؟
ان اهمية الحفاظ على المقاومة ومن محاولات الالتفاف والانقلاب على الثوابت الوطنية وعلى مقررات الحوار الوطني، تقضي بمشروعية الاستمرار في ردع الاعتداءات على أرضنا· فالانتصار الذي تحقق على العدو الاسرائيلي ليس انتصاراً لفريق، وانما كان انتصاراً للوطن بكل شرائحه التي شاركت فيه· وبدلاً من تصويب الاهتمام الى الخطر الوحيد الحقيقي الذي هو اسرائيل، للأسف يتم التصويب نحو من وقف الى جانب لبنان في مقاومته وانتصاره·
ما مصير الحوار الوطني اللبناني في ضوء ما انجز حتى الآن؟ هل ترونه انتهى بعد تأجيل ملفات مهمة، وبعد ما جرى في الشارع من مستجدات وتناقضات للاطراف السياسية؟
ان اللبنانيين امام مسؤولية كبرى وهم يخوضون الحوار الداخلي اللبناني، إننا مطالبون بالعمل لانجاح هذا الحوار·،لذلك علينا ان لا نسمح للانقسام ان يتقدم بيننا، وان لا نسمح بخطاب تحريضي او للتفرقة·
ماذا بعد القرار 1680؟
البعض يعتبر أن القرار الدولي رقم (1680) استند الى حيثيات ما خلص اليه مؤتمر الحوار الوطني، من مقررات تتعلق ببناء علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، وترسيم للحدود بين البلدين،وتناسى من كان وراء هذا القرار ان المتحاورين اجمعوا على مطالبة اسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعلى حق لبنان بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي حتى تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة، واطلاق المعتقلين من السجون الاسرائيلية، تناسى هؤلاء ان المتحاورين اجمعوا ايضاً على مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها وخرقها للسيادة اللبنانية في شكل يومي·
ورقة الاصلاحات
الورقة الاصلاحية الاقتصادية التي قيل انها نوقشت في جلسات مجلس الوزراء، اثارت الكثير من التساؤلات· كيف تقرأ هذه الورقة من الوجهة الاجتماعية والسياسية؟
اولاً لم يناقش مجلس الوزراء ورقة اصلاحية بل كل ما هناك مسودة مشروع لورقة اصلاحية وضعت، خصوصاً العريضة التي وزعت على بعض الوزراء، ولم تصل الى مرحلة فيها ورقة اصلاحية حقيقية·
والعناوين التي طرحت من خلال الورقة اثارت جدلاً كبيراً في الاوساط النقابية والاقتصادية والمالية، خصوصاً وانها لم تناقش مسبقاً مع هذه القطاعات، علماً انها تحمل الكثير من النقاط التي تطرح علامات استفهام حول تأثيرها وانعكاساتها على الاستقرار الاجتماعي لشريحة واسعة من اللبنانيين، بالاضافة الى تهديد للحقوق المكتسبة لهؤلاء·
وأضاف: لهذه الاسباب ولعدم اطلاق حوار جدي مع هيئة التنسيق النقابية، وصلنا الى التظاهر والاضطراب الاجتماعي· وهنا يجب الاشارة الى ان لبنان بحاجة ماسة الى عملية اصلاح اقتصادي ومالي لتقويم الوضع المتأزم الذي وصلنا اليه، لأن فشل هذه العملية الاصلاحية اصبحت ضرورة ملحة بالترافق مع عملية الاصلاح الاداري والسياسي التي تفرض ضمانة تنفيذية لهذه الخطة، فالورقة الاصلاحية يجب ان تأتي وتتم بالتنسيق والتشاور مع مختلف الهيئات النقابية والاقتصادية، لكي نؤمن التغطية المطلوبة والنجاح لهذه الخطة·
طريق دمشق
برأيك ماذا حققت زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى دمشق· هل ستظهر نتائجها خلال الفترة المقبلة، ام ان الاحداث المتسارعة ستطيح بملف العلاقات اللبنانية - السورية، لاسيما بعد صدور القرار (1680)؟
من المعروف ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تربطه علاقة جيدة ووطيدة مع سوريا، وقد عبر اكثر من مرة عن وجود علاقة استراتيجية مع دمشق، وهي تصب دائماً في مصلحة البلدين، والزيارة التي قام بها مؤخراً تأتي في سياق اعادة خلق المناخات الايجابية بين لبنان وسوريا، واستكمالاً لما قرره مؤتمر الحوار الوطني، خصوصاً بعد ان حصلت تمنيات كثيرة على طاولة الحوار لتوظيف كل الجهود في هذا الاتجاه، ولقد اعطت هذه الزيارة نتائج مهمة لازالة الترسبات والتراكمات السياسية حول الموقف الحقيقي من لقاءات المسؤولين اللبنانيين، عندما اشار الرئيس بري الى ان طريق دمشق مفتوحة امام جميع اللبنانيين، وهذا ما عبر عنه في تصريحاته الاعلامية، عندما قال ان زيارته وصلت الى حدود ترتيب بعض الامور التفصيلية لهذه الناحية·
انا اعتبر ان الزيارة ناجحة وتخدم المصلحة الوطنية اللبنانية·
هناك تخوف لدى قسم كبير من اللبنانيين في توقف الحوار السياسي حول الطاولة المستديرة، هل انت مع هذا التخوف؟
على الحكومة تحمل مسؤولياتها الملقاة على عاتقها، ومعالجة الهموم التي تعني المواطن، واعادة الثقة لابناء المنطقة المحررة، وكل المناطق التي شاركت في صنع الانتصار، والى ما تم التوافق عليه في المؤتمر الحواري، فهذا المؤتمر يشكل فرصة كبيرة لنا جميعاً والبديل عنه هو المجهول·
ما هي نظرتك الى سلاح الفلسطيني خارج المخيمات هل من حل جذري لهذا الملف خصوصاً بعد حادث يانطا، وما مصير هذا السلاح في لبنان؟
هذا الامر طرح واجمع عليه كل القادة السياسيين في الحوار الوطني حول كيفية التعاطي معه، بعد ان تم الاتفاق على طاولة الحوار حول ماهية التعاطي مع هذه المسألة، لذلك لم يعد هناك حاجة لاجتهادات وتأويلات تعقد الامور، وتدفع في اتجاه خلق ازمات جديدة نحن في غنى عنها· فالمطلوب اطلاق ورشة حقيقية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه على طاولة الحوار، وهذا هو المهم!!··· خاصة في ظل ما حصل مؤخراً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©