تشغل قضية إعداد المعلمين وتدريبهم بال المربين والمسؤولين عن قطاع التربية والتعليم في الدول المتقدمة والنامية على السواء اذ ان هذه القضية معنية بالدرجة الاولى بمسألة بناء الفرد والمجتمع حاضراً ومستقبلاً فضلاً عن ارتباطها بالتغيير الاجتماعي في اتجاه مستويات طموح المجتمعات ولذلك يرون ان المعلم يجب ان يكون مواطناً نشطاً بحيث يكون قادراً على ان يقوم بدور قيادي تعليمي في المجتمع وان يوجه الناشئين ليكونوا مواطنين صالحين·
ان تعليم المعلم واقعياً يتعرض لانتقادات عديدة من جانب المعلمين انفسهم، ويتركز معظم الانتقاد على برامج تعليم المعلمين وترتبط قضية اعداد المعلم بالتحليل العلمي الواضح لأدواره في العملية التربوية وبخصائص النظام التعليمي الذي يعمل المعلم في إطاره وبخصائص المرحلة التي يدرس فيها بصفة خاصة لذلك يمكن القول ان تقدير المدخلات النفسية والاجتماعية اللازمة لإعداد المعلم الجديد وتحليلها وبناء البرامج اللازمة لاستغلالها من أهم العوامل اللازمة للإعداد السليم لتحقيق المخرجات المطلوبة·
ولقد ارتبطت التطورات الخاصة بإعداد وتدريب المعلمين في معظم البلدان بالتطورات والتغيرات الجارية في النظام التعليمي ككل فهناك قناعة متزايدة بأنه ما دامت النظم التعليمية وأهدافها تتغير باستمرار فإن الاعداد المهني للمعلمين يجب ان يتغير ليلائم الأوضاع الجديدة اذ ان ذلك التغير يعني تغيرات في النظرية التربوية كما يعني تغيرا في الادوار التي يجب ان يحمل المعلم مسؤولياته فيها· وهنا نستطيع ان نوجه الأنظار الى رافدين مهمين من روافد التدريب المباشرة للمعلمين الا وهما القيادة الادارية متمثلة بمدير المدرسة والقيادة التربوية الفنية متمثلة بالموجه التربوي بالمدرسة حيث يستطيع مدير المدرسة والموجه التربوي استخدام وسائل اشرافية متعددة من أجل رفع كفاية المعلمين المعرفية، ومن هذه الوسائل: الندوات التربوية والاجتماعية الفردية والزمرية والجمعية والنشرات التربوية وذلك بقصد تزويد المعلمين بالمعلومات اللازمة لزيادة ثقافتهم المهنية المتصلة بتطوير فهم للجوانب المختلفة من عملهم المدرسي ومن الممارسات التي يمكن ان يوجه لها المعلم حث المعلمين على المطالعة المهنية وهذا يتطلب من المدير والموجه ان يكونا قدوة للمعلمين، وذلك بأن يكونا مطلعين على كل ما يستجد من معلومات وتطورات تتعلق بالعملية التربوية·
أ: هدى جمعة غريب الحوسني
'موجهة تربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية'
عدد اليوم
