السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدل ما قبل التمدرس

20 سبتمبر 2010 21:19
رأت إحداهن أن تعاكس المطروح وتترك ابنتها التي تجاوز عمرها ثلاث سنوات ونصف السنة إلى جانبها في البيت، تستمتع بوقتها وبألعابها، ولا ترغب في أخذها إلى المدرسة أو الروضة، فهي لا تؤمن بمرحلة ما قبل التمدرس على سن صغيرة، وبالتالي لا تنوي استعجال تعليمها، رأيها قد يكون صوابا كما يراه البعض وقد تُفوت على ابنتها فرصة التعلم واللعب في آن واحد، هذا قرارها، ولكن للاختصاصيين آراء أخرى، فإذا كان البعض منهم يرى ضرورة إلحاق صغار السن بالروضة أو المدرسة عند عمر 3 سنوات، حيث يستطيع الصغير الاستمتاع واللعب واستيعاب المحيط البصري، وهذه في نظرهم تهيئة حاسمة للمدرسة الفعلية، إذ تعطيهم هذه المرحلة دفعة قوية لاكتساب اللغة مع بلوغهم سن الخامسة، في حين يرى آخرون أن حق الطفل في اللعب يجب ألا يهضم بحجة تعلم القراءة في وقت مبكر على حساب لعبه وتسليته، في حين رأى آخرون أن هناك طرقاً تعليمية دون ضغط يمارس، كأن يلعب الصغير بكلمات فيها موسيقى، ويتعلم أناشيد سواء في الحضانة أو البيت، تعليم أكثر ليونة ومن غير صعوبات، وقالوا إن فنلندا تتمتع بمعدلات معرفة قراءة مرتفعة، وهم لا يستعجلون تعلم القراءة، إذ لا يبدأونها إلا عند السن السابعة من عمر الصغير، فهم لا يعترفون بحواجز العمر، فكلما ترك الطفل دون ضغط في نظرهم يصبح أكثر شوقاً للقراءة، ويندفع نحوها بشغف دون ملل، يستوعب تفاصيلها وجزئياتها، أما الباحث اللغوي يورجن مايزل فقال، في حديثه لمجلة “سودويتشه تسايتونج، إن الفترة الأمثل لتعلم اللغات هي ما بين سن الثالثة والخامسة، حيث يستطيع الطفل التقاط الأصوات اللغوية وقواعد النحو بسرعة كبيرة، فيمكنه بالتالي التمكن من النطق بدقة مثل أصحاب اللغة الأصليين، ويقول إن الوقت يصبح متأخرا مع تجاوزه لسن العاشرة، وأكدت دراسات علم الأصوات اللغوية أن المجال الصوتي يتكون في سن العمر الأولى، لذلك يكون من الصعب على من ضاعت منه فرصة تعلم اللغة في الصغر أن يتمكن من النطق بشكل سليم، كما أن ذاكرة الطفل الأكثر نشاطا تمكنه من جمع أكبر قدر من المفردات، ومما يزيد من كفاءة الأطفال في التعلم هي قدرتهم على التقليد دون خوف من الخطأ في الكلام، فيرتفع مستواهم بسلاسة ويسر. وآخرون يرون ضرورة إعداد الطفل للكتابة في سن صغير، لكن بمرونة كبيرة عن طريق قص الأوراق واللعب بالصلصال وتحريك الأصابع على الرمل وطبع الحروف، ويقولون إنه يرجع تحمس المعلمات في تعليم طفل الروضة القراءة والكتابة بالطريقة التقليدية لكون بعض المعلمات الروضة قد تم إعدادهن غالبا للتعليم في المدرسة الابتدائية، أو بعضهن واقع تحت تأثير أولياء الأمور، وهذا معناه حرمان الطفل من أحب النشاطات والألعاب التي تنمي قدراته الجسمية والحركية واللغوية والإدراكية والذاتية، ويقولون يجب التركيز على الأنشطة الحرة، وتيسير أدوات اللعب الهادفة من ألعاب حسية، وألعاب الفك والتركيب والبناء، والألعاب التعليمية المساعدة على تكوين الاستعداد للقراءة والكتابة، وإدراك المفاهيم الرياضية والعلمية، وتوسيع فهم الطفل لعالمه الاجتماعي عن طريق الزيارات، والاتصال المباشر مع العاملين والمهنيين في الخدمات المختلفة، وهذا حتما لن يتسنى له في البيت بغير بدائل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©