الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول متحف بالشرق الأوسط لأدوات تعذيب الإنسان عبر التاريخ

أول متحف بالشرق الأوسط لأدوات تعذيب الإنسان عبر التاريخ
20 سبتمبر 2010 21:16
تنطبق مقولة “وللناس فيما يعشقون مذاهب” على الدكتور محمد عبدالوهاب الذي أنشأ متحفاً في منزله بضاحية الهرم في محافظة الجيزة بمصر، والمتحف يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط ويضم مجموعة من أدوات التعذيب التي عرفتها البشرية على مر العصور وتعكس دموية وبشاعة زبانية التعذيب والجلادين في العالم عبر التاريخ. يحمل محمد عبدالوهاب الجنسية الأميركية منذ 22 عاماً وحصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من إحدى جامعاتها، وهو يقتني مجموعة من أدوات التعذيب المختلفة مثل “الخنفسة والكرابيج والسواطير والسكاكين والمشانق وأدوات كي وحرق الجسد”، موضحاً أنه ليس شخصية “سيكوباتية” ولا يتلذذ بتعذيب الآخرين، وينفي أن يكون قد تعرض من قبل للتعذيب، كما يؤكد أن الهدف من المتحف كشف وفضح أساليب التعذيب في كل مكان ليوضح للناس مدى ظلم الإنسان لأخيه الإنسان على مر التاريخ. يقول: “في عام 2003 بدأت فكرة إنشاء متحف يفضح أساليب التعذيب والتاريخ الأسود لزبانيته على مر العصور وفي كل مكان، بهدف مناهضة التعذيب الذي استشرى بين البشر وأصبح واقعاً تمارسه أغلب الحكومات الديكتاتورية في العالم، وكذلك كشف الممارسات القمعية ضد الأبرياء من جانب الجلادين”. الأكبر من نوعه حول عملية البحث عن أدوات التعذيب وجمعها، يقول: “كانت عملية البحث عن مثل تلك الأدوات شاقة، حيث بدأت القيام بجولات في متاحف وأماكن متفرقة في بعض دول العالم مثل إسبانيا وهولندا وأميركا ومصر والعراق، كما بحثت من خلال الكتب القديمة عن أشكال لتلك الأدوات كي أقوم بتصنيع شبيه لها وكبدني ذلك نفقات ومجهوداً كبيرين”. يضيف عبدالوهاب: “رصدت مليوني جنيه مصري نحو (مليون و335 ألف درهم) في سبيل إنجاز هذا المتحف الذي سيكون الأكبر من نوعه في العالم لآلات التعذيب، والذي يضم أكثر من ألف آلة تعذيب ليكون مزاراً للسياح، فالتعذيب على مر التاريخ كان موجوداً سواء التعذيب النفسي أو البدني فهناك جرائم فرعون تجاه أتباع موسى عليه السلام ونصارى نجران الذين حفر لهم ذو نواس الأخدود وألقاهم فيه، كما أُلقي قبل ذلك سيدنا إبراهيم في نار موقدة.. إلى آخر القصص والحكايات الخاصة بالتعذيب على مر التاريخ”. كرسي إسباني ويضيف: من أدوات التعذيب كرسي محاكم التفتيش في إسبانيا حيث عذب وقتل نحو 100 ألف شخص، وبه 2000 مسمار، وهناك تعذيب عن طريق الحمار الإسباني وهو أن يجلس الإنسان فوق خشبتين على شكل رقم 8 وقدم هنا وأخرى هناك، ويقومون بربط ثقل حديدي في كل قدم يصل إلى 50 كيلوجراماً وعندها يبدأ الإنسان الانشطار نصفين ولكن ببطء وهذا كان يحدث في إسبانيا من قبل مرضى وساديين احترفوا تعذيب الناس، مشيراً إلى أنه في العصر الأيوبي كانت هناك طريقة تعذيب