السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زهرات» المدرسة يرسمن ملامح المستقبل

«زهرات» المدرسة يرسمن ملامح المستقبل
20 سبتمبر 2010 21:14
هن صغيرات، إلا على المدرسة.. لباسهن الوردي الذي يلحق بهن حتى إلى المقاعد الدراسية، يزيدهن براءة، وكذلك تفعل الشرائط المتطايرة من على ضفائرهن. رعايتهن أمانة غالية وتربيتهن شغل أهاليهن الشاغل. كيف لا والطفولة بكل تفاصيلها تعطيهن موعدا مع بناء الشخصية. والتنشئة الاجتماعية التي يتلقينها ترسم بداخلهن ملامح المستقبل. زهرات بمشيتهن وعصفورات بأصوات ضحكاتهن. إن حكين كلامهن رقيق، وإن بكين فدمعهن يسبق للبوح بأرق التعابير. ومع بداية العام الدراسي نشعر أن الصغيرات بدأن يكبرن. ها هن يستيقظن باكرا، يساعدن أمهاتهن في تجهيز حتى حقائب إخوانهن الأصغر أو الأكبر. وهنا مسألة العمر لا تهم كثيرا، لأنهن ينشأن منذ نعومة أظفارهن على أن المسؤوليات البيتية من واجباتهن. إن دق جرس المنبه، هن أول الواعين، وإن حان موعد “الباص”، هن أول المنتظرين. يمشين الهوينى على الرصيف، ويجلسن بهدوء على مقاعدهن. وإن ركضن، تكون خطواتهن مدروسة، وإن لهون في الملعب الفسيح، لا تتعدى مساحتهن بضعة أمتار تكفيهن لمرح كبير. جسر عبور عملية النمو في مثل أعمارهن متداخلة، تبنى الواحدة منها تلو الأخرى. وكلما اكتسبن قدرات جديدة تضاف إلى المراحل السابقة وتؤسس لمراحل لاحقة من الصعب العودة معها إلى الوراء. ومن الأهمية في مكان، أن نزرع فيهن حب اللعب بكافة أشكاله. فالبنات من حقهن أن يلعبن ويتمرجحن ويقفزن من أعلى تماما كما يفعل الأولاد، وإن بطرقهن الهادئة. ومن خصائص الطفل في هذه المرحلة أنه يتعلم من خلال تفاعله الحسي المباشر مع عناصر البيئة المحيطة به من أشخاص وأشياء، وذلك باللعب والاستكشاف، والمحاكاة، والحوار والمحادثة. ويقول العلماء إن مستوى التحصيل عند الطفل يرتقي بالتحفيز والتشجيع وتنمية الثقة بنفسه وتوعيته على قدراته. وإن تقدير الطفل سواء كان ولدا أو بنتا، واحترامه كفرد مستقل له صفاته وخصائصه المميزة، يعتبر من أساسيات التعامل معه. وكما للبيت دور جوهري في بناء شخصية البنات، والتأثير في طبيعة نموهن، فإن لسنوات المدرسة الأولى مسؤولية كبيرة في توفير أجواء الطمأنينة والتقدير. والشراكة بين الأسرة والروضة ضرورية لإنجاح عملية اكتساب المهارات والمساهمة في تصميم جسر عبور آمن للتلميذات الصغيرات من البيت إلى المدرسة. بيئة مشوقة ما أجمل هذه البراعم وهي تمرح في الهواء الطلق ما بين فترة دراسية وأخرى، وكأن مسارح الترفيه تساعدهن على الاستيعاب بنسب أكبر. وإذا كانت البداية من الروضة، فهي تعمل على تنمية الطفل من النواحي الحسية والحركية، والذهنية واللغوية، والعاطفية والاجتماعية. وتنطلق المناهج البدائية في سنوات التعليم الأولى، من البيئة المحيطة بالطفل وما فيها من مكونات مادية وثقافية. وتشكل هذه الأدوات البسيطة مرجعاً يستقي منه المعلم مضمون الكتاب والكراس والقصة. تمر الأسابيع وتنقضي الأشهر، فتنتصف السنة الدراسية، وأهم ما يجب أن تتسم به برامج الروضة والصفوف الابتدائية، تنوع الوسائل والأنشطة والمرونة في المتابعة والتنفيذ. فالبنات يمللن من الروتين، والأولاد يضجرن من التكرار، ولا بد من توفير بيئة تربوية غنية ومشوقة ومثيرة لقدرات الطفل، تناسب نضجه الذهني واهتماماته في كل مرحلة عمرية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©