السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إندونيسيا: هل يُبعث سوهارتو مجدداً؟

9 يوليو 2014 01:55
شارون تشين وجاسون سكوت سنغافورة بعد 16 عاماً من إطاحة الطاغية سوهارتو، تعود إندونيسيا إلى نظامه مع تقدم برابو سوبيانتو، زوج ابنة الرئيس السابق، في السباق على منصب الرئاسة في ثالث أكبر ديمقراطية في العالم. وسوبيانتو هو أيضاً أصغر جنرالات سوهارتو، وقد أقيل من منصبه في الجيش عام 1998 لضلوعه في خطف وتعذيب نشطاء مدافعين عن الديمقراطية، وتقدم سوبيانتو في استطلاعات الرأي على حاكم العاصمة جاكرتا جوكو ويدودو، قبل أقل من أسبوع على الانتخابات التي تشهدها البلاد اليوم. وبدد ويدودو الذي يعرف باسم جوكوي تقدماً بأكثر من 30 نقطة بسبب حملة غير منظمة، مما عزز مكانة سوبيانتو كزعيم قوي محتمل. ويتمتع سوبيانتو بدعم مالي من شقيقه الثري، وبدعم حلفاء، من بينهم الحزب القديم لسوهارتو، ولم يتردد سوبيانتو البالغ من العمر 62 عاماً في الإفصاح عن رغبته في التراجع عن دعم الديمقراطية، وإعادة ترسيخ السلطات الواسعة للرئيس، وبعد عقد من الركود والفساد، أصبح الناخبون في أكبر ديمقراطية مسلمة في العالم ينصتون إليه. وذكرت شركة روي مورجان البحثية لاستطلاعات الرأي، يوم 30 يونيو المنصرم، أن الانتخابات لا يمكن التنبؤ بنتيجتها، بعد أن أظهر أحدث مسح لها تقلصاً في تقدم جوكوي بأربع نقاط فقط نزولاً من تقدم بنسبة 18 نقطة في مايو. وأشار استطلاع الرأي إلى أن سوبيانتو يتمتع بتقدم وسط الفئة العمرية بين 17 و30 عاماً الذين وصل معظمهم إلى سن التصويت، بعد إطاحة سوهارتو. وفي نهاية العام الماضي، أشار استطلاع للرأي إلى تقدم جوكوي بنحو 33 نقطة، وفشل الرئيس المنقضية ولايته سوسيلو بامبانج يودويونو في تحقيق نسبة نمو اقتصادي سنوية تبلغ سبعة في المئة أثناء حكمه الممتد عشر سنوات، رغم أن الطلب الصيني أدى إلى انتعاش المواد الخام من بلاده الغنية بها. وبينما أوجد تطور التعدين عائدات مالية ضخمة، فإن الفشل في تعبيد الطرق وبناء الموانئ والتصدي لفساد البيروقراطية، عرقل التنمية في مجالات أخرى من الاقتصاد. واستفاد سوبيانتو من شيوع الرغبة الشعبية في «الإنجاز» ومن وعوده بتمويل أفضل، وذكرت لجنة التخلص من الفساد في الأول من يوليو الجاري أن سوبيانتو لديه نحو 150 مليون دولار في صورة أصول، وهو أكثر ثراء من منافسه 60 مرة. وذكرت فوربس أن شقيقه، هاشم، يحصد أرباحاً من أنشطة تمتد من التعدين إلى صناعة الورق، قدرت بنحو 700 مليون دولار في نوفمبر الماضي، ويعود برنامج سوبيانتو الخاص بفرض قبضة قوية على البلاد إلى حقبة تسبق التعددية السياسية، عندما تعاود العصابات التي كان يدير الكثير منها أقارب سوهارتو سيطرتها على الاقتصاد، وأشار سوبيانتو مراراً أثناء حملته الانتخابية إلى إمكانية العودة لدستور 1945، قبل أن تقلص الإصلاحات التالية لحقبة سوهارتو سلطة الرئيس، وفي مناظرة يوم 28 يونيو، شكك سوبيانتو فيما إذا ما كانت البلاد بحاجة لانتخابات مباشرة، لكن جوكوي أكد أن العودة إلى الانتخابات غير المباشرة ستكون انتكاسة. والاختيار اليوم (9 يوليو) سيأتي بزعيم سيكون عليه إدارة دفة خامس أكبر اقتصاد في آسيا عبر تغييرات كبيرة في نماذج التجارة والتفكير الاستراتيجي والجيوسياسي، وفوز سوبيانتو سيجعل منه سادس زعيم له صلة بسوهارتو، أو بالطاغية السابق الذي أطاحه، وهو سوكارنو، فبعد احتجاجات الطلبة التي أطاحت سوهارتو عام 1998، أدار البلاد لفترة قصيرة «بي. جيه. حبيبي» الذي خدم في ظل الديكتاتور السابق لمدة 20 عاماً. ثم جاءت محاولة مدتها 21 شهراً للزعيم الديني عبد الرحمن وحيد، الحليف السابق لسوهارتو، تلتهما ميجاواتي ابنة سوكارنو. ورسم جوكوي البالغ من العمر 53 عاماً، وهو تاجر أثاث سابق، صورةً لنفسه ذي أصول فقيرة يختلف عن زعماء البلاد السابقين، إذ كان حاكماً للعاصمة جاكرتا، صنع سمعته كمحارب للفساد ووسّع الرعاية الصحية المجانية، وعالج مشكلات النقل في المدينة. والاختيار بين العودة إلى السلطوية والمزيد من الديمقراطية، يأتي بعد عقود من مكاسب اقتصادية غير منتظمة في ظل الجنرال يودويونو المحظور عليه خوض الانتخابات بعد فترة ولايته الثانية. ومنذ عام 2004، نما الاقتصاد الإندونيسي بمتوسط 5.8 في المئة سنوياً، وتراجعت ديون البلاد، وارتفع الاستثمار الأجنبي. ويعزى ذلك إلى ازدهار سوق المواد الخام بسبب الطلب الصيني عليها. والمواد الخام، مثل النفط والغاز والذهب والفحم، تمثل 65 في المئة من صادرات البلاد. ويرى ديفيد هيل أستاذ دراسات جنوب شرق آسيا في جامعة ميردوخ في بيرث الأسترالية أن انتصار برابو سيعيد إندونيسيا إلى مجتمع أكثر انغلاقاً وجيشاً أقوى، بينما قد يدعم جوكوي نمط الحكومة المفتوحة التي تشمل جميع الأطياف. وتعهد المرشحان بدعم النمو والإنفاق على البنية التحتية. وقال جوكوي، إنه سيعمل على جذب الاستثمارات وتقليص البيروقراطية، ويريد سوبيانتو جمع مزيد من المال من الأسواق الرأسمالية والضرائب، وحفز التوسع الاقتصادي برفع معدل الإقراض. ويرى جيفري نيلسون منسق إندونيسيا في مركز سيدني لجنوب شرق آسيا في جامعة سيدني، أن «التغيرات التي يطرحها جوكوي ليست كبيرة فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي، لكنها كبيرة فيما يتعلق بالإصلاح البيروقراطي، وتحسين توصيل الخدمات، بيد أن فوز سوبيانتو سيعيد على الأرجح تنشيط الدوائر الداخلية للسلطة التي كانت صاحبة النفوذ الأكبر في ظل سوهارتو وهذا لن يكون جيدا للاقتصاد». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©