السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى تكريت.. المعركة مستمرة

23 يونيو 2015 00:26
عبر واجهات المتاجر التي اسودّت والمنازل التي دمرت، مرت الحافلات هذا الأسبوع لتقل أول مجموعة من السكان العائدين إلى تكريت، في خطوة أولية لإعادة الحياة إلى هذه المدينة بعد طرد مسلحي «داعش» منها قبل أكثر من شهرين. وكان الأطفال يلصقون وجوههم بنوافذ الحافلات أثناء عودة 200 أسرة، بينما كان عناصر الشرطة والمليشيات في المدينة يطلقون النار في الهواء احتفالًا بهذه المناسبة. يذكر أن سكان تكريت البالغ عددهم نحو 150 ألف شخص قد أجبروا على الخروج من مدينتهم جراء الحرب، لينضموا إلى حوالي 3 ملايين عراقي نزحوا من بيوتهم بسبب القتال في جميع أنحاء البلاد. وتشكل عودة السكان إلى ديارهم بعد استرداد الأراضي مرة أخرى من مسلحي «داعش» تحدياً كبيراً ومحفوفاً بالحساسيات بالنسبة للحكومة العراقية. وفي محاولتها لإعادة توطين السكان، تواجه الحكومة صعوبات تتراوح بين مشاكل القبائل المتناحرة إلى المخاوف الأمنية التي تتعلق باستعادة الخدمات. وربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو أن عودة السكان السُّنة ينظر إليه بعين الريبة من قبل المليشيات الشيعية التي طردت «داعش»، ما يثير مخاوف من احتمال حدوث عنف طائفي. وفي هذا السياق، قال هشام السهيل، رئيس لجنة المصالحة بالبرلمان العراقي «من المحزن جداً رؤية مناطق واسعة خالية وقرى ومزارع خاوية. وبعودة السكان نحن الآن نسير في الاتجاه الصحيح». وتمثل معركة محافظة صلاح الدين، وعاصمتها تكريت، التي دارت في وقت سابق من هذا العام، أكبر انتصار للحكومة ضد تنظيم «داعش»، والمرة الأولى التي تستعيد فيها مركزاً سكانياً كبيراً. وهؤلاء العائدون إلى تكريت هذا الأسبوع رجعوا إلى مدينة خالية تقريباً من الخدمات، فقد دُمر المستشفى الرئيسي فيها، أما مرافق المياه والكهرباء فلم تتم حتى الآن استعادتها بالكامل. لقد تم تدمير المدينة خلال القتال، ومن ثم عانت من نهب المليشيات لها. ولا يزال خطر الذخائر غير المتفجرة قائماً، بينما اصطفت سيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد في شوارع المدينة يوم الإثنين مع وصول أولى الحافلات. وفي سياق مخاوف الأمان قال أحمد الكريم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين «لقد أخبرنا العائلات ألا تذهب جميعاً إلى منازلها في نفس الوقت» تحسبا لوجود متفجرات. وهناك مصدر رئيسي للخطر وهو الدور الذي يمكن أن تلعبه مليشيات الشيعة التي ساعدت على طرد تنطيم «داعش» من المدينة. ويشك بعض مقاتلى الشيعة في أن يكون بعض السكان السنة قد ساعدوا «داعش». وفي هذا السياق قال رائد الجبوري، محافظ صلاح الدين «نخشى من وقوع أعمال انتقام، خاصة في تكريت، بسبب مذبحة سبايكر»، في إشارة منه إلى الإعدام الوحشي لنحو 1700 جندي في المدينة على يد «داعش». فقد تم تعليق صور المذبحة، التي أخذت من الفيديو الذي بثته «داعش»، في الشوارع الرئيسية بالمدينة. وأضاف الجبوري أن تحرير المدينة أتبعته عمليات نهب واسعة، علاوة على تدمير 400 منزل. أما المتاجر التي كانت سليمة بعد يوم من استرداد المدينة، فقد أصبحت الآن محروقة. ومع ذلك، يبدو أن المليشيات الشيعية قد انسحبت إلى حد كبير بحلول الوقت الذي عادت فيه الأسر، بمقتضى أمر حكومي. وتقوم عناصر الشرطة المحلية ومليشيات من المدينة نفسها بحفظ النظام. وتقول أصيل حامد، التي عادت مع زوجها وأطفالها الثلاثة، إنها وجدت منزل أبويها وقد اسودّ بسبب النار، وذكر لها صديق للعائلة يعمل في الشرطة المحلية أن المنزل كان في حالة جيدة عندما تفقده قبل عشرة أيام. وفي الوقت نفسه، فإن عودة المدنيين إلى بعض المناطق الريفية في محافظة صلاح الدين قد تعقدت بسبب خصومات قبلية. وأوضح مسؤول أميركي، رفض ذكر اسمه، أن الأمر «ليس مجرد سنة وشيعة وأكراد، كما يظن الناس، إنه بين سنة وسنة وقبيلة وقبيلة». وكانت عشائر السنة والشيعة التي قاتلت جنباً إلى جنب مع الحكومة قد اعترضت على عودة أفراد بعض القبائل التي آزرت «داعش» قبل الإطاحة بالمتطرفين. وعلى مشارف تكريت، يوجد عدد من القرى المهجورة، بمعزل عن البؤر السكانية. وفي قرية «العلم» التي تبعد ستة أميال عن تكريت، سُمح للناس بالعودة منذ إخلاء القرية من المتشددين في شهر مارس. فقد كانت قبيلة سُنية هناك تقاتل إلى جانب قوات الحكومة. أما قرى الدور وأبو عجيل المجاورة، حيث كان الكثيرون من أهل القريتين يدعمون «داعش»، فهي لا تزال خاوية. لوفداي موريس- بغداد *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©