الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناس أجناس

29 مايو 2006
'أجمل الأيام يوم لم نعشه بعد' كثيراً ما كنت أسمع هذه العبارة التي لا أعرف قائلها، وتزداد حيرتي كلما سمعتها أكثر وأتساءل: هل فعلاً هناك أيام أجمل في انتظارنا؟؟
بالطبع لا أحد يعرف الاجابة، وأذكر أنه خلال أحد الفصول الدراسية سألتنا المعلمة: لو كان بيد الانسان تغيير حياته وقدره وأهله، من منكن ستبادر بالتغيير؟؟ فكانت النتيجة أن أكثر من نصف الطالبات رفعن أيديهن طمعاً في تحقيق تلك الأمنية المستحيلة، اندهشت المعلمة دون تعليق، أما أنا فما زال الاستغراب يملؤني، كل ذلك العدد من الطالبات يريد تغيير قدره!! لماذا؟ وهل لو كان الانسان يستطيع ذلك فعلاً سيحقق لنفسه السعادة المنشودة؟ أم أنه سيظل يتذمر ويندب حظه التعيس؟؟!
من واقع احتكاكي ومعرفتي بأنماط مختلفة من البشر أدركت أن الناس أنواع فمنهم الذي يملك كل شيء ولا يزال يتخبط في دنياه لا يعرف ما يريد أو ما يفعل بكل ما عنده من مال وخير وغالباً ما يشكو الملل والضيق!! وهناك من الناس من لا يملك من حطام الدنيا سوى اسمه!! ومع ذلك تراه دائم الابتسامة كثير الرضا، قنوعا لا يشكو من ضيق ذات اليد ولا يرجو المعونة من أحد، وهناك من هو دائم الشكوى لا يعجبه شيء ولا يرضيه حال، وهناك وهناك وهناك··
فالبشر أنواع وبعض الأنواع شديدة الغرابة مثيرة للدهشة لا تستطيع فهمها أبداً، وقد أتاح لي القدر التعرف إلى امرأة عجوز من ذلك النوع، تسكن بجوارنا هي امرأة سيئة الطباع ناكرة للمعروف دائمة الغضب والشكوى حتى عندما تأتي لزيارتنا وقبل استقبالها تقوم أمي بقراءة آية الكرسي وتوصينا بذلك لأن تلك العجوز تصر على مقابلتنا أنا وشقيقتي ولا نعرف سبباً لذلك!! وما نلبث أن نلقي التحية ونجلس حتى تمطرنا بسيل من الشكاوى فتارة تسب ابنتها وتشتمها لأنها تأخرت يومان أو ثلاثة عن زيارتها، وتارة تلعن ابنها بسبب تأخره في إعطائها مصروفها الشهري الذي ليست بحاجة إليه حيث أنها تملك من المال ما يكفيها هي وأبناءها عشر سنين قادمة، لكنها تطمع بكل شيء، تريد أن تمتلك الدنيا بأسرها بين يديها فلا يقاسمها فيها أحد، كذلك هي دائمة الانتقاد لمن حولها ولا تكف عن احراجهم أمام الغير·
غريبة فعلاً تلك العجوز، تجعلني دائماً أتساءل: هل لو استطاعت بالفعل امتلاك الدنيا بما عليها، هل سيتغير طبعها؟، أترك الإجابة لمخيلتك عزيزي القارئ·
مريم مبارك الظاهري
أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©