الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المفاعلات النووية الصغيرة الحلّ الواعد لمشكلة الطاقة

المفاعلات النووية الصغيرة الحلّ الواعد لمشكلة الطاقة
17 يناير 2011 20:09
لم تعد تفصلنا إلا سنوات قلائل عن موعد ظهور الطلائع الأولى للمفاعلات النووية الصغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية والتي لا يتعدى حجمها حجم طاولة مطبخ. ويقول المحلل إد كروكس في تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” أمس، إن “المفاعلات المدمجة الصغيرة” أو حتى “المفاعلات القزمة لإنتاج الطاقة” التي يتراوح معدل إنتاجها بين 33 ? و?2,5 من معدل إنتاج محطات الطاقة التقليدية، أصبحت تحظى باهتمام متزايد خلال السنوات القليلة الماضية. هذه المفاعلات التي يتراوح إنتاجها بين 10 و300 ميجاواط، تنطوي على فرصة حقيقية لتوليد طاقة أرخص وبطريقة أكثر مرونة من المفاعلات الضخمة التي يتراوح إنتاجها بين 1000 و1600 ميجاواط، والتي تُعدّ حتى الآن الخيار المعياري لإنتاج الطاقة الكهربائية. ويقول بروكس إن للمفاعلات الصغيرة أسواقها الضخمة والواعدة وخاصة في الدول ذات الاقتصادات النامية. ولكن، يمكن أن يمثّل الجهل بأساليب تطوير التكنولوجيا المناسبة لبناء وتشغيل هذه المفاعلات الصغيرة، المشكلة الكبرى أمام مشاريع استغلالها، وخاصة من ناحية الشكوك التي تحوّم في مثل هذه الحالات حول مصادر الوقود النووي الذي يتألف من اليورانيوم المخصّب بدرجة كافية، والعراقيل التي قد يواجهها أصحاب هذه المشاريع من المنظمات الدولية والمرجعيات السياسية، وربما من الرأي العام أيضاً. ولو كتب لهذه المفاعلات النووية القزمة أن تخرج إلى حيّز الوجود، وأن تعمل بحرّية، فإنها من دون شك ستحظى بقبول واسع النطاق من كافة الفئات والشرائح الاجتماعية في العالم أجمع. ويقول تقرير بروكس إن المفاعلات النووية الصغيرة تُستخدم منذ بضعة عقود في دفع وتشغيل الغواصات والسفن الحربية النووية. وفي روسيا، تقوم مجموعة “روزاتوم” Rosatom المملوكة للحكومة، ببناء سلسلة من المحطات النووية العائمة المصممة لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه الساخنة لتلبية حاجة مناطق بعيدة جداً عنها. وتستغل كل واحدة من هذه المحطات مفاعلين صغيرين، تبلغ طاقة كل منهما 35 ميجاواط ومستعارين من السفن النووية الروسية الكاسحة للجليد. ويشير التقرير أيضاً إلى أن المفاعلات النووية المستخدمة في الغواصات والسفن الحربية للولايات المتحدة لا تصلح للاستخدامات المدنية لأنها تحتاج إلى وقود اليورانيوم ذو نسبة التخصيب العالية جداً والذي يمكن استخدامه بسهولة في صناعة القنابل الذرية. ولهذا السبب، بدأ بعض الخبراء العمل على تصميم مفاعلات صغيرة يمكنها أن تستهلك الوقود ذاته الذي يستخدم في معظم المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية. ويتم الآن العمل في محطة نووية أميركية لتطوير الجيل الجديد من المفاعلات النووية الصغيرة تقع على ضفتي نهر سافانا في ولاية كارولاينا الشمالية وتعمل تحت الإشراف المباشر لوزارة الطاقة. وعمد المختبر الوطني المقام هناك إلى توقيع اتفاقية مع مجموعتي “هايبيريون باور” الأميركية، والمجموعة الأميركية اليابانية “جنرال إلكتريك هيتاشي”، تهدف إلى تنفيذ مشاريع بناء سلسلة من المفاعلات النووية الصغيرة. وتقول مصادر “هايبيريون” إن المفاعل النووي الصغير الذي يحمل اسم “هايبيريون باور موديول” سوف يكون جاهزاً للتشغيل خلال ثلاث أو أربع سنوات. وهو واحد من أصغر المفاعلات التي ينتظر تطويرها في إطار الخطط المرسومة وبحيث تبلغ استطاعته لإنتاج الطاقة 25 ميجاواط. ويعتقد خبراء أن هذا المفاعل سيحظى باهتمام كبير في الأسواق العالمية للطاقة. ويضمن حجمه الصغير تخفيض تكاليف بنائه إلى أدنى الحدود حيث تقدّر بـ50 مليون دولار للمفاعل الواحد. وتبلغ أبعاد المفاعل 2 متر و1.5 متر فقط للطول والعرض، وتشغل التجهيزات الكاملة الملحقة به كتوربينات توليد الكهرباء وغيرها، مساحة إجمالية تقدّر بنحو 4000 متر مربع. وللمقارنة، فإن محطة “آريفا” النووية الفرنسية تنتج 1600 ميجاواط وبلغت تكلفة إنشائها 6.5 مليار دولار ويمكنها إنتاج مقادير أكبر بنحو 64 مرة من الطاقة وتشغل مساحة تقدر بنحو 700 ألف متر مربع. ويضاف إلى كل ذلك أن مفاعل “هايبيريون” لا يحتاج إلى إعادة الشحن بالوقود النووي إلا مرة واحدة كل 10 سنوات. وتعد هذه ميزة كبرى من شأنها أن تخفض التكاليف وتقلل الحاجة إلى الصيانة والمراقبة. وتوحي هذه الأرقام بوضوح بأن المفاعلات النووية الصغيرة يمكن أن تمثل حلاً مناسباً لمشكلة الطاقة في العالم خاصة لو استأثرت بحوثها بالمزيد من اهتمام أصحاب القرار السياسي.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©