أخرى وهي “الخنفسة”، وكانت تثير الرعب في أشد القلوب جسارة من عتاة المجرمين وعندما كانوا يقولون له هل ستعترف أم “تتخنفس” كان يعترف فوراً، وطريقة “الخنفسة” تبدأ بحلق شعر الرأس ووضع سلطانية على رأس الشخص لها غطاء مخروم ويأتون بالخنافس السوداء ويضعونها على فروة الرأس، وتبدأ السير على الفروة ثم تبدأ أكل هذه الفروة حتى تصل الى الجمجمة ثم تثقب الجمجمة حتى تتغذى على المخ. “ساحقة الرأس” ومن أدوات التعذيب التي انتشرت في العصور الوسطى “ساحقة الرأس” وهي تسحق الجمجمة نهائياً، وهناك أداة عصر الجسم وتسمى “العصارة” وهي عبارة عن آلة حديدية تشبه مطحنة البن يوضع فيها رأس الإنسان ويستمر المعذب في إدارة اليد لتضغط تدريجياً على الرأس حتى يتم كسره تماماً، وأيضاً آلة أخرى صغيرة الحجم مدببة تدخل في طبلة الأذن حتى تخرج من الناحية الأخرى، لافتاً إلى أن المُعذِب كان يكافأ إذا أحسن إطالة مدة التعذيب ويعاقب إذا مات من يقوم بتعذيبه خلال فترة وجيزة. وأشار إلى أن الكرباج كان شائعاً في بعض الدول كأداة من أدوات التعذيب وهناك الخرَزانات وإبقاء المعذب ثلاث ليال بلا نوم وتدمير الجهاز العصبي لهؤلاء المعذبين والحبس الانفرادي مع الإضاءة الشديدة وتبريد الغرف الخاصة بالتعذيب وخلع السجين أو المتهم لملابسه بالكامل والبقاء بهذه الغرفة وكلها وسائل وأدوات مستخدمة حتى الآن داخل السجون. داخل قفص وقال د. محمد عبدالوهاب إن وسائل التعذيب في العصر الحالي كثيرة ومتنوعة منها التعذيب عبر سلك به تيار كهربائي والكي بالنار والضرب بالكرباج وعدم النوم لفترات طويلة والحبس في مكان رديء التهوية، والصعق بالكهرباء والوقوف لفترات طويلة والتعليق في سقف الحجرة، القدم لأعلى والرأس لأسفل، والجلوس داخل قفص لفترات طويلة ووضع ألواح الثلج في الغرف الضيقة في فصل الشتاء ونزع الملابس على أن يترك المعذب عارياً وإطعام الشخص أطعمة فاسدة، موضحاً أنه حرص على جمع قصص وروايات حقيقية عن عمليات تعذيب بشعة داخل السجون من خلال قصص حية رواها المعذبون أو ذووهم. فيلم سينمائي أكد محمد عبد الوهاب أنه ليس ضد مبدأ العقاب على الإطلاق، لأن القاتل والزاني والسارق لابد أن يعاقبوا، وهو ما أقره الدين الإسلامي الحنيف، ولكنه يرفض تعذيب المثقفين والمتهمين في جرائم الرأي كما يحدث منذ بدء التاريخ وحتى الآن. وتناول د. محمد عبدالوهاب جانباً من حياته الشخصية وقال إنه من مواليد 1961 وعمل فترة في السينما كمساعد للمخرجين الراحلين نور الدمرداش وأشرف فهمي، قبل أن يعمل في التمثيل وكان بالنسبة له هواية أشبعها من خلال 13 فيلماً على مدى 6 سنوات أشهرها “ليل وخونة” قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وقال إنه يحرص كل عام على المشاركة في غسل الكعبة المشرفة منذ 8 سنوات وحتى الآن. ويستعد حالياً لكتابة فيلم عن التعذيب مرشح لبطولته أحمد السقا من المنتظر الانتهاء منه خلال عام.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©