السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

250 قتيلاً وجريحاً في معارك عمران ونزوح 10 آلاف أسرة

250 قتيلاً وجريحاً في معارك عمران ونزوح 10 آلاف أسرة
9 يوليو 2014 13:46
عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء) تصاعدت المعارك العنيفة بين الجيش اليمني ومقاتلي جماعة «الحوثيين» التي اعلنت أمس سيطرتها على أنحاء عمران شمال صنعاء باستثناء معسكر اللواء 310 مدرع، وسط أنباء عن سقوط 250 قتيلا وجريحا على الأقل، وتأكيد «الهلال الأحمر» أن حوالى عشرة آلاف أسرة نزحت من المدينة وضواحيها بسبب احتدام المواجهات، وأن هناك خمسة آلاف أسرة أخرى تحاول الهرب إلا أنها عاجزة عن ذلك. وعبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر عن بالغ قلقه إزاء استمرار القتال منذ مايو الماضي، ودعا إلى وقفه فوراً والالتزام ببنود اتفاق التهدئة. وتركزت المواجهات المسلحة في محيط معسكر اللواء 310 مدرع جنوب عمران، حيث وصلت تعزيزات عسكرية جديدة فجرا إلى المدينة لدعم قوات الجيش وحماية المنشآت العامة في المدينة. وشن الطيران الحربي اليمني غارات على تجمعات لـ»الحوثيين» الذين فجروا مدرسة ومنزلين تابعين لأعضاء في حزب الإصلاح في منطقة الورك شمال شرق المدينة. وقال مصدر امني «إن الحوثيين دخلوا إلى مقر الأمن المركزي وسيطروا عليه بما فيه الملعب الرياضي الذي يحوي المعدات والأسلحة التابعة للأمن ولم يتمكن قائده العميد محمد محسن الحباري من الهرب أو المواجهة ما أدى إلى اسره، واشار إلى أن الطيران الحربي سيواصل قصفه على المحافظة حتى تعود إلى سيطرة الدولة. وقال شاهد عيان يدعى زاهر شديوة لـ(د.ب.أ) إن أول غارة شنها الطيران كانت في الساعة السابعة صباحا استهدفت إدارة أمن المرور وتبعتها غارتان الأولى في الساعة العاشرة والثانية في الساعة الحادية عشرة والنصف استهدفتا مقر الأمن المركزي والملعب الرياضي الذي يحوي أسلحة الأمن المركزي. ونهب عتاد الامن المركزي بأكمله من قبل جماعة «أنصار الله» الحوثية. وأضاف زاهر:»على الرغم من القصف الذي شهدناه إلا أن الحوثيين مازالوا يجوبون المحافظة بسيارات الأمن والمرور وسيارات البلدية مرددين شعارات النصر، وأشار إلى أن مسلحي الحوثيين هم الذين يسيطرون على المحافظة ولم يتبق امامهم سوى اقتحام اللواء 310 الذي لم تتوقف الاشتباكات بجواره. وقال مصدر أمني من اللواء 310 «إنهم محاصرون حتى اللحظة من قبل الحوثيين، وأن هناك وابلا من الرصاص يطلق عليهم من المباني الموجودة بقرب المقر من قبل الحوثيين في محاولة منهم للسيطرة عليها». وأكد عبدالله ابو ركبه من حزب «الإصلاح» أن الحوثيين سيطروا على الأمن المركزي بعمران مساء الاثنين»، وأضاف «أن الحوثيين يحاصرون اللواء 310، إلا ان افراد اللواء لا يزالون متمسكين بمواقعهم»، مشيراً إلى أن الوضع الميداني اصبح مأساويا لدرجة كبيرة، ومناشدا رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني وضع حد لما يجري هناك. وتحدث شهود عيان عن أن «الحوثيين» استولوا فعليا على عمران. وقال مسؤولون ومسعفون إن 250 شخصا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في القتال للسيطرة على المدينة أمس، كما أجبرت المعارك المستشفى الوحيد بالمدينة التي يقطنها 96 ألف نسمة على إغلاق أبوابه. ونددت وزارة الصحة اليمنية باستهداف مستشفى عمران من قبل أحد أطراف الصراع خلال المواجهات المسلحة، وناشدت في بيان جميع الأطراف المتصارعة تجنب استهداف المرافق الصحية ووحدات الإسعاف والكادر الطبي باعتبار المنشآت والمرافق والكوادر الصحية تخدم الجميع وأي استهداف لها يتنافى مع القيم الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية ويعد جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي، وحملت الطرف المعتدي على أية مرافق صحية كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية المترتبة عن أي اعتداء أو تعريض حياة الكوادر الطبية للخطر. وأفادت مصادر محلية «أن الحوثيين يخططون لتفجير منازل قيادات في حزب الإصلاح في عمران خلال الساعات المقبلة. وذكر «الإصلاح» عبر موقعه الإلكتروني «إن عصابات الحوثييين فجرت مقر المكتب التنفيذي للحزب في منطقة الجنات شمال عمران، كما فجرت منازل عدد من المدنيين. بينما دانت نقابة الصحفيين اقتحام المسلحين الحوثيين منزل الصحفي يحيى الثلاثا، وهو عضو في حزب الإصلاح ومسؤول محلي معارض، واعتبرت هذا العمل عدوانا خطيرا ضد الصحفيين وكل من له رأي معارض». وأفاد الهلال الأحمر اليمني في بيان أن حوالى عشرة آلاف أسرة نزحت من عمران وضواحيها بسبب احتدام المواجهات، وذكرت المنظمة التي وجهت نداء استغاثة ان خمسة آلاف اسرة اخرى تحاول الهرب من عمران إلا أنها عاجزة عن ذلك. وشدد الهلال الأحمر في بيانه على الوضع الخطير الذي يعيشه المدنيون الذين باتوا محاصرين في أتون اشتباكات تزداد ضراوة. فيما ناشدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف أطراف الصراع بتجنب المواجهات المسلحة في المواقع والمعالم الأثرية في عمران والجوف المجاورة، مشيرة إلى أن تعرض المعالم الأثرية والتاريخية لدمار جراء المواجهات سيعرض التراث الإنساني بشكل عام لخسائر فادحة. إلى ذلك، عبّر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر عن بالغ القلق إزاء العنف المستمر في عمران ومناطق أخرى شمال اليمن، وأعرب في بيان أصدره في وقت مبكر أمس عن عميق الأسف للخسائر الكبيرة في الأرواح التي حدثت في الأيام الماضية، داعيا إلى وقف فوري للعنف والأعمال العدائية بما فيها تلك التي تدور في مدينة عمران، حيث يحاول الحوثيون السيطرة على بعض المواقع في المدينة». وشدد على ضرورة احترام الجميع لاتفاق وقف إطلاق النار القائم، وإعداد خطة سلام لمناطق المواجهات المسلحة في الشمال من خلال مفاوضات مباشرة تستند الى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تدعو إلى نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التي نهبت أو تم الاستيلاء عليها وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد». وقال إن خطة السلام هذه ستعمل على نزع فتيل كافة عناصر التوتر السياسي والأمني وتمكّن الدولة من استعادة احتكارها لاستخدام القوة. وفيما أكد المبعوث الدولي دعمه جهود الرئيس عبدربه منصور هادي، أهاب بكافة الأطراف التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني النافذ وقانون حقوق الإنسان، مشددا على حاجة كل الأطراف إلى تيسير وصول المنظمات الإنسانية بسلام إلى مناطق المواجهات ودون عوائق من أجل إخلاء الجرحى وضمان إيصال المساعدات إلى جميع السكان المحتاجين لها. وأشار إلى قرار مجلس الأمن رقم 2140 الذي يهدد بفرض عقوبات على الأطراف المعيقة للعملية الانتقالية في اليمن، معبرا في الوقت ذات عن بالغ القلق إزاء استمرار الانتهازيين في إذكاء الصراع في المناطق الشمالية في محاولة لتعطيل العملية الانتقالية وتقويض الحكومة اليمنية، ومجددا في هذا الخصوص الدعوة لكل الأطراف لضمان عدم تصاعد التوترات التي تؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©